الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : الخطبة والعقد
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
59 - رقم الاستشارة : 2068
26/05/2025
السلام عليكم.. انا دلوقتي اتكتب كتابي وهتجوز كمان شهر، حصلت مشكله بيني وبينه واتخانقنا عشان كنا بره وهو طول الطريق سايبني ويتكلم في الفون مع أخته وماشي وانا حاسه اني زي الكلبه بجري وراه وهو بيتكلم، روحت اتعصبت واتقمصت وقولتله مشيني دلوقتي، وقولتله انت بتاع اختك مش فالح غير ترن عليها تحكيلها اللي بيحصل معاك اول باول.
هو مسك فيا في الشارع وانا عليت صوتي، قام هو اتعصب وكانت في ايده شنطه وخبطني بيها على بوقي وجابت دم وبقالها كام يوم وجعاني وما خفتش، أنا انهارت من العياط وقتها وهو فضل يهدي فيا وانا اعيط وازعق واقوله مشيني...
المهم روحني وانا من يومها ومبكلموش، حاول يصالحني ورفضت، وقولتله مادام ايدك اترفعت عليا في الشارع انا هنفصل انا قلت اخد موقف واعمله قعده واوصلها لطلاق عشان ميتمداش ويكررها تاني بعد الجواز، خصوصا أنه شخص عصبي اوي واتوقع أنه يمد أيده عليا بعدين، ألم الموضوع ولا أكبره هو حاول يتأسف كتير بس أنا قولته عايزه اطلق.
ابنتي الحبيبة، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك في موقعك.. موقع البوابة الإلكترونية للاستشارات.
آلمتني رسالتك وأحزنتني -يا ابنتي- ففي الوقت الذي يتبقى فيه على زفافك شهر يحدث هذا اللون من الخلاف الذي يصل حد الشجار في الشارع وضربك، فهذا الذي حدث أمر مؤسف للغاية ومؤشر غير إيجابي بالمرة، خاصة أنك تقولين إنه شخص عصبي وتتوقعين أن يضربك بعد الزواج، فهذا كله يجعلك بحاجة لتقييم هذه التجربة من البداية.
ابنتي الكريمة، أنت لم تذكري أي تفاصيل غير الواقعة الأخيرة التي ضربك فيها في الشارع وغير توقعاتك باستمرر تعنيفه البدني لك بعد الزواج بل وتصاعده بحسب شخصيته العصبية، فدعينا نحلل علاقتكم في ضوء المتاح من المعلومات.
تحليل العلاقة
ابنتي الغالية، دعينا نتحدث بموضوعية وأريدك أن تراجعي نفسك؛ لأنه يبدو لي أن هناك أمورًا في شخصيتك وفي نظرتك للحياة الزوجية بحاجة للإصلاح؛ فكون زوجك انشغل بالهاتف عنك وأسرع بخطواته لهو أمر مزعج حقًّا ولكنه أمر قد حدث بشكل عفوي غير مقصود كان من الممكن مراجعته به.. من حقك أن تحزني ومن حقك أن تغضبي ولكن كيف تصفين نفسك بـ"الكلبة"؟ كيف سمحت لنفسك أن تصفي نفسك هكذا؟ كيف سمحت أن يساورك هذا الشعور؟ لا يوجد إنسان على وجه الكرة الأرضية يمتلك القدرة أن يبث فيك هذا الشعور.. كيف وقد كرمك رب العالمين؟!
ماذا يعني أن يتجاهلك زوجك؟ لا يهتم بك ولا يقدرك، فهل معنى هذا أنك غير مهمة وغير مقدرة.. هل تستمدين أهميتك وكرامتك منه؟ لا يا ابنتي هذه مقومات شخصيتك الذاتية التي عليك التنبه لها.. سلوكك هو الآخر مرآة لهذه الشخصية، فلا يليق بك أن ترفعي صوتك على زوجك وأنتما على انفراد، فكيف ترفعين صوتك عليه في الطريق العام؟ إنها إهانة لرجولته وكبريائه، وبعض الرجال لا تعرف أن تثبت رجولتها في مواقف كهذه إلا بالعنف، لذلك ضربك بالحقيبة التي معه على فمك حتى تصمتي!
لاحظي أيضا أنه لم يفهم سبب غضبك، فأنت لم تشرحي له ما الذي ضايقك بل بدأت فورًا في إهانته "أنت بتاع أختك، مش فالح غير ترن عليها تحكيلها اللي بيحصل معاك أول باول"، ماذا يعني هذا؟ أنت بلا قيمة.. بلا رأي.. مجرد تابع لعائلتك وأختك، فهل هذا بالله عليك أسلوب حوار.. هذه الاستشارة أشرح لك فيها خطوات التعامل مع الخلافات الزوجية وطريقة إدارة الحوار فأرجو أن تراجعيها ورقة عمل لحل الخلافات الزوجية.
اعتذار زوجك المرة تلو المرة إشارة إيجابية على مدى تمسكه به وربما شعوره بالذنب بسبب ما قام به من سلوك مشين في عرض الطريق، فالزوج هو الذي يحمي وليس هو الذي يبطش، وبعض الرجال لا يعتذرون وتأخذهم العزة بالإثم، لذلك فلا بد من وضع هذه النقطة في الاعتبار ونحن نقيم علاقتكم، خاصة أنكم عقدتم الزواج بالفعل ولم يتبق على الزفاف إلا شهر.
حافة الهاوية
أنت لا تريدين الطلاق وإنما تضغطين عليه به.. ترغبين في عمل جلسة حتى يشعر أن الطلاق أقرب إليه من الصلح، وأن ما قام به لا يمكن تمريره هكذا ببساطة؛ لأنه ليس أمرًا عاديًّا وليس أمرًا مقبولاً، وهذا كله حقك لا أختلف معك فيه.. أنت تستخدمين معه سياسة حافة الهاوية بشكل غريزي (هي ممارسة تهدف إلى تحقيق نتيجة إيجابية بدفع الأحداث الخطيرة إلى حافة صراع فعلي.. تنجح مناورة دفع موقف مع الخصم إلى حافة الهاوية بإجباره على التراجع وتقديم تنازلات بدلًا من المخاطرة بالانخراط في الصراع).
وكما قرأت فهذا المصطلح يستخدم في المناورات السياسية ويستخدم أحيانًا في المناورات الاجتماعية كما فعلت أنت، مع التحفظ على لفظ الخصم، فزوجك بالتأكيد ليس خصمك ولكنه الطرف الذي نريد له أن يدرك بالطريق الصعب خطورة ما قام به، لكن احذري أن تفقدي السيطرة فتقعي في أعماق الهاوية.
ابنتي الغالية، إذا كان زوجك شخصًا عصبيًّا سريع الاشتعال فلا تكوني أنت بمثابة الضحية المستفزة التي تخرج أسوأ ما فيه باستفزازها، فكلمات مثل "أنت مش راجل" أو "ابن أمك بصحيح" أو "بتاع أختك" التي ذكرتها في الشجار هي بمثابة ضغط على جميع أزرار الغضب بداخله بحيث يبدو فاقدًا للسيطرة وعلى حافة الجنون.
المطلوب منك إذن باختصار:
* الضغط عليه حتى يأتي بعائلته في جلسة صلح يعتذر فيها عما قام به ويحذره والدك من الاعتداء عليك مرة أخرى، وأن العنف البدني مرفوض تمامًا، وأنه ليس من الرجولة أن يبطش الرجل بزوجته وفي الشارع، بحيث يشعره بالعار لما اقترفه فلا يقاربه مرة أخرى بسهولة.
* أن تأخذي عهدًا بينك وبين نفسك ألا تقومي بدور الضحية المستفزة في هذه العلاقة، وأن تقومي بتدريب نفسك على التحكم في مشاعر الغضب، فالحياة لا تخلو من أمور تحزننا وتغضبنا.
* العناد صفة بالغة السوء فاحذريها فهي تدمر الحياة الزوجية، فإذا كانت المرأة عنيدة والزوج عصبيًّا فسوف تتحول الحياة الزوجية لساحة حرب، وراجعي هذه الاستشارة أنا عنيدة وزوجي عصبي.. خطوات على طريق الحل.
* ابنتي الغالية، تدربي على الصوت المنخفض الهادئ المحمل بالعاطفة وانتقي كلماتك جيدًا قبل التلفظ، بها وإن كنت في حالة غضب حادة فقومي بتأجيل الكلام حتى تستعيدي هدوئك، وإن كنت مضطرة للكلام فجربي تمارين التنفس العميق أو العد بشكل عكسي من 10 إلى 1.
أسعد الله قلبك ورزقك السعادة وتابعيني بأخبارك.