زوجي غارق في الاباحيات.. فهل أهجره في الفراش؟

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
  • القسم : الحياة الزوجية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 196
  • رقم الاستشارة : 2157
22/07/2025

أرجو مساعدتكم، هل من حقي رفض العلاقة الحميمة بسبب تصرفات زوجي عبر الإنترنت؟ عندي استفسار بخصوص حالتي الزوجية، وأحتاج رأيًا متخصصًا.

زوجي مؤخرًا صار يشتري مقاطع وصورًا لبنات عاريات، ويختار البنت التي تعجبه بنفسه، وبعدها يدخل غرفتها ويتابعها بشكل مباشر، وأحيانًا يزور مواقعهم بنفسه، هذا الأمر صدمني كثيرًا، خاصة أن زوجي أمام الناس يظهر بصورة محترمة وكأنه "شيخ كبير"، لكن خلف الشاشة يقوم بتصرفات لا أستطيع استيعابها.

المشكلة أن زوجي معي جيد، يسمع لي، ويعاملني بشكل طيب، ولا يُقصّر أبدًا في أي شيء، لكن في المقابل يريد أن يستمر في العلاقة الحميمة وكأن شيئًا لم يكن، وأنا من داخلي متأذية ومكسورة، ولا أستطيع التظاهر بأن الأمور طبيعية، لأن ما يقوم به يهزّ ثقتي فيه ويؤذيني نفسيًا وعاطفيًا.

سؤالي هو: كيف أتعامل مع هذا الموضوع، وهل من حقي نفسيًا وعاطفيًا أن أرفض العلاقة الحميمة في ظل هذه التصرفات

الإجابة 22/07/2025

أختي الغالية، أهلا وسهلاً ومرحبًا بك في موقعك الشبكة الإلكترونية..

 

ليس عليك –غاليتي- التظاهر بأن الأمور طبيعية فما حدث من زوجك لا شك أنه آلمك وآذاك ولربما تشعرين باهتزاز الثقة في نفسك، ولعلك تتساءلين لماذا أنا لست كافية له؟ وطبعًا ثقتك فيه قد تضررت بشدة وشعرت بخذلانه لك وغابت مشاعر الأمان عن حياتك والكثير الكثير من المشاعر التي تعبث بقلبك وعقلك.

 

أنت بحاجة لبعض الهدوء ولملة شتات نفسك حتى تستطيعي مواجهة هذه الأزمة التي تعصف بحياتك؛ لذلك أنصحك بالحصول على قسط كاف من النوم وممارسة تمارين التنفس العميقة مصحوبة بالذكر، ومن الأذكار التي تعد علاجًا فعالاً لمشاعر القلق وما يستتبعها من هَم أن تقولي كل صباح وكل مساء «حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم» (سبع مرات) فيكفيك الله ما أهمك من أمر الدنيا والآخرة.

 

اجلسي كل صباح وكل مساء قبل شروق الشمس وقبل غروبها وتنفسي بهدوء، وقولي «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحَزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غَلَبَة الدين وقهر الرجال».

 

وأكثري –حبيبتي- من الصلاة على النبي في كل وقت، والحد الأدنى 10 مرات في الصباح ومثلها في المساء.

 

وعندما تذهبين للنوم احرصي على الوضوء ونامي على جانبك الأيمن وأسلمي أمرك لله وقولي: «اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوّضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبةً ورهبةً إليك».

 

وأفضل الذكر على الإطلاق هو القرآن الكريم، حيث يشفي القلوب الموجوعة ويلملم شتاتها ويسكن مخاوفها ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾ (الإسراء: 82).

 

هل هو مدمن إباحية؟

 

يبدو لي -أختي الكريمة- أن زوجك لم يصل بعد لمرحلة إدمان الإباحية، فمن ناحية أنت تقولين إن هذا حدث مؤخرًا فليست هذه عادته، ومن ناحية أخرى هو حريص على علاقته الخاصة بك، ومدمنو الإباحية كثيرًا ما يهجرون زوجاتهم والحياة الطبيعية ويكتفون بما يشاهدون؛ لذلك فأنا أرى أن هناك فرصة كبيرة لعودته عن هذا الطريق والتوبة عنه، وأنا أريدك أن تتوجهي لله بالدعاء أن يشفي زوجك من هذا المرض الذي أصاب قلبه.

 

لعلك تسألين نفسك كثيرًا عن الدافع وراء هذا السلوك وهو الرجل الناضج الذي يحترمه الجميع؟ والحقيقة أنه قد تتعدد الأسباب وراء هذا السلوك بدءًا من الإحساس بالملل من روتين الحياة عمومًا وروتين العلاقة الخاصة بينكما (وليس في هذا تقليل منك فحتى لو حدث هذا فرد فعله خاطئ تمامًا، وكان عليه أن يتكلم ويشرح ما هو بحاجة إليه)، ويرتبط بهذا السبب الرغبة في الهروب من الضغوط والالتزامات فيجد في هذا المحتوى ما يفصله عن الواقع، وهنا تختلط الرغبات الجنسية ببعض المشاعر النفسية المعقدة.

 

ومن الأسباب التي تدفعه لذلك سهولة الوصول لهذا المحتوى، فهو ربما لم يسع إليه ولكن هذه المواقع تقتحم عليه جلسته أمام الإنترنت، ولعله سمع بعض أصدقائه يتحدث عن هذه الأمور بشيء من الانبهار فدفعه الفضول والإثارة معًا في طرق هذا الباب.

 

ومن أهم الأسباب التي قد تكون قد دفعته للسير في هذا الطريق أو الوقوع في هذا الفخ أنه ذهب إليه في لحظة رفض منك نتيجة أي مشكلة حياتية بينكما فذهب للتعويض، ومن ثم أثار ما شاهده مراكز في المخ تعرف بمراكز المكافأة وهي ما عززت من تكراره لهذا السلوك.

 

على أي حال ومهما كان السبب فإن ضعف الوازع الديني وضعف المراقبة والاستماع لوسوسة الشيطان أحاطت رحلته المظلمة للبحث في نفايات الإنترنت القذرة التي هي بالمناسبة صناعة بالغة الضخامة تقدر بـ100 ملياردولار أمريكي سنويًّا.. هل أنت متخيلة هذا الرقم المذهل؟ لذلك لا تصدمي –عزيزتي- لو عرفت أن ما يقارب من 50% من الرجال المتزوجين يشاهدون هذه المواد سرًّا ولو بصورة متقطعة.. لا أقول لك هذا كي أهون عليك ما فعله ولكن كي تكوني مستبصرة بشكل واع بالواقع حولك.

 

هل تهجرينه؟

 

أعتقد أن إجابة سؤالك مرتبطة بدافعك من الهجر، فهل أنت ترغبين في هجره لأنك متألمة مكسورة لا تطيقين قربه منك؟ أم أنك تريدين هجره لأنه وقع في معصية كبيرة وترين في ذلك أداة لمراجعة نفسه؟ أم أنك تريدين هجرة كمقدمة لطلبك الطلاق؟

 

وأيضًا عليك إجابة سؤال ثان مرتبط بنفس القضية ألا وهو كيف ترين أثر هذا الهجر عليه وعلى مستقبل زواجكما؟

 

أعلم أنك موجوعة ولا تفكرين إلا في وجعك، لكن عليك أن تفكري أيضًا في ملابسات المشكلة ككل.. على أي حال من حقك طلب الطلاق أو الخلع بعد ما علمته عنه، ولأنه بالتأكيد لا يرغب في ذلك فقولي له إنك إذن بحاجة للوقت حتى يتسنى لك إعادة التفكير في مستقبل زواجكما، وهو غالبا لن يعترض، فأن تهجريه خير له من طلبك للطلاق وهناك مساران لهذا الهجر:

 

- أن يخاف من فقدك فيسعى للاعتذار منك ويتعهد لك بعدم الدخول على هذه المواقع ويبتعد عنها فعلاً (على الأقل لفترة).

 

- أن هجرك له يجعله يمعن أكثر في طريق الضلال ويبرر لنفسه ما يقوم به لأنه يعاني من الحرمان.

 

خطة بديلة

 

أختي الكريمة، سأقترح عليك خطة بسيطة من ثلاثة محاور يمكنك اعتمادها كبديل لفكرة الهجر هذه التي تصلح كمخطط للإصلاح والعلاج ولا حتى في تسكين آلامك الداخلية.

 

 - الفهم والاستيعاب

 

المحور الأول هو فهم ما تشعرين به من ألم واستيعابه وعدم إنكاره، ويمكنك أن تكتبي ما تشعري به كلون من ألوان التفريغ الانفعالي، وفي هذه المرحلة أيضًا ستقومين بتقييم سلوكه بوجه عام وشعورك نحوه وهل تعتقدين أن هناك أملاً في صلاحه أم أنه مدمن للإباحية.. هل هو يشعر بالخزي من نفسه أم أنه وقح ويرى أن ما قام به يقوم به بقية الرجال..

 

هذه المرحلة التمهيدية بالغة الأهمية في خطواتك القادمة، ويمكنك أن تدمجيها برغبتك في الابتعاد الحسي عنه لفترة، ويرى كثير من خبراء علاج الإباحية أنه كي يتم التعافي فلا بد أن يبتعد مدمن الإباحية لا عن المواقع فقط ولكن عن العلاقة الزوجية الطبيعية أيضًا حتى يستعيد إحساسه الطبيعي ويعيد مركز المكافأة في المخ ترتيب اوضاعه.

 

- التوازن والاستقرار

 

المحور الثاني أن تسعي للتوازن النفسي والاستقرار العاطفي بعد الصدمة التي تلقيتها، ويساعدك على ذلك القراءة حول الإباحية وسبل علاجها، وأرشح لك موقع "واعي" الذي يقدم كمًّا كبيرًا من المعلومات وبرامج التعافي.

 

- الحركة والمواجهة

 

المحور الثالث أن تجلسي مع زوجك بعد أن استعدت زمام السيطرة على نفسيتك ومواجهته والاستماع لمخططه للتعافي الذي ينبغي أن يكون صادقًا فيه فيقوم بوضع برامج على الهاتف تمنع الوصول لهذه المواقع ويهيئ بيئة آمنة لنفسه بعيدًا عن فخ الإباحية، وأهم نقطة أن يكون لديه نية صادقة للتوبة لأنه أذنب في حق ربه قبل أن يذنب في حقك أو حق نفسه، فإن لمست فيه نية صادقة للتوبة فلِم لا تعينينه خاصة أن سلوكه معك بعيدًا عن هذه المشكلة كان سلوكًا طيبًا، ولمزيد من الشرح والتوضيح أرجو قراءة هذه الاستشارة الإباحية دمرت حياتي دمت بخير وأسعد الله قلبك.

الرابط المختصر :