الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : أسرية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
84 - رقم الاستشارة : 998
18/02/2025
أنا رجل متزوج وأشعر أنني عالق في دوامة من الجدال المستمر مع زوجتي. طلبت الطلاق، وعندما وافقت، بدأت في طرح الكثير من الأمور وكأنها تريد استفزازي أو اختبار رد فعلي. كلما حاولت التعامل بهدوء، وجدت أنها تنتقل من موضوع لآخر، مما يجعلني في حيرة دائمة. لا أدري إن كانت جادة في طلبها أم أنها فقط تريد إثارة انتباهي أو اختبار مدى تمسكي بها. أشعر بالإرهاق النفسي من هذا الوضع، ولا أعرف كيف أتصرف؟ هل أستجيب لرغبتها كما تقول، أم أن هناك طريقة أخرى لفهم ما تريده حقًا دون أن يتحول الأمر إلى معركة كلامية بلا نهاية؟
أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك أخي الكريم على البوابة الالكترونية للاستشارات.. أنت يا أخي لم تذكر لنا أي تفاصيل عن علاقتك بزوجتك وما الذي دفعها لطلب الطلاق؟ وهل هذه أول مرة تطلب الطلاق أم أنه طلب متكرر؟ ولم تذكر شيئًا عن الجدال المستمر مع زوجتك ما هو محتواه؟ ولماذا وافقت أنت على طلب الطلاق بهذه السرعة.. هل لتتخلص من الجدل والمشاحنات فقط أم أنك لم تعد تريدها وعلقت ذلك على مشجب المعارك الكلامية التي لا تنتهي؟
كنت أتمنى حقًّا أن تمدنا ببعض المعلومات، وأتمنى أن تكتب لنا مرة أخرى حتى نستطيع تقديم إجابة وافية، لكن على أي حال سأحاول أن أجيبك في حدود ما قدمت من معلومات مع محاولة مني لقراءة ما بين السطور.
ليست جادة
يبدو لي يا أخي الكريم أن زوجتك ليست جادة حقًّا في طلب الطلاق وإنما هي تضغط عليك بهذه الورقة لإصلاح بعض الأمور العالقة بينكما والتي كانت تحتل الجدل والنقاش بينكما، ولكن أنت فاجأتها بقبولك للأمر، ومن ثم بدأت بالدخول في قضايا فرعية حتى تشتت انتباهك عن موضوع الطلاق، ولكن عندما تسألها بشكل مباشر ستقول لك بل رغبتي الطلاق حتى لا تخدش كبرياءها ولا تبدو في صورة المرأة التي لا تقدر قيمة كلماتها، وأيضا لأنها لو قالت لك بشكل صريح إنها مجرد ورقة ضغط فهي ستخسر قيمة ورقة الضغط هذه من ناحية ومن ناحية أخرى فأنت لن تستجيب لما تطالبك به.. كن ذكيا ولا تخبرها بهذا التفسير ولا حتى في لحظات الغضب حتى لا تضطرها للعناد، والعناد يورث الكفر كما يقال، وبالتأكيد يهدم الأسر المستقرة.
أخي الفاضل، لاحظت من كلماتك أنك شخصية تميل للهدوء تحب الوضوح وتكره الجدال، لكن لاحظت أيضا أنك على استعداد لترك كل شيء في مقابل هذا الهدوء ولو كان الطلاق حتى تتخلص من الجدل والنقاش، فما رأيك أن نصل لنقطة ما في المنتصف نسعى للهدوء والسلام وفي الوقت ذاته نتمسك بمن نحبهم ويحبوننا حتى وإن أثاروا بعض الزوابع، نسعى لاحتوائهم لا للابتعاد عنهم وإيثار السلام الذاتي.. فهل تفهمني؟
حافة الهاوية
أخي الكريم، أريد أن أخبرك أمرًا بالغ الأهمية، كثير جدًّا جدًّا من النساء يطلبن الطلاق وقت الغضب.. كثير جدًّا جدًّا من النساء يطلبن الطلاق كورقة ضغط بشكل واع أو لا واع أو ما يقال عنه سياسة حافة الهاوية، وهي سياسة تمارس في الحياة الاجتماعية لا السياسية فقط (هي ممارسة السعي لتحقيق نتيجة مفيدة من خلال دفع الأحداث إلى حافة الصراع، هي لون من المناورة ندفع فيها الطرف الآخر إلى حافة الهاوية فيتم إجباره على التراجع وتقديم التنازلات بدلاً من المخاطرة بفقد كل شيء وبصورة لن تحقق أي فائدة للطرفين).. فالمرأة هنا تهدد بالطلاق وهو أسوأ ما يمكن أن يحدث للعلاقة الزوجية "الانهيار" فيشعر الطرف الآخر أنه لم تعد باقية على شيء ولديها الاستعداد للوصول لخط النهاية فيراجع مواقفه المتشددة تجاهها ويتراجع بضع خطوات فيتحقق الهدف من ورقة الضغط.
امرأة تطلب الاهتمام
أتدري يا أخي لِمَ وضع الله الطلاق في يد الرجل لا في يد المرأة؟ لأن الرجل هو الأكثر قدرة على ضبط النفس وعلى اتخاذ القرار الصحيح بناء على حكم العقل وبعيدًا عن اندفاع العواطف، وليس عليه بحال من الأحوال أن يستجيب لزوجته عندما تطلب الطلاق بناء على مشاعر الاندفاع العاطفي أو الغضب أو حتى لفت الانتباه.
قلت في كلامك يا أخي الفاضل "هل تطلب زوجتي الطلاق لإثارة انتباهي؟ أو اختبار مدى تمسكي بها؟" ماذا تعني هذه الكلمات؟ ألا تعني أنك تدرك أن الزوجة بحاجة للحصول على بعض الانتباه.. بعض الاهتمام.. بعض التقدير.. بعض اللطف في المعاملة.. بعض الدفء في المشاعر.. بعض الحب والاحتواء؟!
ألا تعني هذه الكلمات أنك تدرك أن الزوجة بحاجة أن تشعر أنك متمسك بها مُصر على الاستمرار في علاقتك بها، إنها مهمة في حياتك، إن وجودها أساسي في يومك؟
لقد أجبت بنفسك عن السؤال يا أخي الكريم.. زوجتك تطلب الطلاق حتى تهتم بها وبوجودها وتتمسك بها لا أن تسعى لتحقيق طلبها، والدليل القاطع على ذلك هو تلك الحوارات الفرعية التي أدخلتك فيها وأشعرتك بالحيرة.. حتى تشتتك عن الطلاق.
مفتاح فهم المرأة
سألتني كيف أفهمها؟ وكيف أفهم ما تريده حقًّا دون أن يتحول الأمر إلى معركة كلامية بلا نهاية؟ أقول لك مفتاح فهم المرأة هو العواطف ومفتاح ما تريده المرأة هو العواطف.. ما رأيك أن تتوقف أنت عن الجدل معها وتحتضنها بلا كلمات وتربت على رأسها؟ هذه لغة من لغات الحب التي تفهمها كل نساء العالم، ما رأيك أن تقرأها بهذه اللغة؟ حاول واكتب لنا مرة أخرى.. الكلمات ترهقك وترهقها هي الأخرى.. حتى لو تحدثت هي كثيرًا جرب أن ترد عليها بهذه اللغة وستدهشك النتيجة.
ولكي تستطيع القيام بهذا الدور لا بد أن تخرج من دائرة الإرهاق النفسي، وأنصحك بقراءة هذه استشارة ففيها أفكار تساعدك على تجاوز هذا الإرهاق وتفيدك في إدارة الضغوط بوجه عام مضغوط بين عمله وزوجته.. سدد وقارب
كتب الله لك الخير وأصلح بينك وبين زوجك، وفي انتظار رسالة أخرى منك.