كيف أجعله يطلقني؟

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
  • القسم : الحياة الزوجية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 127
  • رقم الاستشارة : 2336
10/08/2025

كيف أجعل زوجي يطلقني عندنا فالقانون العراقي ينص على أن الزوجة إذا كانت تريد الطلاق وترك زوجها فهي أيضاً تترك كل حقوقها من أولاد ونفقة وكل شيء.

وأنا مللت من زوجي ليس بيننا حب ونحن نتشاجر كثيرا وغير مهتم بي ولا بأولادي، خانني بكثير من المرات، وهو مقصر في شؤوني، وأيضاً يرى تديني والتزامي بالدين من التفاهة فهو يستهزئ بي وبصلاتي.

في أكثر المرات كنت أعاني كثيرا واستخرت الله كثيرا وجدت قلبي خالياً جدا ليس فيه ذرة حب له ولا حتى ذكرى سعيده، لقد أهملني جدا، فنحن كل شهر من الزعل نتراضى يوم واحد.

تعبت جدا وأنا اشحد الكلام الحلو والغزل حتى صرت أبحث عن الكلام الجميل مع صحباتي كلام يخليني أعيش بعض اللحظات حتى ولو كانت كذبه فتتبادل أنا أحبك وأموت فيك وأنتي أغلى شيء في حياتي وربي لا يحرمني منك والشعر والقصايد والأغاني ونتشارك الفرح والحزن، لكن حقيقه أني جزعت التمثيل حتى ولو أحببت صديقاتي وتبادلنا كلام الحب تبقى ثغرة الزوج فارغة تخلو منه دائماً.

لقد اخترت أن أستقل وأبني مستقبلي وأكمل دراستي ولا ألتفت لعاطفه أخرى، ولكن نرجع لصلب الموضوع بأني إذا طلبت الطلاق سأخسر كل حقوقي ولا بد أن يكون الطلاق من كامل إرادته هو وليس أنا، كيف أجعله يطلقني؟

الإجابة 10/08/2025

أختي الكريمة، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك, وبكل نساء العراق في موقعك بوابة الاستشارات الإلكترونية، وبعد:

 

أعتقد أنك بحاجة لاستشارة قانونية من محام عراقي متخصص في قوانين الأسرة؛ لأن ما ذكرته من ضياع حقوقك المالية وحضانتك للأطفال أمر غير دقيق، ولست أدري مصدر معلوماتك التي بنيت عليها هذا الكلام، فهناك حقوق شرعية لا يمكن تجاوزها حتى لو أنت من طلبت الطلاق...

 

على أي حال أرى أنه قبل اتخاذ أي خطوة قانونية أن علينا أن نسعى للإصلاح واستثمار كل فرصة للحفاظ على الحياة الزوجية، فيا عزيزتي التفريق بين المرء وزوجه من أشد أعمال الشيطان المفسدة، وفي الحديث (إنَّ إبليسَ يضعُ عرشَه على الماءِ، ثم يبعثُ سراياه، فأدناهم منه منزلةً أعظمَهم فتنةً، يجيءُ أحدُهم فيقولُ: فعلتُ كذا وكذا، فيقولُ ما صنعتَ شيئًا، ويجيءُ أحدُهم فيقولُ: ما تركتُه حتى فرَّقتُ بينَه وبين أهلِه، فيُدْنِيه منه، ويقولُ: نعم أنتَ).

 

لذلك أريدك أن تهدئي وتعيدي التفكير في الأمر، فلعلك كتبت رسالتك هذه تحت تأثير الغضب والانفعال من أمر ما.

 

عادة المبالغة

 

أختي الفاضلة، من أهم أدوات الشيطان لإفساد العلاقة بين الزوجين أنه يبني المشاحنة على شيء حقيقي.. مشكلة حقيقية حدثت بالفعل.. سوء فهم.. تصرف غير مسئول ولكنه يبالغ فيه ويضخمه حتى يشغل حيزًا ضخمًا في الذهن وحتى يغلق القلب تمامًا على المشكلة فلا تبقى فيه مساحة ولو صغيرة لذكرى طيبة، وهو أمر منتشر للأسف بين كثير من النساء؛ لذلك حذّر النبي ﷺ منه (لو أحْسَنْتَ إلى إحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شيئًا، قالَتْ: ما رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ)؛ لذلك أدعوك –غاليتي- لمحاولة التحلي بالموضوعية قدر استطاعتك.. أريدك أن تتخيلي نفسك كما لو كنت هو بما كان سيدافع عن نفسه؟!

 

مثلا تقولين إنه يستهزئ بتدينك وبصلاتك؟ فهل هو شخصية شيطانية إلى هذا الحد الذي تصوره كلماتك؟ أليس هناك مبرر ما كأن تكوني تطيلين الصلاة بشكل مبالغ فيه أو تصومين دون إذنه أو تأمرينه بالمعروف بطريقة حادة استشعر فيها استعلاءك الإيماني؟

 

أيضًا ذكرت أنه خانك عدة مرات ولم تقولي كيف حدث هذا؟ وإلى أي حد تمادى؟ وكيف عرفت؟ وما كان رد فعلك؟ تقولين إن الشجار بينكم يستمر بالشهر فهل هو الذي يبتعد أم أنت التي تهجره؟ وكيف يحدث الصلح بعد ذلك؟ ولماذا لا يستمر؟ وما مسئولية كل منكما على ذلك؟

 

تقولين إنك تريدين الطلاق فماذا عنه هو.. يبدو لي أنه متمسك بك رغم كل هذه المشاحنات فلماذا؟ هل فكرت في إجابة هذا السؤال؟

 

هو لا يقول لك كلمات الحب لكنه مستمسك بك، فلماذا؟ أليس هذا أكبر دليل على رغبته فيك؟

 

قد يكون من النمط الذي يعبر عن حبه بالسلوك العملي ولا يتقن فن الكلمات، وقد تكون طول مدة المشاحنات لا تسمح له بمنحك ما تريدين من كلمات عاطفية، فهلا فكرت في هذه الاحتمالات؟

 

أيضًا أريد أن أوجه لك سؤالاً: في اليوم الذي تهدأ فيه الخلافات ويظلل الصلح حياتكم لو فتشت في قلبك ألن تجدي أيضًا ذرة حب أو ذكرى سعيدة واحدة؟ المشكلة أن الغضب يعمي أعيننا عن الموضوعية، والغضب هو النار التي تشتعل فيها المبالغات، فهلا استعذت بالله من الشيطان الرجيم وقرأت سورة البقرة ودعوت الله من قلبك أن يريك الحق حقًّا ويرزقك اتباعه.

 

طريق المستقبل

 

أختي الغالية، أنا أشعر بألمك ومعاناتك وما قلت ما قلته لك إلا لإصلاح حياتك لأنها تستحق.. دعينا نناقش البدائل الأخرى، دعينا نتصور أن زوجك وافق على الطلاق واستقللت بحياتك واستكملت دراستك وقمت بتربية ابنك فهل هذا يكفيك؟ هل هذا سيمنحك الدفء العاطفي الذي تفتقدينه؟

 

وإذا سعيت للزواج من جديد فهل ستجدين من يقبل بابنك؟ وإذا وجدته أليس من حق والده أن يطالب بإسقاط الحضانة عنك؟ فأنت لن تسقط عنك الحضانة بالطلاق ولكن ستسقط بزواجك، فلقد حدث على عهد النبي ﷺ (أنَّ امرأةً أتَتِ النبيَّ ﷺ فقالَتْ يا رسولَ اللهِ ابْنِي هَذَا كانَ بَطْنِي لَهُ وِعَاءً وحَجْرِي له حِوَاءً وثَدْيِيِ لَهُ سِقَاءً وزَعَمَ أَبوهُ أَنَّهُ يَنْزِعُهُ مِنِّي قال: أنتِ أَحَقُّ بِهِ مَا لم تَنْكِحِي)، فهل أنت مستعدة لهذه الخطوة؟

 

بمعنى أنه بطلاقك إما ستحتفظين بحضانة ابنك وتستكملين تعليمك وتنهضين بحياتك لكن دون إشباع عاطفي، وإما ستقررين الزواج مرة أخرى وترك حضانة أطفالك، فإن كنت ستحتفظين بحضانة أطفالك فلماذا الطلاق؟ ألا يمكنك أن تستكملي تعلميك وتمضين قدمًا في حياتك وأنت زوجة لهذا الرجل؟

 

ألا يمكن أن تكون ثمة خيارات أخرى في طريقك للمستقبل سأقترح عليك أمرين أرجو أن تفكري فيهما:

 

الأول: أن تطلبي منه جلسة حوار شفافة تستعدين لها بالذكر والدعاء والصدقة وانتقاء كلماتك بدقة وتتحدثين معه بطريقة تتسم بالتواصل الإيجابي، فهي ليست جلسة للشكوى وليست جلسة للنقد، ولكن عبري عن مشاعرك فقط بطريقة رقيقة وهادئة.. قولي له إنك تعانين من غياب الدفء الأسري وأرهقت من كثرة المشكلات وتبحثين عن حل، وأنصتي إليه لعلك تضعين يدك على أصل المشكلة.. الحوار الإيجابي الهادئ مع مهارات التواصل الفعال قد يكون طريقك للإصلاح والحل.

 

الثاني: إذا لم تحقق جلسة الحوار النتائج المرجوة منها وانتهت بتبادل الاتهامات، فالجئي إلى وسيط له خبرة في حل الخلافات الزوجية أو داعية معروف في محيطكم السكني أو اذهبا معًا لاستشاري أسري، فإن لم يُجدِ هذا كله نفعًا فاطلبي حكمين حكمًا من أهلك وحكمًا من أهله ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا﴾، وفي ضوء لقاء الحكمين إما يتم وضع روشتة للإصلاح أو يتم الاتفاق على الطلاق الودي.. أسعد الله قلبك وأنار طريقك، وتابعيني بأخبارك.

الرابط المختصر :