تريد العودة لبلد للجوء.. ماذا أفعل؟

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
  • القسم : الحياة الزوجية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 97
  • رقم الاستشارة : 2419
23/08/2025

زوجان.. أحدهما عائد والآخر مقيم 📌 إلى الأخصائيين الاجتماعي والنفسي: "تزوجت أثناء غربتي، وعندما عدنا إلى سوريا، زوجتي تكره الحياة هنا! هي تعودت على الخدمات والحرية في أوروبا، والآن تبكي يوميًا بسبب انعدام الكهرباء. ترفض الخروج من المنزل لأنها تخشى النظرات بسبب لباسها المختلف. أخشى أن تطلب الطلاق وتعود منفردة. كيف نساعدها على التأقلم؟ وهل يمكن أن نجد حلًا وسطًا؟"

الإجابة 23/08/2025

أخي الكريم، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك في موقعك البوابة الإلكترونية للاستشارات.. هذه الزوجة تعاني من اضطراب التكيف أو اكتئاب التكيف وهو يصيب كثير من البشر عند الانتقال لبيئة جديدة، خاصة عندما تكون هذه البيئة غير داعمة أو فيها مشكلات معيشية واضحة كما حدث معكم؛ فالانتقال من بلد اللجوء الأوربي بما يمتلكه من إمكانيات معيشية وخدمية عالية والعودة للوطن في سوريا مع كل الصعوبات المعيشية بعد التحرير كان بحاجة لدراسة معمقة ودراسة عقلية وليس لقرار عاطفي حتى لا تكون هذه النتيجة.

 

إذن يمكننا القول إن ما تعاني منه الزوجة هو مزيج من أمرين:

 

الأمر الأول هو الاغتراب في أرض الوطن، وهي حالة غريبة تصيب من عاش طويلاً في الغربة وهو يظن أنه غريب ويظل يحلم بلحظة العودة، فإن عاد إلى الوطن شعر بغربة أشد وشعر بعدم قدرة على التكيف مع الناس، وهذا ما يجعل زوجتك غير قادرة على الخروج من البيت، وقد يصل الأمر إلى اكتئاب التكيف الذي تحدثنا عنه.

 

الأمر الثاني هو نمط الحياة المحروم من الخدمات الأساسية، فانقطاع الكهرباء يوميًّا لساعات متواصلة يشل الحياة والمعيشة ويجعل الحياة أشبه ما تكون بالحياة البدائية الصعبة.

 

لو استمر الأمر على هذا النحو فمن الوارد بالفعل أن تطلب الزوجة الطلاق حتى تتخلص من كل هذه الضغوط، لذلك فعليك أن تبادر بتخفيف الاحتقان على الأقل، ومما يساعدك على ذلك:

 

* أن تدرك أن ما تمر به زوجتك هو أمر طبيعي للغاية، فلا تكثر عليها باللوم والنقد أو تطالبها بقوة التحمل، بل عليك أن تصغي لها ولمعاناتها وتشعرها أنك تقدر ما تشعر به.. فأن تعاني ويتم التقليل من معاناتها لهي معاناة مضاعفة.

 

* أن تخبرها أن المتخصصين يرون أن الإنسان يلزمه ستة أشهر على الأقل حتى يستطيع التكيف مع بيئته الجديدة، وبالتالي تمنحها أملاً أن مشاعرها السلبية ستخفت مع الوقت.

 

* بالطبع هي لن تتكيف خلال ستة أشهر بصورة عفوية، ولكن عليك بذل جهود لتيسير حياتها، كأن تسعى لشراء مولد كهرباء أو بطاريات شمسية لتوليد الكهرباء وكل ما يمكن أن تحله بصورة فردية، فلا تتردد في الحل مهما تكلف من مال.

 

* ومن الأمور المهمة التي قد تساعدها على الاندماج محاولة صناعة بيئة اجتماعية بديلة فتدعو بعض العائلات لزيارتكم بشرط تشابه وتقارب الخلفية الفكرية والمعيشية.. نريد لها أن تختلط بنساء لا يسارعن للحكم عليها لاختلاف طبيعة ملابسها أو طريقة تفكيرها بحيث يحدث لها تطبيع تدريجي مع الدائرة القريبة التي نريد لها أن تتسع بهدوء.

 

* محاولة الوصول معها لحلول وسط؛ فمثلا بالنسبة لملبسها من الممكن أن تحافظ على أناقتها بطريقتها المعتادة وفي الوقت ذاته تحقق الشروط الموضوعية لملبس المرأة كما جاء في الشريعة الإسلامية، وتدريجيًّا نقلل الملابس التي تلفت الانتباه وتثير الدهشة.

 

* ومن الحلول الوسط أيضًا أن تقوما بقضاء بعض الوقت في أرض الوطن وبعض الوقت في بلد المهجر، إن كان هذا متاحًا.

 

* ومن الحلول المبتكرة التي تساعدها على التكيف والتأقلم أن تساعدها في البحث عن معنى عميق للحياة في الوطن.. أن يكون لها دور أن تتبنى قضية ما خاصة في أوساط الأطفال فتشعر أن لوجودها قيمة، وهذا يخفف عنها كثيرًا مما تجد من صعوبات؛ لأنها ستجد نفسها تحمل على عاتقها قضية كبيرة تذوب معها المشكلات الفردية.

الرابط المختصر :