خطيبي والفرصة الثانية

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
  • القسم : الخطبة والعقد
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 122
  • رقم الاستشارة : 2613
06/09/2025

هل أعطي خطيبي فرصة ثانية أم أحافظ على كرامتي، أنا مخطوبة لقريبي منذ سنتين خلال فترة الخطوبة صارت بيننا خلافات متكررة وتراكمت المشاكل في النهاية أصر خطيبي على فسخ الخطوبة وبالفعل تم الفسخ.

الموضوع سبب مشكلة وتدخلت أطراف من العائلة بعد أسبوع من الفسخ رجع خطيبي واعتذر وطلب فرصة جديدة لإصلاح العلاقة.

الآن أنا محتارة هل أقبل العودة وأعطيه فرصة أم أعتبر أن قراره بالفسخ دليل على أنه غير قادر على الاستمرار، من جهة تصرفه هز ثقتي فيه وأخاف أن يتكرر نفس الموقف ومن جهة أخرى عندي أمل أن يكون قد ندم فعلا ويريد التغيير.

أنا مترددة لو رجعت له قد أنجرح من جديد ولو رفضت يمكن أن أندم أو أضيع فرصة، كيف أتعامل مع الوضع وهل أعطيه فرصة ثانية بعد الذي حدث أم الأفضل أن أحافظ على كرامتي وأرفض الرجوع

الإجابة 06/09/2025

ابنتي الحبيبة، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك في موقعك البوابة الإلكترونية للاستشارات.. أقدر ترددك فعامين من الخطبة مدة ليست قصيرة، وأعتقد أن لديك مشاعر طيبة نحو خطيبك، لذلك يحدوك الأمل أن يكون قد شعر بالندم فعلاً ويرغب في التغيير، وفي الوقت ذاته لديك تخوفات مشروعة بدءًا من كونه عاد تحت ضغط وتأثير الأهل.. وخائفة أيضًا من عودتك له بعد أن قرر هو الفسخ حتى لا تمس كرامتك، ويقينًا خائفة من كثرة المشكلات التي ارتبطت بهذه العلاقة، لذلك نحن بحاجة لوضع هذه العلاقة على مائدة التشريح حتى تستطيعي أن تتخذي قرارك وأنت مطمئنة.

 

تراكم المشكلات

 

ابنتي الغالية، ذكرت في رسالتك أن طوال عامي الخطبة والمشكلات لم تتوقف حتى أن تراكم المشكلات هو ما دفع خطيبك لفسخ الخطبة، لكنك لم تذكري شيئًا عن طبيعة هذه المشكلات وما هو شعورك نحو هذه المشكلات، فهل كنت متقبلة هذه المشكلات ومتعايشة معها بينما لم يستطع هو؟ هل كان كثير الانتقاد لك ومن هنا كانت تحدث المشكلات؟ هل فسخ الخطبة بعد مشكلة غضب منك فيها وانتقدك حتى وصل الأمر أن يفسخ الخطبة؟ أم العكس هو ما كان يحدث، أي أنك أنت من تنتقدينه وتغضبين منه ويأتي هو ليصالحك حتى فاض به الكيل وقرر فسخ الخطبة؟ أم أنكما أنتما الاثنان كنتما تغضبان وتتشاجران معًا؟ ولكن من الذي كان يبدأ الصلح أنت أم هو؟

 

في رأيي أن عليك مراجعة كل ما حدث طيلة هذين العامين وتقييمه تقييمًا موضوعيًّا، فالمشكلة الأخيرة ربما تكون هي القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقال، فضعيها في حجمها الحقيقي وسط بقية المشكلات.. بالتأكيد لا توجد حياة زوجية بلا مشكلات، لكن فن إدارة الخلاف أو المشكلات هو الذي يميز الأسر الناجحة عن غيرها، فهل كنتما تمتلكان هذه المهارة المرتبطة أشد الارتباط بمهارات التواصل الأخرى.

 

الفرصة الثانية

 

ابنتي الكريمة، قبل أن تتخذي قرارك بمنح خطيبك السابق فرصة ثانية أم لا ستقومين أولاً بتقييم علاقتكما خلال هذين العامين وتقييم طبيعة المشكلات وطرق التعامل معها، كما سبق وبينت لك في النقطة السابقة.

 

ستقومين ثانيًا بإجراء حوار معه قبل اتخاذك لأي قرار، سوف تسألينه عدة أسئلة في ضوء إجابته وعلى خلفية شكل الحياة بينكما في عام الخطبة ستستطيعين اتخاذ القرار، ومن الأسئلة المهمة التي عليك أن توجيهها له:

 

- اسأليه أن يجيبك بصدق هل جاء يعتذر بناء على ضغط العائلة أم أن ذلك هو قراره الخاص؟

 

- إذا أجابك أنه قراره الخاص فاسأليه عن أي شيء يعتذر بالضبط حتى تستشفي مدى ندمه وأسفه وهل هو حقيقي أم أنه بناء على ضغط لكنه لا يقول الحقيقة.

 

- اجعليه يقيِّم ما حدث وانظري كيف يبرره، وهل يلقي عليك أنت بالمسئولية بينما يرى ما قام به هو لون من ألوان رد الفعل حتى تستشفي مدى شعوره الحقيقي بالأسف.. ويمكنك أن تطلبي منه تقييم علاقتكما بوجه عام وليست المشكلة الأخيرة فقط.

 

- اسأليه عن رأيه في قطع العلاقة وفسخ الخطبة كرد فعل لأي مشكلة مهما كانت كبيرة وهل سيكون هذا ديدنه بعد الزواج فينهي المشكلات بالطلاق؟

 

- إذا شعرت بأسفه الحقيقي فلا بد من سؤاله عن مخططه حتى لا يتكرر ما حدث مرة أخرى، هذا مهم جدًّا أنه يكون لديه مخطط حتى لا يتكرر ما حدث.. كل هذه الأسئلة والاهتمام بحماية حدودك النفسية تمنع عنك فكرة أنك تعودين منتقصة الكرامة.

 

نصيحتي الأخيرة إذا قررت العودة إليه أن تحضرا معًا دورة من الدورات التي تُقدّم للمقبلين على الزواج في بلدكم أو حتى أون لاين، فهي قد تفيد كثيرًا في تعليمكم مهارات التواصل وفنون إدارة الخلاف. وفقك الله تعالى لكل خير وأراك الحق حقًّا ورزقه اتباعه، وتابعيني بأخبارك.

الرابط المختصر :