الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : الخطبة والعقد
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
7 - رقم الاستشارة : 3585
16/12/2025
السلام عليكم، أنا بنت جامعية ومخطوبة، الفترة الماضية عم أمر بفترات صعبة جدًا وعم أفكر كتير جامعتي كتير صعبة وعم مر بفترات صعبة.
كمان أنا مخطوبة والكل بيقول إن خطيبي منيح وابن عيلة بس أنا ما عم يعجبني لا شكليًا ولا بوظيفته، هو دايمًا بيشكي لأن مصاريه قليل ودوامه طويل كتير بفكر بهذا الشيء صليت استخارة وكل شي وهو رايدني بس أنا كتير مترددة لما أشوف شب أحلى منه بقول: لو خطيبي هيك!
مشكلة أخرى إني بحس بالوحدة ما عندي حدا أحكي معه أطلع معه لو بحب خطيبي كنت حبيت أطلع معه بس لما أطلع معه بضل بفكر لو أطول لو أحلى كل يوم بفكر وحاسة باكتئاب من كل شيء. أمانة بدي مساعدة بدي حل كيف حل مشاكلي.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك في موقعك بوابة الاستشارات الإلكترونية.
الانجذاب الشكلي -يا ابنتي- بما يمثله من شغف أحد الأضلاع المهمة للزواج؛ فالزواج الناجح مثلث له ثلاثة أضلاع:
الضلع الأول: هو الشغف والانجذاب، وهو غائب في هذه الخطبة.
الضلع الثاني: هو الألفة بما تمثله من تفاصيل صغيرة ومشاركة وارتياح، وهو أيضًا غير متحقق حتى هذه اللحظة.
الضلع الثالث: هو الجدية والالتزام بالزواج وعدم التفكير في التخلي عن الطرف الآخر، والالتزام وحده بالطبع غير كاف من أجل بناء زواج ناجح.
المظهر والجوهر
أعلم أنك تشعرين بشيء من الذنب وتأنيب الضمير أو لعلك تتهمين نفسك أو يتهمك من حولك بالتفاهة لأنك تفكرين في الشكل والمظهر، وهو اتهام ليس في محله، فمن حقك تمامًا أن تكوني مقتنعة بشكل الرجل الذي سوف تشاركينه حياتك القادمة، والسيدة التي طلبت الخلع على عهد النبي ﷺ لم يكن يعيب زوجها خلق أو دين، لكنها لم تكن متقبلة لشكله خاصة عندما قارنته بمن حوله من الرجال (إني رفعت جانب الخباء فرأيته أقبل في عدة، فإذا هو أشدهم سوادًا وأقصرهم قامة وأقبحهم وجهًا).
وكما أن الرسول أرشد الرجل للنظر إلى المرأة التي يريد الزواج منها (انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما)، فمن حقها هي الأخرى النظر إليه بحيث تشعر بالسكينة والاستقرار معه.. تشعر أن هذا الرجل يملأ عينها ويستطيع أن يشبع أنوثتها، هذا جانب مهم لأنه لن يتحقق العفاف الذي هو أهم أهداف الزواج إلا به...
فكونك تنظرين للشباب الآخرين وتتمنين أن يشبههم خطيبك فهذه علامة حمراء ملتهبة تحذرك من المضي في هذه الخطبة.. فكما أن الجوهر مهم بما يشمل من خلق ودين ومعاملات ترضي الله عز وجل فإن المظهر مهم بما يساعد على غض البصر وتحقيق العفاف.
غض البصر
ابنتي الحبيبة، ما ذكرته لك في السطور السابقة هي مبادئ عامة في العلاقة بين المظهر والجوهر، وكيف أن التوازن بينهما شرط مهم من أجل زواج ناجح ومستقر، لكن أحيانًا تكون المشكلة ليست في شكل الخاطب أو مظهره ولكن في سقف توقعات الفتاة؛ ففي عصر الإنترنت وعصر السماوات المفتوحة تراجعت فريضة غض البصر وسيطرت ثقافة الصورة..
كثير من الشباب يبحثون عن فتيات يشبهن الفتيات البلوجرز، وكثير من الفتيات يبحثن هن أيضًا عن شباب يشبه الشباب البلوجرز ولن أقول نجوم السينما؛ فهي تريده فارع الطول مفتول العضلات وسيم الملامح يرتدي الملابس الترندي.
وترى الفتاة في الشاب العادي الذي لا عيب ظاهريًّا فيه نسخة باهتة من الشاب البلوجر الذي تملأ صورة مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أصبحت صورته هذه رمزًا للرجولة، وبالتالي تقارن خطيبها به لو أنه أطول.. لو أنه أكثر وسامة.. لو أنه يرتدي ملابس أكثر عصرية.. حتى يتضاءل الخاطب ويتقزم ولا تمنح الفتاة نفسها فرصة للتعرف على جوهره الطيب؛ لأن عقلها مشغول بعقد المقارنات بين الشاب البلوجر وبين الشاب العادي، ولو أنها كانت حريصة على غض البصر ما وقعت في هذا الفخ وما ضيعت على نفسها فرصة طيبة لأنها لم تسمح لنفسها باختراق حاجز الصورة..
غض البصر يجعل الشباب والفتيات أكثر تقبلاً لشكل الجنس الآخر وأكثر شغفًا وانجذابًا له، بينما إطلاق البصر يقلل الجاذبية الحسية فيرى الشاب الفتاة جميلة عادية والعادية قبيحة، ونفس الأمر يحدث مع الفتيات ترى الشاب الوسيم عاديًّا وترى الشاب العادي قبيحًا.
إطلاق البصر يقدم نموذجًا مقولبًا للوسامة والجمال ويقضي على فكرة النسبية في الجمال، وهو أمر بالغ الخطوة وتلاعب بالعقل البشري.
ابنتي الغالية، أريدك أن تقفي مع نفسك وقفة حقيقية قبل اتخاذ قرار وتنظري للأمر بصورة موضوعية فتقيمي هذا الخاطب هل هو مقبول شكلا وأنت من لديه تطلعات عالية، فتراجعي نفسك فترة وتمنحيها الفرصة كاملة في تقبله، أم أنه بالفعل لا يلبي احتياجك الأنثوي لصورة معينة فسيكون الزواج به فتنة وليس إحصانًا، وهنا لا ينبغي الاستمرار دقيقة إضافية في هذه الخطبة مهما قالوا لك "منيح" أو "ابن عيلة".
كثرة شكواه من قلة الدخل وطول ساعات العمل معيار آخر ينبغي الاهتمام به وتقييمه بالإضافة لمسألة الشكل، فهل هو يقول ذلك من باب الصراحة معك أو لأنه شخص مدمن الشكوى أم أنها إشارة لعلامة بخل أو كسل.. هذا سبب إضافي بالغ الأهمية ينبغي تقييمه بحذر بالإضافة لمسألة الشكل حتى تتخذي قرارك على بينة، أنار الله طريقك وهداك للحق، وتابعيني بأخبارك، وأنا معك خطوة بخطوة.
روابط ذات صلة:
لا أطيق خطيبي.. فكيف الخلاص من زواجي منه؟!