الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : الخطبة والعقد
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
197 - رقم الاستشارة : 2545
31/08/2025
خطيبي اختفى فجأة ولم يعد يتصل بي ماذا افعل فانا خطبني شخص ذو صلاح ودين وهو متزوج وانا عمري أربعين فقررت ووافقت بعد استخارة واستشارة وخلال الخطبه تكلم معي بدون أن يعلمون اهلي شيئا واصبحنا نتكلم ونرسل صور لبعضنا من باب التعارف واتفقنا نعمل نظره شرعيه حتى موثق موافقتنا وحددنا موعد وصارت النظره وارتحنا وقررنا نكمل حياتنا لكنه اختفى فجأه فلا يرد علي ولا يتصل ولا يتواصل ابدا وانا لا اريد ان ابدأ التواصل حتى لا اقع في موقف لا احسد عليه لا اعرف كيف اتصرف وماذا افعل وهل ابدأ واسأل ام ماذا افعل علما أن رقمه موجود ولم يقم بحظري وارى ستورياته ارجو حل يجعله يرسل أو يتصل ولو بادر كيف اتصرف وبماذا ارد وهل استمر ام انهي الامر
أختي الكريمة، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك في موقعك البوابة الإلكترونية للاستشارات.. أشعر جدًّا بمشاعرك الحزينة والمتألمة والقلقة، فأن تكوني قد رتبت حياتك أن هذا الرجل هو خطيبك وزوجك المستقبلي وبنيت أحلامك الوردية وفكرت في تفاصيل زواجك الذي كان على الأبواب ثم ينسحب هكذا فجأة دون شرح أو تفسير أو تبرير لهو أمر صادم بالفعل.
وأنت عليك أن تهدئي حتى تستطيعي أن تديري هذا الموقف بحكمة بحيث تخرجين منه وقد حافظت على أحوالك النفسية مستقرة وقد حفظت كبرياءك وكرامتك، ولكي تهدئي –غاليتي- عليك أن تكثري من ذكر الله؛ فالذكر علاج للنفوس المنكسرة والجريحة والقلقة ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾.
غاليتي، اذكري الله ذكرًا كثيرًا.. استغفري الله ألفًا وصلي على النبي ﷺ ألفًا، وستجدين نفسك قد هدأت وسكنت.
لماذا انسحب؟
ربما من الناحية العملية لن يفيد كثيرًا أن تعرفي ما هو سبب انسحابه، لكن أظن أنك بالفعل غير قادرة على تجاوز هذا السؤال الملح.. لماذا انسحب؟ لماذا لم يعد يتواصل؟ أين الخطأ؟ ماذا حدث؟
كثيرة هي الأسباب المحتملة لانسحاب هذا الرجل، ومن ذلك:
* هذا الرجل متزوج، ومن الوارد جدًّا عندما علمت زوجته بأمر الخطبة رفضت وأثارت المشكلات فقرر إعادة النظر وآثر استقراره العائلي مع زوجته الأولى.
* قد يكون راجع موقفه بسبب التفاصيل والأعباء المادية، فبعض الرجال يندفعون للخطبة ويفكرون في الزواج الثاني حتى يتحول الأمر للصورة الجدية ويشعر بثقل المسئولية فيحدث التراجع.
* ويرتبط بالنقطة السابقة أنه يضغط عليك نفسيًّا، حتى إذا عاد وشكا من بعض الظروف المادية وأنها كانت السبب في تباعده تضغطين على أهلك وتقللين من سقف التوقعات المادية.
* قد يكون راجع مواقفك معه.. المحادثات التي تمت دون علم الأهل، الصور التي أرسلت، وقام بتقييمك بصورة قاسية دون أن يقيم نفسه، فبعض الرجال يتساهل جدًّا في سلوكياته بينما يقيم زوجته المستقبلية بدقة وحدة.
* بعض الرجال المتلاعبين يمارسون بعض الحيل النفسية فيختفي ويظهر بطريقة تضمن السيطرة على الضحية (أنت) التي تكون في حالة نفسية مؤهلة لقبول أي شروط أو إملاءات.
ما العمل؟
أختي الغالية، صدقيني أيًّا كان التفسير، وأيًّا كان المبرر، فما قام به هذا الرجل يؤكد أنه ليس على قدر المسئولية، فهو بدلاً من أن يواجه اختار الانسحاب الصامت.. هو بخير وصحة جيدة وينشر قصصه على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتالي لا يوجد عذر قهري يمنعه من التواصل أو يمنعه من الشرح والتفسير، وبالتالي هذا الرجل كان مشروع فخ كبير كدت تقعين فيه.
وسواء هو انسحب تمامًا أو لديه مخطط تلاعب فيمكنك حتى لا يكون لديك شك ولو 1% أنك ظلمته أن تطلبي من وليك أو أحد كبير من عائلتك أن يتواصل معه ويسأله عن امتناعه عن زيارتكم وعن تحديد موقفه، وإن كان هذا صعبًا فأرسلي رسالة واحدة فقط.. جادة وحازمة تسألين فيها عن تحديد موقفه، ولا تتنازلي مطلقًا في هذه الرسالة، ولا تسأليه مثلا إن كان غاضبًا من شيء ونحو ذلك.. بعد ذلك أمهلي الأمر أسبوعًا لا أكثر، فإن لم يتواصل فاعتبري الأمر لاغيا بشكل نهائي، وقومي أنت بحظره من جميع وسائل التواصل.
وأما إن تواصل وتكلم فلا بد من تقييم أعذاره بدقة متناهية، تقييم عقلي لا علاقة له بأي مشاعر تشعرينها، فإن التمست له عذرًا (وهو أمر مستبعد) فعليه أن يضع مع عائلتك جدولاً زمنيًّا لإتمام الزواج.
وثقي تمامًا -يا عزيزتي- أن أهم ما يميز الرجل هو إحساسه والتزامه بالمسئولية.. الرجل يتحمل المسئولية ويواجه الصعوبات، أما من يهرب وينسحب فهذا لا يعول عليه.
لا تفكري أبدًا في كيف تجعلينه يتصل، فالرجل عندما يرغب في الاتصال فلن يمنعه أحد، وإياك أنت والاتصال، به فالرجل لا يكره أكثر من أن يكون مطاردًا.
غاليتي، الزواج رزق، فاسألي الله من خزائنه، وليس معنى أنك وصلت للأربعين أن تغمضي عينك عن العيوب الواضحة الجسيمة وتتجاهليها.. العكس هو الصحيح عليك أن تكوني حذرة (دون وسوسة) عند اختيار زوج المستقبل، واحرصي دائمًا أن تكون عائلتك حاضرة في كل خطوة.. أسعد الله قلبك ورزقك الخير كله، وتابعيني بأخبارك.