لا أطيق خطيبي.. فكيف الخلاص من زواجي منه؟!

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. أميمة السيد
  • القسم : الشباب
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 122
  • رقم الاستشارة : 2824
28/09/2025

لسلام عليكم يا دكتورة، أنا بنت عندي 20 سنة وبدرس في معهد عالي، ومن صعيد مصر. والدي وعمّي من فترة خطبوني لابن عمّي من غير ما ياخدوا رأيي، وكل ما أفتكر إنهم مستنيين أخلص دراستي عشان يتمموا الجوازة بحس بخنقة وضغط كبير قوي.

أنا بصراحة ما بطيقوش خالص، ولا بتخيله جوزي، بالعكس أنا بحس بنفور وكراهية ليه، وكل ما حد يجيب سيرته قدامي بحس إني مش قادرة أتنفس. حاولت أفكر إني أقنع بابا، لكن هو قاسي جدًا، وكمان عمي شديد، وصعب يسيبوا الموضوع.

أنا مش عارفة أعمل إيه، خايفة حياتي تضيع في جوازة أنا مش راضية عنها، وخايفة أزعل والدي في نفس الوقت، لأني عارفة إنه صعب ومعندوش استعداد يسمعني. إزاي أتصرف من غير ما أخسر نفسي أو أخسر رضاهم؟

الإجابة 28/09/2025

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

 

ابنتي الحبيبة،

 

بداية أؤكد لكِ أن مشاعركِ هذه ليست خطأ ولا ضعفًا، بل هي انعكاس طبيعي لـ التنافر النفسي (Psychological Dissonance) الذي يحدث حين تُفرض على الفرد قرارات مصيرية تخالف رغبته وقناعته الداخلية.. هذا التنافر يولّد شعورًا بالاختناق، القلق، والانزعاج، وهو ما وصفته بصدق في رسالتك.

 

بناء الهوية العاطفية

 

ومن الطبيعي أن اختيار شريك الحياة يُعد من القرارات المصيرية التي ترتبط بما يسمى في علم النفس بناء الهوية العاطفية (Emotional Identity Formation)، وهو أمر لا يمكن أن يُفرض قسرًا.

 

إن الزواج القائم على الإكراه أو الخوف غالبًا ما يقود إلى صراع أسري وعدم استقرار نفسي للطرفين.. بل إن بعض علماء الدين أبطلوه.

 

وشرعنا الحنيف وضع قاعدة عظيمة في هذا الباب، فقد قال النبي ﷺ: "الأيم أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأذن في نفسها".. وهذا نص صريح يُبين أن للفتاة حقًّا شرعيًّا في القبول أو الرفض، وأن إرادتها معتبرة شرعًا.

 

وأنا أُدرك وأقدر أن والدك وعمك شديدان، وأن ثقافة الصعيد تحمل قدرًا من السلطة الأبوية، التي تُمارَس أحيانًا بصرامة، لكن هذا لا يُلغي حقك.

 

مهمتك هنا أن تعبري عن نفسك بذكاء وحكمة، دون صدام مباشر. يمكنك أن تستعيني بشخص له مكانة عند والدك، مثل الأم، أو الجد، أو أحد الأعمام الآخرين، أو شيخ له تقدير في العائلة، ليكون صوتًا محايدًا يُبين لهم أن الزواج دون رضاك سيؤدي إلى مشكلات خطيرة.

 

ابنتي، لا تحاولي أن تواجهي والدك وحدك، فهذا قد يثير عنفه ويزيد إصراره، وإنما اتبعي ما يسمى في التربية الأسرية استراتيجية الوسيط الأسري (Family Mediation Strategy)، حيث يُطرح الأمر عن طريق طرف ثالث مؤثر.

 

إدارة القلق

 

أما عن دواخلك النفسية فاحرصي على إدارة القلق (Anxiety Management) من خلال الدعاء، التنفّس العميق، وممارسة بعض الأنشطة التي تفرغ الضغط النفسي، حتى لا يتحول الخوف إلى اضطراب نفسي (Psychological Disorder) ينهكك، أو يسبب لك أمراضًا عضوية، لا قدر الله.

 

أوصيكِ يا ابنتي أن تذكري والدك دائمًا بكلام النبي ﷺ: "لا تُنكح البكر حتى تُستأذن"، وأن تعبري بصدق أنك لا تكرهين طاعته، لكنك تخشين أن تظلّ حياتك سجنًا إذا فرضوا عليك زواجًا لا ترغبين فيه.

 

الحياة الزوجية ليست مجرد إرضاء للأسرة، بل هي علاقة وجدانية، مبنية على المودة والرحمة، قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾.. فأين السكن والرحمة إذا كان قلبك يرفض هذا الارتباط رفضًا قاطعًا؟

 

بنيّتى، كوني هادئة، لا تجادلي بشدة، لكن لا تستسلمي، فهذا حقك، وما ضاع حق وراءه مطالب. وليكن قلبك مع الله وعملك لابتغاء مرضاته - عز وجل- فلقد قال: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا﴾.

 

* همسة أخيرة:

 

ثقي حبيبتى أن صبرك وحكمتك ستُثمر، وأن رفضك المدعوم بالشرع والعقل والمنطق حقّ لا يُمكن لأحد أن يسلبك إياه.

 

خطيبي والفرصة الثانية

خطيبي يشعر بالملل مني.. هل أفسخ الخطبة؟

خطيبي يستغلني ماديًّا.. أكمل أم أتركه؟!

الرابط المختصر :