الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : الخطبة والعقد
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
109 - رقم الاستشارة : 3405
27/11/2025
هل يجوز فسخ الخطوبة لأن شكل خطيبتي لا يعجبني تقدمت لخطبة فتاة خلوقة ومثقفة ومن عائلة محترمة ولكن جمالها عادي جداً وكنت متردد في البداية ولكن كانت الأمور جيدة ثم عقدنا القران ثم بعد شهرين من الخطوبة بدأت أشعر اني لا احبها بالرغم من انها تحبني بشكل لا يوصف واصبحت متعلقة فيني وانا متردد جدا وفي اغلب الاحيان أرغب في انهاء الخطوبة ولكن ما يضعني في موقف صعب انني لم أرى شيئا سيئا من الفتاة وأهلها ولكنني بدأت أشعر بأنني لا احبها ماذا تنصحوني افعل؟
ابني الكريم، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك في موقعك البوابة الإلكترونية للاستشارات.
نعم يا بني يجوز فسخ الخطبة بالتأكيد أو على وجه الدقة الطلاق، فلقد عقدتم الزواج بالفعل، وكان من الأفضل فسخ الخطبة قبل العقد، والآن وقوع الطلاق قبل الزواج الفعلي أفضل بكثير من إتمام الزواج وإنجاب الأطفال ثم وقوع الطلاق، بشرط أن تكون متأكدًا تمامًا من مشاعرك حتى لا تُصاب بالندم لاحقًا.
ثلاثية النجاح
ابني الكريم يوجد ثلاثة أسس لا بد أن تكون موجودة في الزواج الناجح:
الأساس الأول هو الشغف، وهو مفقود في علاقتك بخطيبتك تمامًا، فأنت منذ البداية تقول عنها إنها لا تعجبك وعادية جدًّا لدرجة أنك كنت مترددًا للغاية، وحتى بعد عقد الزواج ظللت تراها هكذا حتى أنك لم تقل إنها بحاجة للمزيد من الاهتمام بنفسها مثلاً، فمن الواضح أنك فاقد الشغف بالفتاة كأنثى في حياتك.
الأساس الثاني هو الألفة، ويشمل الشعور بالقرب والثقة والدفء ومشاركة الأسرار، الشعور أنها تفهمك وتدعمك، وهي مشاعر تأتي ببطء وبالتدريج، ومدة شهرين غير كافية بالتأكيد كي تختبر مثل هذه المشاعر، وعلى الرغم من أن الفتاة خلوقة ومثقفة باعترافك وهذا قد يسهل مشاعر الألفة فإنها لم تتحقق أيضًا.
الأساس الثالث هو الالتزام، وهو القرار الواعي أنني سأبقى مع هذا الشخص مهما حدث، وهو أمر غير متحقق في علاقتك بخطيبتك، فأنت تفكر أغلب الوقت في إنهاء الخطبة.
ابني الكريم، التحليل الموضوعي لكلامك يوضح أنه لا يوجد واحد من الأسس الثلاثة في علاقتك بخطيبتك، وبالتالي فاحتمالية النجاح محدودة للغاية على الرغم من مميزات الفتاة الكثيرة وعلى الرغم من عائلتها الطيبة فإنها للأسف غير مناسبة لك.
تعلق قلق
المشكلة أن الفتاة لم تستشعر مشاعر الرفض التي تكنها لها بل ازدادت تعلقًا بك وهو ما يصعب عليك مهمة إنهاء الخطبة، خاصة أن الفتاة لا يوجد عيب بها ولم يحدث بينكما ما يمكن أن تقدمه كمبرر لإنهاء هذه الخطبة، ولعل هذا هو السبب الذي جعلك تقوم بعقد الزواج رغم عدم اقتناعك بها أثناء فترة الخطبة، فأنت كنت مضغوطًا بسبب توقعات عائلية بالاستمرار؛ فالفتاة لا يعيبها شيء خلوقة ومحترمة ومثقفة فهي فرصة لن تجد مثلها مرة أخرى...
لذلك وجدت نفسك تأخذ خطوة تصاعدية وتعقد الزواج، فأنت غير قادر على مواجهة أهلك وأهلها، خائف مما يشبه الفضيحة.. خائف من أن يقال عنك متردد.. خائف من الخسارة المالية.. والأن عليك ألا تكرر هذه الخطوة التصاعدية وتتم الزواج بالفعل وأنت تشعر بالرفض والنفور.
طبعا أنت لن تخبر الفتاة أو عائلتها بالسبب الحقيقي وأن الفتاة لا تعجبك وأنه لا يوجد لديك شغف ناحيتها، ولكن اعتذر بشدة وقل لهم إنك لا تريد أن تظلمها معك لأنك تشعر بعدم التوافق.. قل لهم هذا الكلام بعد أن تصلي صلاة الاستخارة.. كن جادًّا واضحًا وصريحًا ولا تترك لها مساحة من الأمل في مراجعتك لقرارك حتى لا تمنحها أملاً كاذبًا.
لا تماطل في اتخاذ القرار فأقصى وقت حتى تراجع قرارك ينبغي ألّا يزيد عن شهر واحد؛ لأنه كلما طالت المدة ازداد تعلق الفتاة بك، وكلما كان وقع الصدمة عليها أكثر ثقلاً.
اترك للفتاة الذهب الذي قدمته واترك لها المهر كاملا فهذه الترضية المادية قد تخفف قليلاً من وقع الصدمة ﴿وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۚ وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾.
ابني الكريم، أنت أخطأت بعقد الزواج وأنت ما زلت مترددًا، لكنك قد ترتكب كارثة إذا أتممت الزواج وأنت غير مقتنع، وأن يقال عنك متردد خير من أن تؤذي فتاة بريئة وتأتي بأطفال يعيشون بدون أب أو أم.
ابني الكريم، أنت لست بكاذب أو متلاعب، أنت وقعت تحت وطأة ضغط اجتماعي وخوف من الخسارة وقلة خبرة في قراءة مشاعرك الحقيقية، وعليك أن تصلح هذا الوضع وتتآلف مع مشاعرك وتدعو الله أن يخفف عنها وقع الصدمة التي قد تستمر عامًا أو أكثر، وكلما كان فسخ الخطبة بأدب وكرم وسرعة وتم قطع التواصل تماما كانت صدمتها أقل وتعافت بشكل أسرع، ولعل الله سبحانه وتعالى يرزقها بزوج يقدرها ويراها أجمل وأرق امرأة في العالم بدلا من أن تعيش على هامش مشاعرك، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقك بالزوجة التي تقر عينك بها ﴿وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا﴾.
كتب الله لك الخير وأسعد قلبك وأراك الحق حقًّا ورزقك اتباعه.
روابط ذات صلة: