الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : الحياة الزوجية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
62 - رقم الاستشارة : 2828
30/09/2025
أنا وزوجي لا نتحدث منذ أكثر من أسبوعين، والمشكلة حدثت عندما جاء ليأخذني من بيت أهلي فقلت له إني ما زلت في بيت جدتي فغضب عن مكالمته لي مما جعلني أتوتر وخصوصا أني حامل، هو غضب لأن هذه ليست المره الأولى التي يأتي ليأخذني ويجدني في مكان آخر كأن أكون في بيت جدتي ومن ثم أذهب لبيت خالتي وأنسى أن أخبره بذلك، وهذه المره لم تكن نسيانا مني وإنما بسبب سوء تقدير للوقت لأني ظننت أنه تبقى له ربع ساعة حتى يصل وفي هذه الأثناء أستطيع العوده قبل مجيئه.
طبعا هو ليس معترض على ذهابي لمنزل جدتي وإنما اعتراضه على عدم وجودي في منزل أهلي عند مجيئه، وعندما أخذني بالسياره قال لي لو تكرر هذا الأمر مره آخرى فسأتركك وأمشي عنك وهذا ما آلمني كثيرا.
ومن ثم قال أحضرت لكي قطعه من الكوكيز فقلت له لا أريد، فقال لي ماذا بك فلم أرد، وظن سكوتي تجاهلا له، وهذا ما اأثار الانزعاج لديه، ولكن أنا لم أقصد تجاهله وإنما لم أستطع الحديث من شدة الحزن، ما أثار حنقه أكثر أني بعد سكوتي وعدم ردي على سؤاله بقليل اتصلت بخالتي لأطلعها على أمر لا يحتمل التأجيل وأغلقت سريعا وظللت أبكي أغلب الطريق.
ومر أسبوع ولم يحدثني ثم حاولت مناقشته وإخباره أني لا أتجاهله ولكنه لم يصدقني وانتهى النقاش بشكل سيئ، والآن مر أسبوع آخر دون حديث بيننا، هل فعلا سكوتي يعتبر تجاهل لأني أتوقع بأنه يريد مني الاعتذار حتى يرضى وأنا لا أرى أني تجاهلته.
ابنتي الحبيبة، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك في موقعك البوابة الإلكترونية للاستشارات.. ما حدث بينك وبين زوجك مشكلة بسيطة وسوء فهم كان من الممكن معالجته في وقته، لكن ما حدث أن رد فعلك ورد فعله هو الآخر اتسم بالمبالغة الشديدة وانتهى الأمر لخصام امتد لأسبوعين وهذا زمن طويل جدًّا، فلم يكن ينبغي أن يزيد هذا الخصام عن ثلاثة أيام كحد أقصى، والنصيحة الدائمة أن نحل أي خلاف قبل أن نخلد للنوم فلا يتبقى لليوم التالي، فهذه مدة طويلة للغاية خاصة أن المشكلة كانت بسيطة وهامشية.
تحليل المشكلة
أنت كنت تقضين اليوم في بيت عائلتك وزوجك يسمح لك بالتنقل بين بيوت العائلة، ثم يأتي لأخذك في توقيت معين من بيت أسرتك.. لكن عندما جاء لم يجدك لأنك كنت موجودة في بيت جدتك وظل ينتظرك فترة...
المشكلة أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يأتي ليصطحبك ولا يجدك ويجلس لينتظر وهذا ما أثار غضبه فقال لك: في المرة القادمة التي سآتـي لأصطحبك إذا لم أجدك موجودة سأمشي ولن أنتظر، وربما قال هذا الكلام تحت تأثير الغضب كلون من التهديد وربما لا يعنيه حقيقة وإنما فقط يحاول الضغط عليك للالتزام بالمواعيد.
وعندما شعر أنه أحزنك وضغط عليك حاول تغيير مسار الحديث وغلْقه عند هذه النقطة وإدخال السرور على قلبك وأخبرك أنه أحضر لك قطعة من الكوكيز لكنك رفضت، وعندما سألك ما بك؟ لم تردي عليه.. أنت لم تردي عليه لأنك حزينة، لكنك صمت ولم تخبريه أي شيء، لم تقولي له إنك حزينة لكلامه السابق معك رغم أنك لا تتعمدين التأخير.. لم تقولي أنك حزينة لأنك شعرت أنه يهددك، ولو أنك قلت له ما تشعرين به لربما أوضح موقفه وربما اعتذر لك وربما حاول مصالحتك.. على الأقل كنت فتحت مادة للحديث يشرح فيها مدى انزعاجه من مسألة الانتظار، لكنك التزمت الصمت ولم تردي حتى لم تقولي لا شيء..
أنت التزمت الصمت التام، فماذا يمكن له أن يفهم من ذلك؟ أنك تتجاهلينه.. هذا المعنى الذي وصله مفهوم ومبرر، الأسوأ أنك تتصلين بخالتك وتتحدثين إليها بينما لا تردين عليه هو.. بماذا ترجم عقله هذا مزيد من التجاهل له أليس كذلك؟
ظللت تبكين طيلة الطريق وظل هو يشعر بالغضب والاحتراق الداخلي.. لا هو يحاول فتح الحديث معك ويسألك ما بك؟ يخشى ألا تردي عليه ثانية ولا أنت تشرحين ما تشعرين به.. احتاج منك الأمر أسبوعًا كاملاً حتى تستطيعي التحدث معه وتناقشت معه مناقشة حادة وسيئة لم تحقق أي نتائج، ثم ها هو الأسبوع الثاني ينقضي دون حديث.
خطوات للحل
يا ابنتي الكريمة، في العلاقة الزوجية لا يكون الحوار العقلاني المنطقي هو سيد الموقف بل حديث المشاعر والعواطف وجبر الخواطر هو الأصل والأساس.. أنت جربت الحوار العقلاني والنقاش وقلت له إنني لا أتجاهلك وهو لم يصدقك.. أنت بدات بالتزام الصمت وهو تمادى فيه ولا بد لهذه الدائرة أن تنكسر.. أنت تعرفين أنه يريد منك الاعتذار على عدم ردك الذي اعتبره تجاهلاً وأنت لا تعتبرين ذلك تجاهلاً فلماذا تعتذرين؟ ألا يمكن أن تعتذري عن عدم الرد الذي لا تعتبرينه أنت تجاهلاً؟ وبغض النظر عن المسمى أو دوافعه هو أمر سخيف وأنت جربت الأمر نفسه طيلة هذين الأسبوعين.
يا ابنتي، العناد أقصر طريق لتحطيم الحياة الزوجية.. العناد يجعل مشكلة صغيرة تافهة تكبر وتتضخم وتأخذ أبعادًا كبيرة، تأملي هذا الحديث عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول ﷺ: "ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود، الولود، العؤود على زوجها، التي إذا آذت أو أوذيت، جاءت حتى تأخذ بيد زوجها، ثم تقول والله لا أذوق غمضًا حتى ترضى" (رواه الطبراني وحسنه الألباني).
معنى الحديث أنه عند حدوث سوء تفاهم بين الزوجين وبغض النظر عمن المخطئ ومن الذي بدأ ومن الذي له رد الفعل، فإن المرأة الصالحة من نساء أهل الجنة تبادر بالصلح دون كثير من المناقشات بل تستخدم أسلوب التأثير العاطفي، تضع يدها في يده أو تحدثه حديثًا عاطفيًّا فهي لا تستطيع النوم طالما هو غاضب.
أنت تستشعرين أنه يريد منك أن تعتذري، ما الذي يمنعك من الاعتذار وإنهاء الموقف، ثم تشرحين له بعد ذلك أنك لم تتعمدي تجاهله وأنك كنت حزينة وكنت تبكين، وستجدين أنه هو من سيسعى للاعتذار والصلح، فقط ابدئي أنت ولا تنسي أن موقفك ملتبس بالفعل.. عدم رد ثم اتصال على آخرين ومن قبل التأخر المتكرر، لو قارنت هذا بما فعله فستجدين بداية الخطأ عندك بالتأخير، وتعليقه السخيف رد فعل ثم حاول التراجع عنه، فكان رد فعلك التالي أسوأ من رد فعله بمراحل.. ثم تأخرك الشديد بعد ذلك في محاولة إصلاح الموقف..
لذلك فأنا أدعوك أن تفعلي كما الحديث تقتربين منه وتقولين له لا أستطيع النوم كل ليلة بسبب غضبك.. أنا لم أقصد ما فهمته لكنني حقًّا آسفة أنه وصلك، وستجدين أن المشكلة قد تم حلها.. بعد ذلك أنتم بحاجة لوضع قواعد للحوار وقواعد لحل الخلافات الزوجية بعيدًا عن سوء الظن.. أسعد الله قلبك وأصلح ما بينك وبين زوجك، وتابعيني بأخبارك دائمًا.
روابط ذات صلة:
تجاهل هدية الفلانتين.. فهل فقد شغفه؟
لماذا يصعب عليَّ الاعتذار عن أخطائي؟ وكيف أصلح ذلك؟
زوجتي التي أحبها أهملتني بعد الإنجاب