الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : الخطبة والعقد
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
65 - رقم الاستشارة : 3099
29/10/2025
انا سيدة مطلقة لدي 25 سنة تطلقت بعد شهر واحد من الزواج لأني اكتشفت أن زوجي مدمن.. تقدم لي الكثيرين لكن كل منهم فيه عيوب فادحة فاما يكبرونني بالكثير أو انه ارمل ومعه اطفال او مطلق ولديه مشكلات عالقة او اقل مني في التعليم.. الان تقدم لي شاب يكبرني بعامين وسيم وجذاب ولم يسبق له الزواج وتعليمه راق وظروفه المادية ممتازة لكنه صارحني أنه مريض نفسي يتلقى العلاج الدوائي منذ سنوات ورفض أن يخبرني عن اسم المرض لكنه قال لي أنه طالما يأخذ الدواء فإن حالته مستقرة
أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك ابنتي الحبيبة في موقعك البوابة الإلكترونية للاستشارات.
لقد كانت تجربتك السابقة قاسية يا بنيتي، فالطلاق بعد شهر واحد من الزواج أمر بالغ الصعوبة، ولا شك أنك عانيت من صعوبة كبيرة في التكيف والعودة لحياتك الطبيعية..
اكتشافك لإدمان زوجك كان صادمًا وسلوك المدمنين الذي عايشته لمدة شهر لا شك أنه سبّب لك صدمة نفسية، ولعلك عانيت بعد ذلك من اضطراب ما بعد الصدمة لفترة من الوقت ولو بصورة جزئية، ولست أدري هل وجدت بيئة داعمة احتوتك بعد هذه الصدمة أم أنك عانيت أيضًا من غياب هذه الحاضنة الحانية..
على أي حال اعتقدت أنك اجتزت كرب ما بعد الصدمة وأصبح لديك استعداد للزواج مرة أخرى، وأرجو أن تجيبي نفسك بوضوح على هذه النقطة؛ لأنه لو كان لديك كوابيس وأرق ليلا أو شعور بعدم الثقة من فكرة الزواج أو رغبة في التجنب فقد يكون هذا مؤشرًا أنك بحاجة لبضع جلسات علاجية للتعافي تمامًا من أثر تجربتك السابقة حتى تستطيعي تقييم أي شخص يتقدم لك بصورة موضوعية بعيدًا عن أشباح الماضي.
المرض النفسي
ابنتي الغالية، علينا أن نقدر لهذا الخاطب صراحته كونه أخبرك بمرضه النفسي وموضوع تلقيه للعلاج الدوائي، فلو أنك اكتشفت ذلك بعد الزواج لكان صدمة أخرى جديدة لك.
ولكن اعترافه ناقص فإصراره على إخفاء اسم المرض وطبيعة العلاج يثير كثيرًا من علامات الاستفهام.
المرض النفسي ليس عارًا وإنما هو مرض كبقية الأمراض تكمن خطورته في التأثير على الحالة العقلية للزوج الذي هو القوام على الأسرة.. لذلك لا بد من معرفة نوع المرض والأكثر أهمية من اسمه هو درجته، فالاكتئاب مثلا درجات يبدأ بدرجة خفيفة تشبه عسر المزاج وينتهي بافكار انتحارية وعجز تام عن التواصل. الكلام نفسه يقال عن اضطرابات القلق بأنواعها.
الأمراض الذهانية لها وضع خاص، ولا شك أنها الأكثر خطورة رغم أن الكثير منها يتم السيطرة فيها على الأعراض لسنوات بواسطة العلاج الدوائي.
هل ترفضين؟
يا ابنتي، قرار الزواج هو قرار شخصي لا يصح أن نقول لك اقبلي أو ارفضي لكننا فقط نحاول إضاءة النقاط المعتمة.
أنا أقترح عليك أن تجلسي معه مرة أخرى وتطلبي بطريقة لطيفة هادئة أن يصارحك أكثر عن طبيعة المرض النفسي الذي يعاني منه؛ لأن قرارك بالقبول أو الرفض لا بد أن يستند على قاعدة معرفية.
والحقيقة أنه لا يكفي أن يخبرك باسم المرض أو نوعية العلاج، بل لا بد أن يصطحبك لطبيبه المعالج ليشرح لك أكثر عن حالته وعن حاجته للدواء هل هي مؤقتة أم دائمة وهل هو ملتزم في زيارة الطبيب والالتزام بالدواء أم لا؟ هل يلتزم بالجرعة المحددة أم أنه يغيرها من تلقاء نفسه أحيانًا؟
وفي نهاية الجلسة اطلبي تقريرًا من الطبيب بما شرحه لك، واذهبي أنت لزيارة طبيب نفسي آخر واعرضي عليه التقرير وخذي رأيه واسأليه بشكل واضح وصريح عن احتمالية أن ينتقل هذا المرض عن طريق الوراثة أم لا؟
واسأليه أيضًا عن مدى تأثير المرض وتأثير العلاج على العلاقة الزوجية، فبعض الأدوية تقلل الرغبة وبعضها يؤدي إلى ضعف في الانتصاب.
اسألي أيضًا عن الأعراض المتوقعة في حال إذا توقف عن العلاج.. فإذا اطمأن قلبك وشعرت أن مرضه ليس خطيرًا وأنه يقع تحت السيطرة وقبلت به فلا تتزوجي إلا بعد فترة خطبة لا تقل عن 6 شهور والأفضل أن تكون لمدة عام كامل، تحاولين فيها رصد سلوكياته وردود أفعاله خاصة في مواقف الضغط والانفعال.. حاولي أن تنصتي له حتى تعرفي كيف يفكر وهل راودته أفكار انتحارية من قبل؟ هل حاول الانتحار لأن هذه إشارات خطيرة ينبغي التنبه لها.
آخر نقطة أريدك أن تتنبهي لها هو مدى استقراره في عمله الوظيفي، فلا يكفي تعليمه الراقي أو ثراؤه كي تغضي الطرف عن هذه النقطة لأنها تتجاوز المسألة المالية (مع أهميتها بالطبع)؛ لأن علاقات العمل تكشف مدى استقرار حالته النفسية أو اضطرابها وما يحكيه عن زملاء العمل يكشف أيضًا هذا الاستقرار أو الاضطراب..
ابذلي جهدك في المعرفة والفهم، ثم استخيري الله عز وجل، فإن اطمأن قلبك فتوكلي على الله واقبلي.. وإن شعرت بالقلق فالرزاق هو الله سبحانه وتعالى فادعيه أن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر عينك به.. أسعد الله قلبك ويسر أمرك، وتابعيني بأخبارك دائمًا.
روابط ذات صلة: