أتظاهر بالسعادة وأعيش في فتنة.. ما العمل؟

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
  • القسم : الحياة الزوجية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 51
  • رقم الاستشارة : 2913
09/10/2025

أنا زوجة في الأربعين من عمري وزوجي يكبرني بأكثر من 15 سنة وهو رجل رائع له فضل كبير عليّ وأنا أحبه بشده وعلاقتنا ممتازة جدا.. المشكلة أنه منذ نحو عام وعلاقتنا الخاصة في منحنى هبوط شديد.. أنا ترددت كثيرا في الكتابة لكم في هذه المسألة الحساسة.

زوجي لديه بعض الأمراض المزمنة منذ سنوات ولكنها تحت السيطرة ولكن علاقتنا الخاصة ليست جيدة فهو ينتهي سريعا ويخلد للنوم، وأنا أشعر بالحرمان والتوتر فألجأ لممارسة العادة السرية، ثم ينتابني شعور شديد بالذنب والإحباط خاصة في عمري هذا، فهل أنا آثمة أم أنني معذورة مضطرة.. أنا أقاوم كثيرا ولكن هذا يحدث أحيانا.. فما هو الحكم الشرعي في حالتي؟

زوجي لا يعرف شيئا، فأنا أتظاهر بالسعادة والرضا حتى لا أجرحه فهو لا يستحق مني ذلك، وبالتأكيد لا أفكر في الطلاق فأنا أعيش حياة مستقرة أرجو النصيحة.

الإجابة 09/10/2025

أهلاً وسهلاً بك أختي الكريمة في موقعك البوابة الإلكترونية للاستشارات الخاصة بمجلة المجتمع.

 

أختي الكريمة، خيرًا فعلت بالاستشارة.. أنا أعلم أن مشكلتك حساسة ولذلك ترددت في الاستشارة، ولكن يا غاليتي ينبغي ألا يمنعك الحياء من السؤال، كانت السيدة عائشة تثني على نساء الأنصار وتقول: نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء من التفقه في الدين.. سألت النساء النبي ﷺ عن طريقة الغسل والطهارة بعد الحيض وسألنه ﷺ عن احتلام المرأة، وكن يبدأن السؤال مثلا بأن الله لا يستحي من الحق.

 

وذهبت امرأة طُلقت ثلاثًا ثم تزوجت رجلا آخر للنبي ﷺ تشكو زوجها الجديد وتشير بحركة ما إلى أنه ضعيف من ناحية العلاقة الخاصة، حتى أن بعض الصحابة الواقفين استنكروا سؤالها وكيف تجهر بمثل هذا الكلام أمام الرسول ﷺ، لكنه ﷺ تبسم وقد فهم مغزى سؤالها وأجابها.

 

حتى الصحابة كانوا يسألون أم المؤمنين عائشة عن بعض الأمور التي تخص العلاقة الحميمية، فيبدأ الصحابي كلامه بقوله: أنا أريد أن أسالك عن شيء وأنا أستحي منك فتقول له: سل ولا تستحِ فإنما أنا أمك.

 

بين الصراحة والحياء

 

أختي الكريمة، إذا كنت أطالبك ألا تستحي من سؤال أهل العلم، فمن باب أولى ألا تستحي من الحوار مع زوجك في مثل هذه الأمور بطريقة رقيقة لا تجرح مشاعره فأنت تقدمين له بطريقتك هذه مشاعر مزيفة وتمنعينه من العلاج الصحيح للمشكلة، فزوجك لديه بعض الأمراض المزمنة الواقعة تحت السيطرة وفي مرحلة عمرية المفترض أن يتمتع فيها بالطاقة والحيوية، ويمكنه التمتع بذلك بالفعل إذا راجع الطبيب المختص وأنت تقدمين له تغذية راجعة مضللة لا تشعره أن ثمة مشكلة، والأمر قد يتفاقم إذا استمر على هذا النحو.

 

لذلك انتقي لحظة مناسبة قبل لقائك به أو بعده.. عبِّري عن حبك له وعن مشاعر اشتياقك له وأنك تريدين قربه أكثر، يمكنك أن تضحكي وتمزحي معه وتدللي عليه وتقولي له يبدو أننا بحاجة لزيارة الطبيب فنحن ما زلنا شبابًا.. هذا الكلام الجاد يقال مع الضحك وفي صورة مزاح لكن المعنى سيصل له.

 

يمكنك أن تحدثيه بطريقة أخرى أنكم بحاجة لزيارة الطبيب لمتابعة الأمراض التي يعاني منها وتقولين له إنك تشعرين أن هناك خللاً ما في الدواء ويبدو أن له أعراضًا جانبية، إذا لم يفهم وسألك فأجيبيه بشكل صريح أنك لست معتادة عليه هكذا قبل هذه الأدوية.. وهنا بدلا من نقده تنتقدين الدواء.. وعندما يسأل الطبيب ويقول له إني أعاني من أعراض جانبية كذا وكذا سيفهم الطبيب ويعطيه الدواء أو يوجهه للطبيب المختص دون أن تطلبي منه أنت بشكل صريح.

 

ملاحظات مهمة

 

وإليك هذه الملاحظات المهمة:

 

* اهتمي بنفسك ومظهرك كالمعتاد حتى تشعريه بأهمية الأمر بالنسبة لك وحتى تشعري أنت أيضًا بالثقة في ذاتك.

 

* احرصي على صناعة أجواء رومانسية هادئة حتى تمنحه التحفيز المناسب.

 

* امدحيه دائمًا وقدمي له التقدير المناسب ولا تقللي من ثقته بنفسه.

 

* اطلبي منه ما تشعرين أنك بحاجة إليه في العلاقة الخاصة.. حتى إن كنت غير معتادة على الطلب.. دربي نفسك عليه.. من ناحية ستؤجرين لأنك تطلبين حلالاً، ومن ناحية أخرى قد يمنحه ذلك تحفيزًا إضافيًّا، ومن ناحية ثالثة قد ينبهه دون حوار مباشر إلى أهمية زيارة الطبيب.

 

* وأخيرًا، لا بد من الاستعانة بالله سبحانه وتعالى والتوجه له بالدعاء أن يكفيك بحلاله عن حرامه وأن يؤلف بين قلبك وقلب زوجك.. أسعد الله حياتكما، وتابعيني بأخبارك دائمًا.

 

ويوجه الدكتور رجب أبو مليح المستشار الشرعي لصفحة الاستشارات نصيحة للأخت السائلة يقول فيها:

 

 

الأخت الكريمة..

 

يقول الله تعالى: ﴿... هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ...﴾ [البقرة: 187]، ومن معاني اللباس الستر والحماية والوقاية والعفة...، وقد عاشرت زوجك هذه السنوات الطوال، فلمَ الحياء في غير موضعه؟ هذه حقوق متبادلة لا يمكن لأحد أن يطّلع عليها أو أن يحلها غير الزوجين، وقد حثنا النبي ﷺ على التداوي فقال ﷺ: "تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء غير الهرم".

 

فعليك مصارحة زوجك بأدب وحب، فقد كانت عائشة رضي الله عنها تقول للنبي ﷺ أحب قربك...، وإن لم تتعودي على هذا فاعرضي عليه هذه المسألة على أنها مشكلة تعاني منها إحدى صديقاتك، واطلبي منه المشورة ماذا تفعل المرأة التي لا تقضي حاجتها وتشبع رغبتها مع زوجها بسبب استعجاله، أو بسبب مرضه،  فسيفطن زوجك إلى حاجتك.

 

وإن لم ينتبه فتلطفي في ذلك وساعديه على العلاج فقد يكون أمرًا نفسيًّا أكثر منه صحيًّا، ونسأل الله أن يؤلف بين قلوبكم ويصلح ذات بينكم، ويرزقكم السعادة في الدنيا والآخرة.

 

روابط ذات صلة:

كيف أُعيد الرومانسية إلى حياتي الزوجية؟

ليست علاقة حميمية بل رغبة مفتعلة

 

الرابط المختصر :