بعد عشرين سنة زواجًا أفكر في الطلاق

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
  • القسم : الحياة الزوجية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 99
  • رقم الاستشارة : 2846
02/10/2025

السلام عليكم، أنا متزوجة وأم لأربعة أبناء، زواجي مر عليه 20 عاما، كان زواجًا ناجحًا كان كل الناس يتحدثون عنه، لكن في السنة الأخيرة من زواجي لم أعد أتحمل تصرفات زوجي التي كانت متقلبة، في الصباح يكون متعصبا ويقول لي كلاما جارحا على أبسط الأمور ولا يتكلم معي النهار كله، لكن عندما يأتي الليل ونكون في الفراش يأتي ولا يطلب مني المسامحة على الشيء الذي فعله في الصباح ويعاملني معاملة خاصة.

وأنا لم أتحمل هذا يفعل وكأن لا شيء وقع وحتى لم أرغب في الاستجابة معه في الفراش لعله يراجع نفسه ويصلحها لكن دون جدوى، يريد حقه بالقوة كنت أحس أحيانا بأنني امرأة تغتصب، فعلها تكرارا تكرارا.

لكن المفاجأة الكبرى أنني الآن عدت بلا إحساس كامرأة والأنوثة ضاعت لي أصبحت أحس بأنني لا شيء.. ما يصبرني على هذا هم أولادي، فكرت كم مرة في الطلاق لكن أخاف على أولادي وابني الصغير عنده عامين ما زال صغيرًا، بماذا تنصحوني من فضلكم؟

الإجابة 02/10/2025

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك أختي الكريمة في موقعك البوابة الإلكترونية للاستشارات.. يا أختي الكريمة مر على زواجك عشرين عامًا كانت سنوات سعيدة وناجحة، فهل تفكرين في الطلاق لأن العام الأخير حمل تناقضات زوجك الغريبة؟ ألا تشفع السنوات السابقة كلها له؟ ألا تشير هذه التناقضات إلى أن هناك مشكلة ما يمر بها زوجك وأنت لا تعرفين عنها شيئا؟ ألا تعتقدين أن الوفاء لسنوات العِشرة (على الأقل) يجعلك تلتمسين له سبعين عذرًا؟

 

تحليل المشكلة

 

يبدو أن زوجك يعاني من مشكلة ما طيلة العام الماضي.. هو لم يحكِ لك شيئًا عن هذه المشكلة، ولست أدري هل سألته أنت عما يضايقه فقال لك لا شيء أم أنك لم تسأليه طيلة هذا العام عما يزعجه ويجعله يسلك هذه السلوكيات العصبية معك، ربما هو يعاني من مشكلات في العمل مثلا.. ربما عليه ديون.. ربما هي مشكلة تخص عائلته.. ربما هو اضطراب في كيمياء الدماغ، هناك احتمالات كثيرة لا نستطيع أن نعرف أيًّا منها يقف وراء هذا السلوك الذي يمارسه معك، لذلك فسنترك تحليل السبب العميق لتغيره طالما أنه لا توجد مؤشرات واضحة تشير إليه وسنتعامل مع التغير السلوكي حتى يمكن لنا احتواؤه.

 

تقلب المزاج

 

يبدو أن أكثر ما يحيرك هو أسلوبه الحاد معك في الصباح الذي قد يصل حد أنه يجرحك بكلماته ثم يتعامل معك في المساء بصورة طبيعية للغاية ويسعى للقرب الحميمي منك دون أن يقدم أي تبرير أو اعتذار لما قام به في الصباح.. ثم هو يلح بشدة في طلب وصالك ويتجاهل رفضك له حد أنك تشعرين أنك امرأة تغتصب، وهذا ما جعلك تشعرين أنه لا قيمة لك وأن أنوثتك قد ضاعت.. دعينا يا أختي الكريمة نفكك هذا التشابك المربك:

 

* عصبية زوجك في الصباح مرتبطة بتوتره إزاء مشكلة مجهولة بالنسبة لك، وإن كان لا ذنب لك فيها ولا ذنب لك في عصبيته وحدته.. هنا هو يستخدمك ككيس ملاكمة يخرج فيه انفعالاته وهو أمر خاطئ ولا شك، وعلى الرغم من ذلك أنت مطالبة بالثبات الانفعالي وتجنب ما يغضبه وأي حديث قد يثير انفعاله.. غالبا الحوار معه وهو في هذه الحالة لن يُجدي فقنوات التواصل تكون شبه مغلقة.. ستلتزمين الصمت أو تأييده فيما يقول فأنت بحاجة لممارسة الهدوء وأقصى درجات ضبط النفس حتى نفهم ما الذي يحدث معه ويجعله متوترًا هكذا في الصباح.. لا تنسي أن الكورتيزول هرمون التوتر يرتفع بشكل تلقائي خلال أول ساعة بعد الاستيقاظ خاصة إذا كان يعاني من نوم سيئ وقلق.. مرري هذه الفترة بأقل قدر من الخسائر واحتسبي صبرك على أسلوبه الجديد.

 

* في المساء زوجك يكون عنده حاجة ماسة للهروب من المشكلات ومنح عقله عطلة بعض الوقت.. هو حتى لا يريد أن يفتح معك حوارًا عما حدث في الصباح وأسبابه و.. و.. فيسعى للعلاقة الخاصة ينسى بها ما يضايقه ويتخفف من الضغوط التي يعاني منها..

 

بالنسبة للرجال غالبًا ما يقومون بالفصل بين العلاقة الحميمة وبين بقية المشكلات الأخرى بينما تميل النساء للربط، فهي لا تتجاوب في العلاقة الخاصة وهي منزعجة من أمر ما كما يحدث معك، بينما كثير من الرجال يعتبر العلاقة هي الاعتذار عينه وإشارة إلى أنه يريد فتح صفحة جديدة، وعلى الأقل حاجة طبيعية لا ينبغي ربطها بأشياء أخرى.. وقت مستقطع من الضغوط والالتزامات والمسئوليات والمشاكل.. ولأن زوجك ليس في حالة طبيعية يواجه رفضك له بشيء من العنف والإصرار على العلاقة فتشعرين أنك منتهكة فيزداد فتورك معه فيزداد هو غضبًا وانفعالاً في الصباح.

 

قراءة أخرى

 

أختي الكريمة، تعلمين أن امتناع المرأة عن الفراش من الذنوب الشديدة وليس في ذلك انتقاص من مشاعر المرأة أبدًا، ولكن لأن الضرر الذي سيترتب على هذا الامتناع أشد لا على الزوج فقط ولكنه سينعكس بشكل مباشر أو غبر مباشر على الزوجة أيضًا، وكثير من النساء يجدن بالتجربة أن الأمور تكون أكثر هدوءًا بعد العلاقة الزوجية وتكون الفرصة للحوار ممهدة جزئيًّا أو كليًّا..

 

ورفضك للعلاقة الزوجية بالإضافة للإثم (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح) يعزز مشاعر التوتر والغضب التي تحدث لزوجك في الصباح، وأيضًا يغلق كل الطرق للحوار معه للوقوف على سبب تغير حالته المزاجية، فلو أنك تحاورت مع أفكارك وقدمت قراءة أخرى للموقف لربما اختلف الأمر كثيرًا فبدلاً من أن تكون قراءتك: أغضبني وجرحني بالكلام لذا فعليه أن يعتذر أولا ثم يطلب العلاقة وإلا فسوف أمتنع عنه.

 

 يمكن تبديل هذا النموذج بنموذج آخر أنه يعاني لذلك يخطئ، ولم يكن هذا أسلوبه معي سأتجاهل هذا بوعي وأتجاوب معه في العلاقة حتى تهدأ أعصابه فيستطيع أن يحكي ما يضايقه أو على الأقل سيكون أكثر لطفا في الصباح.

 

المشكلة بهذه القراءة وإن لم تحل من جذورها إلا أنها ستعطي مسكنًا قويًّا يمنع عنها الألم حتى يمكن علاج السبب الأصلي هل تفهمينني؟ أسأل الله سبحانه وتعالى أن يسعد قلبك ويمنحك الصبر ويهدي زوجك، وتابعيني بأخبارك دائمًا.

 

روابط ذات صلة:

بعد زواج ٢٨ سنة.. هل أطلب الطلاق؟

بعد 25 عاماً.. حان وقت إنفاذ «الطلاق المؤجل»

أخاف أن يؤذيني فهل أطلب الطلاق؟

هو وراتبي وشبح الطلاق

كيف أجعله يطلقني؟

زوجي عنيف ويهددني بالطلاق.. كيف أحمي نفسي ومستقبلي؟

ضربني واعتذر فهل أطلب الطلاق؟

طلب الطلاق وسياسة حافة الهاوية

الرابط المختصر :