أشعر بالقلق بسبب أهل خطيب ابنتي!

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
  • القسم : الخطبة والعقد
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 120
  • رقم الاستشارة : 3437
29/11/2025

السلام عليكم، أشعر بالقلق من تصرفات أهل خطيب ابنتي فهل نؤجل الزواج؟ ابنتي جاء لخطبتها شاب، وسألْناه عن كل شيء وكانت الأمور تمام، وجاء الرجال للتعارف والاتفاق، وحصلت النظرة، وقلنا لهم – نحن أهل البنت – نردّ لكم خبرًا بعد يومين، تمّ تحديد المهر، وقال زوجي: "نحن نشتري رجلًا بأخلاقه ودينه وأدبه"، وحاولنا أن نُقلّل من المهر لأن الشاب ما زال يحتاج إلى أثاث بيت وعرس له، وردّ زوجي على والد الشاب بالموافقة، وأكملا باقي التفاصيل، وقال له إن بقية الأمور تتفاهم فيها النساء.

المهم، حدّد زوجي والأب يوم الخطوبة للرجال يوم الجمعة، ولكن كانت هناك نقطة اختلفنا عليها؛ فهم في منطقة تبعد عنّا بساعة، وتوقعنا أنه في يوم الخطوبة سيُحضِرون شيئًا غير المهر، لكن الأب كان يريد أن يبدأ بمبلغ من ضمن المهر ويكمله عند عقد القِران كربط للبنت، ولا يوجد شيء للخطوبة خارج المهر، فردّ عليه زوجي: "لا، هاتوا المهر كاملًا يوم العقد، أما الخطوبة فلوحدها"، ولم يَخطُر لزوجي شيء غير ذلك.

الآن قرب موعد الخطوبة، فاتصل زوجي بالأب يريد تأكيد الموعد حتى نجهّز أنفسنا ونرتّب أمورنا، وسأله: كم شخصًا سيكون معكم؟ وهذا من عاداتنا، فردّ عليه: "ابني سافر للعمرة والخبر عنده، وحضوري سيكون للعقد فقط".

زوجي لم ينتبه لشيء، لكن أنا الأم شعرت أن هناك شيئًا غير طبيعي وفي نفس الوقت تواصل زوجي مع الشاب وأخبره بكلام أبيه، فردّ الولد: "أنا في العمرة، ومعي شغل في جدة، يعني الخطوبة ليست هذا الأسبوع"، هذا كان رده لزوجي.

طبعًا جارتنا تعرف أهل الولد، وهي الوسيطة بيننا، وهي التي دلتهم علينا، فحاولت أن أعرف، فاستنتجتُ أن الأب زعل من كلام زوجي حين قال: التفاصيل تتفاهم فيها الحريم، وكيف يأتي للخطوبة ويده فاضية بدون جزء من المهر، مع أن أخت الولد أوضحت لي أنهم سيحضرون كل شيء يوم العقد: ذهب، هدايا، جوال، وأخبرتها أننا رضينا بجزء من المهر يوم الخطوبة.

لكن كما أخبرتكم، تغيّر الموعد ولم يهتمّوا به، ما تفسيركم؟ الآن ننتظر الولد يرجع من السفر على كلام أخته وأبيه، نحن لا نريد أن نتواصل معهم ولا نبدأ، وننتظر منهم هم، أفيدونا بنصائحكم.

الإجابة 29/11/2025

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك أختي الكريمة في موقعك البوابة الإلكترونية للاستشارات.

 

بالطبع -يا أختي- ينبغي ألّا تتواصلوا معهم مرة أخرى، فرد والد هذا الخاطب شديد الفتور، وفكرة أنه لن يحضر الخطبة تثير العديد والعديد من علامات الاستفهام، حتى لو أنه غضب كان عليه أن يتكلم أو يخبر الوسيط بما أغضبه.

 

اختلاف العادات

 

أهل هذا الخاطب يبعدون عنكم مكانيًّا، واختلاف المكان يؤدي لتغيير العادات خاصة فيما يتعلق بالخطبة والعقد، فمن الوارد أن من عادتهم تقديم جزء من المهر أثناء حفل الخطبة، وشعروا أن هناك ضغطًا غير مباشر منكم لتقديم هدايا أخرى خاصة بالخطبة غير التي تم الاتفاق عليها (على الرغم من أنك تقولين إنكم تساهلتم معه فيما يخص المهر وقلتم لهم: نحن نشتري رجلا بأخلاقه ودينه وأدبه).

 

وقد يكون قد غضب عندما قال له زوجك إن باقي الأمور تتفق فيها النساء، ولعل هذا هو الشائع عندكم بينما والد هذا الخاطب اعتبره إهانة له وتقليلاً منه وتقليلاً من مكانة الرجال بوجه عام ومساحة غير مقبولة بالنسبة له لتدخل النساء.

 

وكان عليه إما يعرب عما ضايقه في نفس الجلسة أو إخبار الوسيط بعد ذلك، أما التجاهل والصمت ثم هذا الرد شديد الفتور الذي أبلغكم به فهذه كلها علامات غير مبشرة.. وكما تعلمين -يا أختي- فالزواج في بلادنا ليس زواجًا بين شاب وفتاة إنما هو نسب وعلاقة مصاهرة بين عائلتين، فإذا كانت هناك فروق كبيرة في العادات فهذا أمر غير مريح، وإذا أضيف لذلك أسلوب فاتر ومتجاهل وغير متفهم لاختلاف العادات أو اختلاف وجهات النظر فهذه علامة خطر واضحة.

 

عدم احترام الاتفاق

 

الأمر بالغ السوء هو رد الشاب نفسه الذي لم يكلف نفسه الاتصال والاعتذار وتأجيل موعد الخطبة، سواء بسبب ذهابه للعمرة وعمله المفاجئ في جدة، أو حتى يمنح والده فرصة لمراجعة موقفه فيما يخص حضور الخطبة.

 

لكنه لم يفعل.. لم يعتذر.. لم يبرر.. وانتظر حتى اتصل عليه زوجك كي يقول له بكل برود إن الخطوبة ليست هذا الأسبوع!!

 

ألم يكن الاتفاق اتفاق رجال يا أختي؟ أهكذا يحترمون كلمتهم ومواعيدهم؟ هذه علامة خطيرة جدًّا جدًّا لا يمكن تمريرها هكذا ببساطة، فأنتم على الأقل بحاجة لزيارة من هذا الخاطب يعتذر بشكل واضح وصريح على إخلاف الموعد وعدم إبلاغكم بذلك.. ويبرر لكم الأسباب الحقيقية لهذا التأجيل ثم يشرح موقف والده الغريب، وهذا إن لم يتم في مدة أسبوعين على أقصى تقدير فعليكم اعتبار أن الموضوع انتهى.. حتى لو جاء فليس عليكم قبول الاعتذار إلا إذا كان مقنعًا بالنسبة لكم؛ فابنتك تستحق من يسعى لها لا من تسعون أنتم وراءه، وزوجك يستحق عائلة تحترمه وتحترم معنى الالتزام بالكلمة معه.

 

أما كلامك مع الوسيطة ومع أخت الولد فيزيد المشكلة ولا يقلل منها؛ لأنه يزيد التناقضات وتعدد الأطراف التي تتدخل في الاتفاق مؤشر إضافي غير جيد بالمرة.

 

الخلاصة

 

لا تتصلوا عليهم مرة أخرى وامنحوا أنفسكم مدة محددة ولتكن أسبوعين كحد أقصى للاعتذار والتبرير، ولكم الخيار وقتها في القبول أو الرفض.. أسعد الله قلب ابنتك ورزقها تقر عينها به، وتابعيني بآخر الأخبار.

 

روابط ذات صلة:

أهل خطيبي لا يسألون عني .. ماذا أفعل؟

ابتعد دون أسباب.. هل أنهي الخطبة؟

أهل خطيبي لا يهتمون بي.. تعاملي بالفضل

الرابط المختصر :