خطيبتي بلوجر هل أتركها؟

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
  • القسم : الخطبة والعقد
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 359
  • رقم الاستشارة : 3293
15/11/2025

السلام عليكم ورحمة الله.. أنا شاب خاطب منذ 6 شهور، وأنا وخطيبتي بيننا توافق كبير، هي معلمة تربية فنية ولديها قناة على التيك توك تشارك بها النساء أنشتطتها الفنية وهي تظهر بوجهها ولكن بحجاب كامل وأنا أرى أن قناتها بالفعل مفيدة وفيها إبداع..

ولكن بعد أزمة الشيخ عبد الله رشدي الأخيرة مع زوجته البلوجر السابقة وجدت كل منصات التواصل الاجتماعي تحذر من الزواج من البلوجر، وأن البلوجر لها نفسية تختلف عن باقي النساء، ولأول مرة أشعر بشيء من التردد أن أكون قد أسأت الاختيار على الرغم من أنني أرى خطيبتي مثالية في كل شيء وتقوم بعمل نافع من خلال قناتها، وهل لو اتسعت قناتها واشتهرت من الممكن أن تتحول؟ فما هي نصيحتكم؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابة 15/11/2025

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك -ابني الكريم- في موقعك البوابة الإلكترونية للاستشارات، ومبارك لك الخطبة، أسأل الله سبحانه أن يبارك لك في خطيبتك ويبارك لها فيك ويرزقكم زواجًا سعيدًا مليئًا بالمودة والرحمة.

 

مصدر الأفكار

 

ابني الكريم، قبل أن أجيبك عن استشارتك وعلاقتك بخطيبتك تحديدًا أريد أن أناقش معك قضية بالغة الخطورة ألا وهي هل تصلح منصات التواصل الاجتماعي في وضع تصور قيمي لحياتنا؟ هل المنشورات ومقاطع الفيديو تكفي كي يبلور الشاب أو الفتاة صورة الشريك المثالي أو صورة الشريك الذي ينبغي أن نتجنبه؟

 

هذه المنشورات تأتي من أشخاص لهم خلفيات ثقافية وفكرية متعددة يمثلون بيئات ومجتمعات متنوعة، والأكثر خطورة من ذلك أن ما يحركهم في كثير من الأحيان هو المشاعر الحادة غير المنضبطة.. بعض هذه المنشورات تصب في سياق المكايدة.. بعضها يصب في سياق أن الهجوم هو خير وسيلة للدفاع، ولا شك أن بعضها صادق يحمل رؤية تحليلية عميقة؛ لذلك فلا يشغلك كثرة ما نشر ولا الترند الرائج، ولكن الذي يشغلك عندما تقرأ مثل هذه المنشورات أمران:

 

* مضمون وتحليل المقال أو المنشور.. هل هو مقنع بالنسبة لك هل قدم الأدلة الكافية.. هل يمتلك أرقامًا أو إحصائيات أم أنه يعمم حالة فردية ويتخذ منها قانونًا.

 

 

* كاتب المقال أو المنشور هل هو شخص متخصص في القضية التي يتحدث عنها أم أنه شخص عشوائي يكتب عن كل ترند.. هل الكاتب شخص موضوعي رصين يوازن الأمور ويقدر حجم النفع والضرر فيما يكتب أم أنه شخص يميل للتطرف في كتاباته وأفكاره؟

 

لذلك خيرًا فعلت بالاستشارة، فلم يكن عليك أن تحمل هذه المخاوف في قلبك وعقلك وتتجاهلها أو تنكرها.

 

نفسية البلوجر

 

"نفسية البلوجر" هذا المصطلح شاع مؤخرًا مع أزمة الشيخ وزوجته ويعني القائلون به أن البلوجر لها شخصية لا تعرف الخصوصية وتستخدم حياتها العامة للترويج لنفسها.. شخصية مريضة بالشهرة وحب الظهور ولفت الانتباه وجذب الأضواء، وربما زاد البعض أنها شخصية تسعى للتربح المالي عن طريق استغلال حياتها الخاصة واعتبار هذه الحياة سلعة رأسمالية قابلة للربح، وهذه النفسية -يا بني- موجودة بالفعل ولا تختص بالنساء فقط وإن كانت مع النساء تبدو أكثر كارثية، ويمكنك أن تفهم ما أقصده أكثر لو قرأت هذه الاستشارة زوجي يريد إجباري على تقليد قناة حمدي ووفاء.

 

ابني الكريم، منذ القديم وهناك فئات من الناس تحب الشهرة والظهور والمدح وتقوم بأعظم الأعمال من أجل هذا الدافع أو هذا المرض القلبي (أولُ الناسِ يُقضى فيه يومَ القيامةِ رجلٌ أتى به اللهُ فعرَّفَه نِعَمَه فعرَفَها، فقال: ما عملتَ فيها؟ فقال: قاتلتُ في سبيلِك حتى استُشهدتُ، فقال: كذبتَ إنما أردتَ أن يقال: فلانٌ جرئٌ فقد قيل، فأمر به فسُحِبَ على وجهِه حتى أُلقيَ في النارِ، ورجلٌ تعلَّمَ العِلمَ والقرآنَ، فأتى به اللهُ فعرَّفَه نِعَمَه فعرَفَها، فقال: ما عملتَ فيها؟ قال: تعلَّمتُ العِلمَ وقرأتُ القرآنَ، وعلَّمتُه فيك، فقال: كذبتَ إنما أردتَ أن يقال: فلانٌ عالمٌ وفلانٌ قارئٌ فأمر به فسُحِبَ على وجهِه حتى أُلقيَ في النارِ، ورجلٌ آتاه من أنواعِ المالِ فأتى به اللهُ فعرَّفَه نِعَمَه فعرَفَها، فقال: ما عملتَ فيها؟ فقال: ما تركتُ (ذكر كلمةً معناها) من سبيلٍ تحبُّ أن تُنفقَ فيه إلا أنفقتُ فيه لك. قال: كذبتَ إنما أردتَ أن يقال: فلانٌ جوادٌ فقد قيل فأمر به فسُحِبَ على وجهِه حتى أُلقيَ في النارِ).

 

وهي شخصيات مريضة نفسيًّا في قلوبها مرض لذلك استحقوا هذا العقاب.. النازلة الجديدة التي حدثت في عصرنا هذا عصر التحولات الرقمية والسماوات المفتوحة أن الحياة الشخصية ذاتها أصبحت مادة لهذا الظهور.

 

فهل يعني هذا أن كل بلوجر تحمل هذه الشخصية؟ وهل يعني هذا ألا نشارك أي جزء من حياتنا على الملأ؟

 

كارثة التعميم

 

التعميم -يا بني- هو خطأ كارثي في التفكير، فكل حالة تدرس بحالتها، فإذا كان حب الظهور هو الدافع عند البعض لصناعة المحتوى فإن البعض قد يبحث عن الربح بطريق مبتكرة شريفة من خلال هذا المحتوى، والبعض الآخر يحمل رسالة يرغب في تقديمها عبر هذا المحتوى، قد تكون رسالة كبيرة أو قضية صغيرة، المهم أنه يستخدم أدوات العصر في توصيل أفكاره.

 

تصور أنه يمكن القفز على تطورات العصر الرقمية وحظرها فكرة تتسم بقدر كبير من السطحية واللاواقعية.. فكرة أنه يمكن منع النساء تحديدًا من التعاطي مع هذه التطورات أو الاكتفاء بكونهن مستهلكات للرقمنة فقط فكرة على نفس الدرجة من السطحية واللاواقعية، ولا دليل شرعي أو عقلي عليها من حيث المبدأ لا من حيث الضوابط.

 

والضوابط يا بني هي نفس ضوابط مشاركة المرأة في الحياة العامة، ومن ذلك:

 

- الالتزام بالحجاب الشرعي.

 

- عدم الخضوع بالقول.

 

 

- الحياء في المشي والكلام.

 

- ألا تؤثر هذه المشاركة على بيتها وحياتها الخاصة.

 

- بالإضافة طبعا لجميع الشروط التي تشترك فيها مع الرجل كعدالة القضية التي تتحدث عنها وعدم السخرية والاستهزاء والتنمر على آخرين و.. و..

 

- كل هذه الضوابط ظاهرة ملموسة، لكن هناك ضوابط أخرى هي داخلية نفسية من الصعب الحكم عليها، والإنسان على نفسه بصيرة فيها، وهي مرتبطة بالنوايا والدوافع كدافع حب الظهور والشهرة والاستعراض مثلاً.

 

- أيضا أريدك أن تنتبه أنه يمكن للإنسان مشاركة جزء من حياته على السوشيال ميديا ولكن بحكمة.. يحكي تجربة مر بها.. يشارك لحظات سعيدة أو تعيسة لكنها لا تكشف عورات أو خبايا خاصة.. مثلا سيدة تحكي عن مشاعرها الجديدة عندما أصبحت أُمًّا وأخرى تذكر والدتها الراحلة وتحكي مواقف لها معها، هذا كله مقبول لا يعد انتهاك خصوصية.

 

أنت وخطيبتك

 

ابني الكريم، حتى تتخلص من هذا التشوش الذي أصاب قلبك عليك أن تتحدث مع خطيبتك بشكل واضح وصريح فتسألها في البداية ما رأيك في ترند زوجة الشيخ عبد الله رشدي؟ اسألها بشكل لا يكشف رأيك أو موقفك واستمع لرأيها وناقشها فيه بهدوء دون تشنج.. الهدف أنك تسمعها وتعرف طبيعة أفكارها.. ركّز على نقتطين أساسييتين:

 

  • رأيها في مشاركة الحياة الخاصة على الملأ.

 

  • ماذا تفعل الزوجة المظلومة للحصول على حقها؟

 

تعاطفها مع الشيخ أو زوجته وأي تفاصيل أخرى مسألة نسبية وارد فيها الخلاف، وإنما أريدك أن تعرف رأيها في النقتطين السابقتين؛ لأن هذا يخص شكل حياتكما المستقبلية -إن شاء الله تعالى- ويمكنك أن تطلع على هذ الاستشارة حتى تكون رؤية حول هذا الموضوع: هل الشعور بالظلم يبيح كشف الخلافات الزوجية في وسائل الإعلام.

 

الخطوة التالية حتى يطمئن قلبك هي وضع ضوابط محددة تحكم حياتكما الزوجية خاصة في حال انتشار القناة وأصبحت تستحوذ على اهتمام زوجتك المستقبلية، وأهم هذه الضوابط أن تحفظ حياتكما الأسرية والعائلية بعيدًا عن المنصات، تحدث معها تفصيلاً في هذه النقطة وكرر كلامك معها بأكثر من أسلوب حتى يطمئن قلبك أنها استوعبت مخاوفك وأنها راضية بهذه الضوابط بطيب نفس.. فإن حدث ذلك -وإن شاء الله يحدث- فإياك والتفريط في خطيبة مثالية بينكما كل هذا القدر من التوافق من أجل تعميمات لأفكار مجهولة الهوية.. بارك الله في حياتك، وأسعد قلبك ويسر أمرك، وتابعنا بأخبارك دائمًا.

 

روابط ذات صلة:

خطيبته ذات دين وخلق لكنها متوسطة الجمال.. هل يتركها؟

خلوقة وعاقلة لكنها غير جميلة.. هل أطلقها؟

خطيبتي باردة المشاعر.. هل أستمر أم أنسحب؟!

الرابط المختصر :