كيف أختار عروسي؟

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
  • القسم : الخطبة والعقد
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 287
  • رقم الاستشارة : 2809
28/09/2025

السلام عليكم ورحمة الله..

أنا شاب مقبل على الزواج أريد أن أعرف ما هي أهم الصفات الشخصية التي تساعدني أن أكون زوجا ناجحا وأيضا ما هي اختيار معايير العروس حتى تكون زيجة العمر كما يقال؟

الإجابة 28/09/2025

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحبًا بك ابني الكريم في موقعك البوابة الإلكترونية للاستشارات.

 

عندما يفكر الشاب في الزواج والتقدم لخطبة فتاة فلا بد أن يكون واثقًا من أنه قادر بالفعل على اتخاذ هذه الخطوة، لذلك لا بد أن يكون متأكدا من أمرين:

 

1- أن يمتلك السمات النفسية التي تؤهله للزواج كالقدرة على اتخاذ القرار وتحمل المسئولية والمبادرة والقيادة والقدرة على حل المشكلات أو التعامل معها بمرونة.

 

2- أن يمتلك عملا يحقق له ولأسرته الحد الأدنى من الحياة الكريمة.

 

السمات النفسية والقدرة على الإنفاق هما الأمران اللذان ذكرهما القرآن الكريم لمنح الرجل درجة القوامة.. السمات النفسية هي ما فضّل الله به بعضهم على بعض، والأمر الثاني لاستحقاق القوامة هو بما أنفقوا من أموالهم.. فإذا كان الشاب غير قادر على تحمل المسئولية.. غير قادر على اتخاذ قرار.. لا يزال تابعًا لوالديه.. لا يستطيع أن يبادر.. يتصور القيادة استبدادًا بالرأي وصوتاً مرتفعًا فهو للأسف بحاجة للوقت والتدريب.

 

إذا كان لا يعمل عملاً مستقرًا يدر عليه دخلاً كافيًا حتى لو كان الحد الأدني فكيف يفكر في الزواج؟

 

المشكلة أن هناك شبابا مدللا لا يتفهم مقاصد الزواج ولا يستطيع أن يتخذ قرارًا صحيحًا في حياته ولا يستطيع تحمل المسئولية، يتزوج ويلقي زمام المسئولية والقيادة والمبادرة على الزوجة ويضطرها للقيام بمهام هي رجولية في المقام الأول لأنه لا يفعل، فيحدث تبادل للأدوار تكون له عواقب وخيمة بعد ذلك.. وبعضهم يتزوج بالموظفة وذات الراتب لأنه يريد راتبها ويريد للنفقة أن تكون مناصفة بينهما ولا يريد أن ينفق عليها، وبعضهم لا يخجل من ذلك ويجاهر به، وبعض الزوجات تُلقَى عليها الأعباء جميعًا النفسية والمادية ثم تُتهم بعد ذلك أنها لم تعد أنثى أو يملأ هو الدنيا صراخًا أنه الرجل وأن له القوامة للحصول على مزيد من المكتسبات السهلة التي اعتاد عليها..

 

لذلك أنصح أي شاب مقبل على الزواج أن يراجع هذين الأمرين قبل أن يفكر في الخطبة لمصلحته هو أولا، فلا أظن أي شاب يشعر بالسعادة إن أدرك أن رجولته منتقصة في عيون فتاته لتخليه عن واحد أو أكثر من مقومات القوامة ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾.

 

الدين والاختيار

 

إذا كان الاستعداد النفسي والقدرة المالية هي القاعدة التي ينبغي على الشاب أن يمتلكها عندما يبدأ في التفكير في الزواج فإن اختيار عروس مناسبة أمر شديد الأهمية لبناء حياة زوجية سعيدة؛ فالحياة الزوجية تعتمد في الأساس على طرفين -الزوج والزوجة- وإلا تسير عرجاء، فإذا كان الشاب قد طوّر من نفسه ومن مهاراته وامتلك القدرة الفعلية على إقامة أسرة فإن عليه أن يدقق في اختيار العروس المناسبة، وإليك يا بني عددًا من المعايير يمكنك الاسترشاد بها:

 

* إذا كانت هناك فتاة معينة أنت معجب بها قريبة.. جارة.. زميلة عمل.. زميلة دراسة فهذا أمر جيد يسهل عليك الاختيار، لأنك هنا حققت نقطة الإعجاب الشكلي على أقل تقدير بشرط أن تنطبق عليها بقية الشروط التي سأذكرها لك في النقاط التالية.

 

* إذا لم يكن هناك فتاة معينة تُكنّ لها الإعجاب فهنا يأتي دور العائلة في الاختيار يمكنك أن تطلب من والدتك.. من أختك ومن والدك أيضا أن يرشحوا لك بعد أن تمنحهم مجموعة الأمور التي تفضلها في العروس.. يمكنك أيضًا أن توسع دائرة البحث تخبر خالتك أو عمتك إذا كانوا يمتلكون دائرة علاقات أوسع من والدتك.. أصدقاؤك المتزوجون أيضًا يمكنهم مساعدتك فصديقات زوجاتهم قد يصلحن أيضًا للاختيار.

 

* الدين والخلق هو المعيار الأكثر أهمية على الإطلاق ولا يصح أن تتجاهل هذا الشرط أو تهمشه (فاظفر بذات الدين) فكيف تعرف الفتاة المتدينة الصالحة؟ الحقيقة أنه لا يوجد طريقة يقينية تعرف بها ذلك وكل ما ستحصل عليه هو مؤشرات، وأهم مؤشر هو رأي الناس في الفتاة (وهو رأي قد يشوبه كثير من الخطأ ولكنه يبقى من أهم المؤشرات).. مظهر الفتاة مؤشر آخر من مؤشرات التدين.. عائلة الفتاة ودرجة تدينها، فغالبًا تكون الفتاة متأثرة بنمط تدين عائلتها.

 

* يرتبط بالنقطة السابقة أن هناك أنماطًا متنوعة من التدين الذي يمثل صورًا متنوعة من الخلافات الفقهية فاختر النمط الذي يتوافق معك، فإن كنت تريد مثلا الزواج من فتاة منتقبة فتوجه مباشرة لفتاة منتقبة ولا تتقدم لفتاة ثم تطلب منها ارتداء النقاب بعد ذلك (الحد الأدنى أن تعرف قبل التقدم أن الفتاة لا تمانع من ارتداء النقاب).

 

أنا لا أناقش هنا أي أنماط التدين أفضل أو أقرب إلى الله لأن هذا أمر يعلمه الله وحده الذي يعلم خفايا القلوب، ولكن احرص ألا تنظر للشكل فقط ولكن السلوكيات العامة للأسرة .. هل هناك مشكلات مع الجيران؟ السمعة الطيبة ضع هذا كله في اعتبارك.

 

معايير أخرى

 

* سمعة الفتاة الطيبة هذه مسألة أحببت أن أسجلها في نقطة خاصة؛ لأنه يترتب عليها كثير من الأمور بعد ذلك، فبعض الشباب قد يعجب بفتاة مثلا زميلة في العمل لها شخصية جذابة ويتجاهل مثلا اختلاطها الزائد عن الحد أو طريقتها غير المريحة في التعامل أو الطريقة التي يتحدث بها عنها بقية الزملاء.. أعلم أن هناك فتيات مظلومات وأن الغيرة قد تدفع للإساءة لبعضهن، ولكن أنت كشاب تريد الزواج أهم ما تريد الاطمئنان إليه هو شرفك وعرضك.

 

* تأتي بعد ذلك مسألة جمال الفتاة وهي مسألة نسبية تمامًا، لذلك فلا تهتم برأي والدتك أو أختك في درجة جمال الفتاة، المهم أن تكون جميلة في عينيك وأن تشعر أنها ستشبع احتياجاتك وتحقق لك العفاف الذي هو أهم مقاصد الزواج.

 

* التكافؤ يا بني مسألة بالغة الأهمية والخطورة فالفتاة قد تكون متدينة صالحة من عائلة طيبة وجميلة للغاية، لكن لا يوجد بينك وبينها تكافؤ.. لا تشبهك ولا تشبهها، والتكافؤ يشمل كل شيء التعليم.. المستوى الاجتماعي.. المستوى الاقتصادي.

 

التكافؤ لا يعني التطابق بالتأكيد فهو أمر يكاد يكون مستحيلاً ولكن يعني التقارب، قد تكون أنت أفضل في بعض الأمور أو هي أفضل في بعض الأمور ولكنها فروقات بدرجات بسيطة.. أنا هنا لا أتحدث عن صحة الزواج من الناحية الشرعية فهو صحيح طالما تم استيفاء شروط الزواج وإنما أتحدث عن التكافؤ كشرط لنجاح الزواج.

 

التكافؤ يسير في مسارين متكاملين كشرط لزواج ناجح أن يكون هناك تكافؤ على المستوى الشخصي بينك وبين الفتاة التي ستتزوجها، وأن يكون هناك تكافؤ على المستوى العائلي الذين سيمثلون أجداد وأخوال وخالات أولادك.

 

* بمناسبة العائلة حاول أن تنتبه لنمط العلاقات السائدة في أسرة الفتاة فغالبا وبمرور الوقت ستميل لإعادة إنتاجها.. هل والدها له شخصية قوية ويتم احترامه من الجميع؟ أم أن والدتها تسيطر على جميع من في المنزل؟ هل الحوار لغة سائدة في المنزل أم الشجار والصوت المرتفع؟ طبيعة العلاقة بين الإخوة والأخوات.. لو هناك أخت أو أخ أكبر متزوج هل يغلب على حياتهم الاستقرار؟ كل هذه مجرد مؤشرات ولكنها مهمة في التقييم النهائي.

 

* التقارب الفكري: من المهم أن يكون هناك تقارب فكري بينك وبين الفتاة التي وقع عليها اختيارك.. هناك طريقة تفكير متشابهة.. هناك طريقة متحضرة في النقاش.. هناك طريقة مرضية لحل الخلاف، ومن هنا جاءت أهمية فترة الخطبة، فهذه مسألة لا يمكن معرفتها في جلسة الرؤية، وأيضًا هي مسألة قد لا تعرفها إذا كان هناك بالفعل فتاة أنت معجب بها إلا بعد فترة من الوقت والحوار والنقاش.

 

* الارتياح النفسي، وهو مسألة ليس لها قانون خاص، هو شعور ليس عليه دليل إلا الإنسان نفسه.. يمكن أن تطلق عليه تآلف أرواح.. انجذابًا.. كيمياء نفسية، إنه شعور هادئ لكنه عميق ويختلف تمامًا عن الحب الجارف الذي يتحدث عنه الشعراء والأدباء والذي يفتر بعد فترة من الوقت، أما الارتياح النفسي فلا يتوهج ثم يفتر وإنما هو شعور دائم وعميق يمكننا أن نطلق عليه المصطلح القرآني المودة والرحمة، فإذا شعرت أنه غائب عن هذه العلاقة فلا تستمر فيها.

 

العلامات الحمراء

 

نصيحتي الأخيرة لك بعد أن تتحرى النقاط السابقة أن تنتبه للعلامات الحمراء أثناء فترة الخطبة: فتاة تطمع في مالك أو لديها تطلعات أعلى من قدراتك.. فتاة تسخر منك ودائمة الانتقاد لك.. فتاة لا تقدر عائلتك وتتحدث عنهم بأسلوب غير جيد.. فتاة تغار من أختك وتريد الاستحواذ عليك.. فتاة تتحدث عن صديقاتها بأسلوب فيه غيرة أو حقد أو سوء ظن.. فتاة تجنح للسيطرة وفرض الرأي.. فتاة تحتد عليك.. فتاة تتعالى عليك.. فتاة تشعرك أنك غير كاف بالنسبة لها.. فتاة دائما ما تضعك في أجواء المقارنات.. فتاة كثيرة الشكوى لديها عسر مزاج..

 

قيم الوضع بهدوء ودون تحسس أو تعسف، ثم توكل على الله سبحانه وتعالى، وتذكر دائمًا أن الاستعانة بالله عز وجل تيسر كل الأمور، بدءًا من البحث عن عروس مناسبة، مرورًا بأخذ قرار الخطبة وتيسير أمور الاتفاق على الزواج، انتهاء بحل أي مشكلة والانتباه لأي علامة حمراء في هذه العلاقة.. أسعد الله قلبك يا بني ورزقك بزوجة صالحة تقر عينك بها.

 

روابط ذات صلة:

كيف أختار شريكة حياة مخلصة وصادقة؟

كيف أختار الزوجة الشبعانة؟!

هل معيار الجمال في اختيار الزوجة يتعارض مع أحكام الشرع؟

الرابط المختصر :