الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : الحياة الزوجية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
9 - رقم الاستشارة : 2041
24/05/2025
أنا زوجة ثالثة ولم يرزقني الله بأولاد.. زوجي يتعامل معي بفتور وأولاده الكبار يتعاملون معي بطريقة مهينة كما لو إنني سرقت منهم أبيهم رغم إني اسكن في بيت مستقل إلا انني اصبحت أخشى أن القاهم مصادفة .. أنا لا اريد الطلاق لأن هذا زواجي الثاني وزوجي رغم انه فاتر الا انه لا يسئ لي ولكنني أشعر بالحزن الشديد لاني ارى في عيون الناس اتهامات حتى لو لم يتكلموا رغم انهم يتعاملون مع الزوجة الثانية باحترام فهل هذا بسبب أن الله لم يرزقني بالأطفال لكن ما ذنبي وكيف استطيع العيش؟
أختي الغالية أهلا وسهلا ومرحبا بك على موقع الشبكة الإلكترونية للاستشارات..
بالطبع -أيتها الغالية- ليس لك ذنب فالأطفال رزق مثل الزواج مثل الصحة مثل المال، كلها صور من الرزق الذي قدره الله تعالى ومن لا يفهم هذا فهو شخص جاهل أحمق ﴿أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ (الزمر: 52).
هؤلاء الحمقى للأسف كثيرون وموجودون وأحيانا يكونون في دوائر قريبة منا وغالبًا سيتعلمون درسهم بالطريق الصعب، فلا تشغلي بالك بهم، فإنه لا توجد أداة سحرية تجعلهم يغيرون أفكارهم أومشاعرهم.
غسيل الأدمغة
أختي الكريمة، هؤلاء الحمقى ضحايا لعمليات غسيل مخ يقوم بها الإعلام الذي قام بتشويه مفاهيم كثيرة من مفاهيم الأسرة المسلمة.. فلقد أباح التشريع الإسلامي تعدد الزوجات بشرط العدل والقدرة لأنه تشريع واقعي يدرك تمامًا طبيعة النفس البشرية فمنحها كل الأدوات التي تساعدها أن تعيش في دائرة الحلال الواسعة؛ فالتعدد تشريح مباح، وهو تشريع يكون بالغ الأهمية في ظل الظروف الاستثنائية مثل الحروب مثلا لكنه مباح حتى في ظل الظروف العادية.. ليس هناك ما يحث عليه أو يجعله مستحبًا ولعله يدور مع الأحكام الخمسة بحسب ظروف وواقع كل إنسان..
وأنت –غاليتي- زوجة ثالثة شرعية مثل الزوجة الأولى ومثل الزوجة الثانية لست أقل منهن في شيء لك نفس الحقوق وعليك نفس الواجبات، وكونك لم ترزقي بأطفال لا يقلل منك في شيء، لكن كما قلت لك مع غسيل الأدمغة أصبحت الزوجة الثانية خرابة بيوت والثالثة مثلها تمامًا أو أشد (خرابة البيوت هي امرأة ملتوية تمارس الكيد حتى تحظى بالرجل)، وفي حالتك لأن الزوجة الثانية أصبحت ذات أطفال فالمجتمع يتعامل معها كأمر واقع شفقة على أطفالها الذين هم بحاجة للتربية وسط أمهم وأبيهم معا بينما أنت ولأنك بدون أطفال فيتصورون أن الوقت لم يفت بعد وأن زوجك يستطيع التضحية بك! ألم أقل لك إنه تفكير أحمق ناتج عن غسيل الدماغ.. والآن كيف تجابهين ذلك؟
سلاح الثقة
أختي الكريمة، أنت بحاجة أن تبني ثقة في النفس بصورة عميقة فإذا كنت في أعمق نقطة من قلبك ترين أن زواجك كان خطأ فكلام الناس وقتها أو نظراتهم ستشبه وقع السهام على قلبك.
أختي الكريمة، استعلي على مشاعر الحزن من هذه النظرات.. الاستعلاء لا يعني أن هذه المشاعر ستختفي بل يعني أنها ستكون تحت السيطرة مع بعض نوبات الألم الحاد بين الحين والآخر، فكيف تستطيعين أنت أن تسيطري على مشاعرك؟
- بالقرب من الله عز وجل عن طريق كثرة الأذكار حتى يطمئن قلبك ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28]، فما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
- أن تقرئي كثيرًا عن فلسفة الإسلام في الأسرة وخاصة الحكمة من إباحة التعدد؛ فالتعديل المعرفي وتعميق الفهم يساعد في تعديل المشاعر.. ومن ثم يبني الثقة التي أنت في أمس الحاجة إليها.
- أن تقومي بعمل توجيه واع لمشاعرك في اتجاهات أخرى لتشتيت هذه المشاعر، مثل القيام بعمل تطوعي.. تكوين صداقات جديدة لطيفة تشبه شبكة الدعم.. صناعة أهداف جديدة كحفظ القرآن الكريم.. استكمال دراستك.. التفكير في مشروع صغير تكونين أنت المسئولة عنه؛ فالفراغ -غاليتي- هو عدوك الأول وهو الذي يمنح لرأي الناس ونظراتهم تأثيرًا على نفسيتك.
أولاد زوجك هم جزء من المجتمع، ما استمعوا إليه من الكبار تم امتصاصه وتعامله معك على أساسه ولم أفهم كيف تعاملوا بطريقة مهينة حتى أصبحت تخشين أن تلتقيهم صدفة.. لكن على أي حال لا تسمحي لأحد أن يقلل منك، فإذا كانت المسألة هي مجرد نظرات فيمكنك تجاهلهم تماما كأنما لا تعرفينهم، وبإمكانك أن تنظري في عيونهم قليلا قبل أن تتجاهلي رؤيتك لهم.
أما إن كانت المسألة أكبر من ذلك ووصلت لكلمات مهينة تنتقص منك فعليك أن تخبري والدهم بما يدور لأن ما يحدث هو إهانة له شخصيًّا في المقام الأول.. المهم كوني هادئة من الداخل والخارج ولا تفسد عليك مثل هذه المواقف يومك الذي أريده أن يكون ممتلئًا ثريًّا واحتفظي بقلبك نقيًّا لا يظلله حقد أو حسد أو تمني الشر قيل لرسول الله ﷺ: أي الناس أفضل؟ قال: "كل مخموم القلب صدوق اللسان". قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: "هو النقي، التقي، لا إثم عليه، ولا بغي، ولا غل، ولا حسد".
فتور العلاقة الزوجية
ما أعتقد أنه مشكلة حقيقية هو مشكلة الفتور الذي تعانين منه مع زوجك.. هذا الملف بحاجة للتفكير فيه بعمق أريدك أن تغوصي في فهم أسبابه، اسألي نفسك لماذا الفتور؟ حاولي البحث بعمق وفي ظني أن حالتك النفسية المتوترة ومشاعر الخوف التي تقتات على قلبك لها دور في ذلك.. الرجل ينجذب للمرأة الواثقة من نفسها التي تشع سعادة وليست ضعيفة الشخصية المنطفئة.. حتى لما قلت لك اشكي لزوجك.. لا بد أن تكون الشكوى من منطلق الثقة.. من منطق أن من هي مثلك لا تقبل الإهانة..
غاليتي، ضعي على رأس أهدافك وأولوياتك وأنت تخططين لحياة ثرية أن تكون علاقتك بزوجك دافئة رائقة.. اهتمي بتفاصيله امنحيه حبك وحنانك.. اعرفي مفاتيحه وتعاملي معها، ولمزيد من التفاصيل أنصحك بقراءة هذه الاستشارة الزوجة الثالثة دمرت حياتي.. أسعد الله قلبك وأصلح لك زوجك، وتابعيني بأخبارك.