خائن وشكاك.. الحياة فوق صفيخ ساخن

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
  • القسم : الحياة الزوجية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 79
  • رقم الاستشارة : 2811
29/09/2025

زوجي يخونني ويتحدث مع النساء عبر منصات التواصل.. وأنا قرأت المحادثات وأقل وصف توصف به أنها محادثات قذرة، علمًا أنه لا يعطيني حقي الشرعي إلا بصعوبة ولديه مشكلات صحية..

الكارثة أنك يشك في ويفتش هاتفي ويتهمني اتهامات بشعة ويشتمني بألفاظ وقحة دون أي دليل.. ممكن نخرج معًا وأكون شاردة فيقول لي إنني أنظر للشباب المار وأنا أصلا أكون شاردة ولا أعرف عما يتكلم وينتهي الخروج لمشاجرة.. ممكن تأتيني رسالة تهنئة من أحد أقاربي من هذه الرسائل التي ترسل للجميع فيكون هذا دليلاً دامغًا على خيانتي.. بدلا من أن يعتذر ويتوب يتهمني أنا..

الذي يمنعني من طلب الطلاق وجود 4 أبناء صغار وأنا ليس لدي دخل وأسرتي متواضعة الحال، وأشعر أنني سأجن ولا أدري كيف أتعامل مع هذا الرجل الذي أكرهه وأخافه معًا؟

الإجابة 29/09/2025

أختي الكريمة، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك في موقعك البوابة الإلكتروني للاستشارات.. أشعر بعمق ألمك وإرهاقك النفسي وتوترك وأتفهم حيرتك وقلقك، فأنت بالفعل في علاقة زواج صعبة، وكل ما أرجوه ألا يكون في رسالتك شيء من المبالغة فتحت تأثير الضغوط النفسية يجنح الإنسان للمبالغة.

 

مثلث اللعنة

 

هكذا أطلق عليه.. الضلع الأول في المثلث: رجل يفتقد الثقة في نفسه (لأي سبب جسدي أو نفسي)، وفي حالتك يبدو أن لديه مشكلات في العلاقة الزوجية، وهذا أحد أهم أسباب ضعف الثقة بالنسبة للرجال.

 

الضلع الثاني في المثلث: يتجه هذا الرجل الفاقد للثقة للتعويض ويتجه للخيانة بدرجاتها فيتحدث لكثير من النساء والهدف الحصول على بعض التقدير المزيف والشعور بالاكتمال الوهمي (كل هؤلاء النساء معجبات بي.. أنا رجل امرأة واحدة لا تكفيني لباقي هذه الترهات التي يوهم نفسه بها).

 

الضلع الثالث في المثلث: كثير من القلق.. أنا أخطأت والله سبحانه وتعالى سيعاقبني والجزاء من جنس العمل، فكما أتحدث أنا للنساء المتزوجات سيتحدث أحدهم إلى زوجتي.. سيناريو آخر للقلق أنا أهملت زوجتي وآلمتها بالخيانة وهي أيضا ستسعى لإهمالي وخيانتي وتنظر للرجال الآخرين وتتحدث إليهم وربما يهيئ له خياله ما هو أكثر من ذلك وهنا يحدث الشك ويصبح خائنًا وشكاكًا معًا، وهذه النوعية من الرجال يبلغ بهم الشك أحيانًا درجات مرضية عالية فيتهيأ أشياء لم تحدث إلا في خياله.

 

البحث عن حل

 

شرح المشكلة وتحليلها ربما يمنحك إضاءات أقوى وتفسيرًا للتناقض الذي تستشعرينه ولا تفهمينه وفي قراءة أخرى قد يمهد طريقًا للحل.. لكن الحل دائمًا ما يكون له ثمن نبذله ويتناسب مع ضخامة أو بساطة الحل، ولا يوجد حل سحري لا يدفع فيه الثمن المناسب، ثقي من ذلك -يا عزيزتي- وأنا سأقدم لك ثلاثة مسارات للحل والثمن الذي سوف يدفع في كل مسار وأنت وحدك من له حق الاختيار.

 

المسار الأول: وهو المسار الأكثر مشقة.. الخطوة الأولى أن تداوي جروح هذا الرجل وتمنحيه التقدير الذي يحتاجه بجرعات صغيرة آمنة حتى لا يشك فيك ويصدقك.. تمدحينه بصورة صادقة وبخطوات مدروسة حتى تخففي قدر ما تستطيعين من شعوره بضعف الثقة.. كوني دقيقة لأنك لو بالغت فلن يصدقك وربما يشعره ذلك بالاستحقاق الزائد المزيف.

 

الخطوة الثانية في هذا المسار أنت لن تفتحي هاتفه ولن تتابعي حواراته أولاً؛ لأن هذا تجسس منهي عنه، ثانيًا لأن ذلك سيحبطك وبشدة ولن يجعلك قادرة على إتمام هذا المسار.. إياك والاستسلام لفضول المتابعة ومعرفة هل هناك تقدم أم لا؟

 

الخطوة الثالثة في هذا المسار وضع احتياطات شديدة تحول بينه وبين الغيرة الزائدة التي قد تصل للشك (إلغاء الصداقة مع أي رجل على مواقع التواصل حتى الأقارب وكبار السن والشباب المراهق) إشعاره دائمًا أنه لا مقارنة بينه وبين غيره من الرجال وأنك محظوظة كونه زوجك..

 

لا تنسي الدعاء الصادق أن ييسر الله لك الأمر، واعتبري ما تقومين به جهادًا للحفاظ على البيت والأطفال واحتسبي عملك عند الله تعالى.. ستدفعين ثمنًا غاليًا عبارة عن جهد نفسي رهيب والعيش في حالة طوارئ، ولكنك في المقابل قد تصلحين حياتك الزوجية من الجذور بنسبة تتجاوز الـ60%.

 

المسار الثاني: هو عكس المسار الأول.. أن تطلبي الطلاق وتتركي هذا الرجل لأنك قد تضررت بشدة من هذا الزواج، ويكفيك أنه يقذفك ولو أن الحدود الشرعية تطبق لتم جلده ثمانين جلدة جزاء ما يتفوه به ناهيك عن خيانته لك ولله من قبل..

 

لن يستطيع أحد أن يلومك أبدا إن طلبت الطلاق ولكنك أيضًا ستدفعين ثمنًا باهظًا، فإما أن تتركي له حضانة الأطفال (أطفالك صغار وهو غير مؤتمن)، وفي هذه الحالة ستعودين لبيت عائلتك متخففة من أي مسئولية مادية وتستطيعين بعدها أن تتزوجي مرة أخرى بشخص سوي نفسيًّا وليس من حق أحد أن ينتقص منك لو اخترت هذا الحل، فلقد كان الأصل فيما مضى أن الأب يتكفل أولاده وتعود المرأة وحدها.

 

وهو حل عقلاني أكثر لو تأملته ويحل كثيرًا من المشكلات فيسهل زواج المرأة المطلقة بينما يجعل الرجل يفكر مليًّا قبل الطلاق بما ينتظره من مهام وبمن ستقبل أن تكمل مسيرة تربية الاطفال معه.. الثمن هنا ستدفعينه من مشاعرك القلقة على أولادك.

 

وإما أنك ستطلبين الطلاق وتتمسكين بحضانة الأطفال وتطالبينه بالنفقة ومسكن الحضانة ونحو ذلك من أمور، وكثيرًا ما يلجأ الرجل للتلاعب والمماطلة كلون من ألوان الكيد فتضطرين للجوء للقاضي، وهنا أنت ستدفعين الثمن مالاً لا تملكينه بالفعل.

 

المسار الثالث: هو حل اللا حل أن تبقي كما أنت لا تطالبين بالطلاق من أجل أولادك ولا تسعين لإصلاح العلاقة معه لأنه لا يستحق أو لأنك لا تستطيعين فيبقى الوضع على ما هو عليه، وتدفعين الثمن مشاعر خوف وكراهية وحالة نفسية متردية.

 

أختي الكريمة، في كل الأحوال وفي أي مسار أنت تختارينه احرصي على عمق علاقتك بالله سبحانه وتعالى فهو القادر أن يصلح حياتك في طرفة عين فادعيه كثيرًا واطلبي منه القوة والمدد واذكريه كثيرًا ولن يتركك وحدك أبدًا.. أصلح الله لك زوجك، وأسعد قلبك وتابعيني بأخبارك دائمًا.

 

روابط ذات صلة:

بعد الخيانة.. كيف أستعيد الثقة؟

كيف أتعافى من جرح الخيانة؟

الشك المرضي.. فتش عن إساءات الطفولة

زوجتي والخيانة.. السقوط في بئر الشك

الرابط المختصر :