ابن عمي الأرمل يريدني مربية لأطفاله

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
  • القسم : الخطبة والعقد
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 212
  • رقم الاستشارة : 2827
29/09/2025

السلام عليكم ورحمة الله، أنا فتاة أبلغ من العمر33 سنة تقدم لخطبتي ابن عمي الأرمل الذي من نفس عمري.. هو لديه طفلان وزوجته توفاها الله منذ عام.. أبي وأمي يريدون مني أن أوافق لأنهم يرونه رجلاً جيدًا للغاية وأمي تلمح لي أن أتزوج حتى يمكنني أن أنجب في سن مناسب وأختي الصغيرة تقول لي ارفضي هو لا يريدك فلقد كنت أمامه من الأول هو يريدك دادة لاطفاله.. أيضا أخشى المقارنة مع الزوجة الراحلة، فلقد كانت جميلة للغاية بينما أنا متواضعة الجمال.. أشعر بالحيرة أوافق أم أرفض؟

الإجابة 29/09/2025

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك أختي الكريمة في موقعك البوابة الإلكترونية للاستشارات.

 

للحياة درجات عديدة من الألوان، لكن البعض يصر ألا يراها إلا باللونين الأبيض والأسود فقط، فإما أن آخذ كل شيء في هذه الحياة، وإما إنني لا أريد شيئًا.. إما أن تأتيني الفرصة متفقة بالضبط مع معاييري ورغباتي، وإما أنها ليست فرصة ولا تعنيني.. إما أن يأتي الرزق كما كنت أشتهي، وإلا فإنني لن أعتبره كذلك وسأظل أرثي حياتي بفرصها الشحيحة التي لا تناسبني...

 

ما أقصده -يا غاليتي- أنه ينبغي النظر للصورة الواسعة للحياة بكل درجات الألوان فيها، وهذا ينطبق على النظرة لابنك عمك بما يتمتع به من مميزات وما قد تتصورينه فيه من عيوب.

 

ثقتك بنفسك

 

قبل أن أناقشك في مميزات وعيوب ابن عمك كزوج محتمل لك أريد أن أناقشك في نظرتك لنفسك، فمن ناحية ترين أنك متواضعة الجمال، ومن ناحية يبدو أن لكلام أختك الصغيرة صدى داخلك، حيث إنك لا ترين في نفسك ما يستحق أن يلفت انتباه الرجل وأنه لا يحتاج إلا مربية للأطفال، وتفكرين هل أقبل أن أكون هكذا مربية للأطفال في مقابل أن أتزوج وأنجب أم لا؟ والأمر ليس كذلك أبدًا إلا إذا أصررت على النظر له كذلك.

 

ابنتي الكريمة، في عصرنا هذا لا توجد فتاة متواضعة الجمال إلا إذا كانت فتاة مهملة كسولة أو فاقدة للشغف محبطة، لن أقول لك انظري لنجمات السينما فهؤلاء لا هَم لهن إلا الاهتمام والعناية بالصورة، بل سأقول لك انظري للفتيات البلوجرز اللاتي يملأن صفحات السوشيال ميديا والكثيرات منهن يشرحن روتين عناية بسيطًا ولكنه فعال...

 

يا ابنتي، كما تنظرين لنفسك ينظر الناس إليك، إذا كنت تقولين عن نفسك متواضعة الجمال لا يوجد لدي مميزات فالناس ستراك هكذا وزوجك سيراك هكذا.. الناس تستمد آراءها مما نعتقده حقيقة في أنفسنا، لذلك سواء قبلت بهذا الخاطب أو رفضته فلا أريدك أن تقولي عن نفسك ذلك...

 

أنت فتاة في قمة مرحلة الشباب والحيوية فتعاملي مع نفسك برفق وعناية واهتمام فائق، وابدئي من هذه اللحظة ابتسمي لنفسك في المرآة، وارفعي رأسك جيدًا، وابدئي برنامجًا مكثفًا للعناية بجمالك، وثقي تمامًا أنك كافية وجديرة أن يتقدم لك أفضل الرجال.

 

مميزات وعيوب

 

أهم ميزة لابن عمك أن والدك ووالدتك قد أجمعا أنه رجل جيد وأظن هذا هو رأيك أيضًا، فلا أظنك تعترضين عليه لنقص في خلقه أو دينه، ومن مميزاته أيضًا أن عمره مثل عمرك، فكثيرًا ما يتقدم رجال أكبر من ذلك كثيرًا بالعمر لأنهم يتصورون الفتيات فوق الثلاثين سيقبلن بأي زوج...

 

عندما قلت لك ثقي بذاتك فلا يعني هذا مطلقًا أننا لن ننظر للواقع وما يحدث فيه بالفعل، لذلك ذكرت لك مسألة العمر، وأيضًا الإشارة التي ذكرتها لك والدتك إشارة حقيقية فأنت في قمة سن الخصوبة ولعلك أنت أيضا تشتاقين للأمومة، فلو أنك ترتضين خلقه ودينه فما الذي يمنعك من القبول به؟

 

ظروفه هي عيوبه وهي ما تجعلك تشعرين بالحيرة أنه رجل أرمل ولديه طفلان صغيران بحاجة للرعاية، والسؤال هل كانت الأم الراحلة مجرد "دادة"؟ هل الأمومة تعني الطهي والتنظيف والتدريس؟ هؤلاء الأطفال الصغار أيتام بحاجة لأم رحيمة تحتسب تربيتها لهم عملاً يدخلها الجنة.. تربية هؤلاء الأيتام بحاجة لقلب رحيم وتثمر قلبًا أكثر رحمة، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه أتى النبي ﷺ رجل يشتكي قسوة قلبه فقال له: "أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم، وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك" أخرجه الطبراني وصححه الألباني.

 

يا ابنتي، أنت تحصلين على الثواب في الآخرة وتُقضى حاجتك في الدنيا إذا استطعت أن تحتوي هؤلاء الصغار الذين فقدوا أمهم.. مسح الرأس هذه الحركة الهادئة على الرأس (تشبه المساج الخفيف) تمنح الطفل الطمأنينة ومن جنسها احتضانه.. النظر في عيونه.. فهل هذا عمل المربيات أم الأمهات؟

 

عندما تطعمين طفلاً يتيمًا بحب فهذا لا يعني أي طعام بل طعام صحي يراعي احتياجاته مصنوع بحب وشغف مقدم بطريقة فاتحة للشهية، ويتم الإلحاح عليه أن يتناول الطعام تمامًا كما تفعل الأمهات.. يستطيع الأب أن يشتري الطعام بالمال لكنه لا يستطيع طهيه بالحب، هل تفهمينني؟

 

هل تقبلين؟

 

هل أنا أدفعك يا ابنتي للقبول وأرقق قلبك على هؤلاء الأطفال كي تجيبي بنعم؟

 

لا أبدًا، فالقرار قرارك الشخصي الذي ينبغي عليك أن تتخذيه وحدك، وما قلته لك عن الأطفال الأيتام كي أفكك لك مقولة الحاجة لمربية.. فما أكثر المربيات وما أقل الأمهات.. القرار فيه مسئولية كبيرة عليك التفكير فيها جيدًا قبل أن تقولي رأيك، هذا بالنسبة للأطفال.

 

أما بالنسبة لابن عمك فأظنك بحاجة للجلوس معه مرة واثنتين قبل أن تتخذي قرارك، هو رجل ملتزم وعمره مناسب، وبالتأكيد تعرفين شكله وأظنه مقبول فلم تعترضي عليه، لكن قد لا تشعرين بالقبول تجاهه هذا أمر وارد.. قد تشعرين أنه لم يتخط بعد وفاة زوجته، هنا هو بحاجة لمساعدة متخصص نفسي وليس إلى الزواج، فالزواج ليس مؤسسة علاجية.

 

اهتمي بنفسك ومظهرك وطمئني نفسك وبثيها الثقة، واجلسي معه إذا كنت تقبلين من حيث المبدأ أن تكوني أُمًّا لهذين اليتيمين.. أما إن كنت تشعرين أنها مهمة فوق طاقتك فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها فاعتذري من البداية.

 

إذا جلست معه فأنصتي إليه دون تحسس، ثم صلي صلاة استخارة واستجيبي لما تشعرين به بعدها.. أسعد الله قلبك ويسر أمرك، وتابعيني بأخبارك.

 

روابط ذات صلة:

الأب الأرمل.. صراع بين العمل ورعاية الأطفال!!

أرمل ستيني يريد الزواج.. هل لأولاده منعه؟

بين وفاء الأرملة ورغبتها بالزواج.. مفاهيم مغلوطة

أرملة خمسينية... تريد الزواج ويمنعها أبناؤها وكلام الناس

 

الرابط المختصر :