يحرمني ويكشف أسرارنا.. كيف أطلب الخلع؟

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
  • القسم : الحياة الزوجية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 113
  • رقم الاستشارة : 2621
08/09/2025

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، زوجي بخيل ويعيشني على وجبة واحدة يوميًا، تزوجت منذ أربعة أشهر من رجل كبير عمره خمسون عامًا، متزوج ولديه أطفال، من بداية الزواج كان ينام النهار كله ولا يصحو إلا في الليل، ويوفر لي وجبة العشاء فقط، انتظرت لعله يتغير خلال أسبوع أو شهر، ولكن هذا حاله.

جلست معه وسألته: لماذا لا تصحو أو تضع مصروفًا من أجل وجبة الإفطار أو الغداء؟ فقال: أنام من أجل أن لا أخسر أموالًا، يكفينا وجبة العشاء فقط، رغم أن لديه أموالًا كثيرة، إلا أنه يحرمني، وقد تعبت وبدأ جسمي ينقص من الجوع، لأني لا أستطيع الاكتفاء بوجبة واحدة فقط بسبب ألم معدتيـ حاولت معه ولكن دون فائدة حتى حين يذهب عند زوجته الأولى لا يعطيني نفقة.

ولا أخفيكم أني وجدت محادثات بينه وبين زوجة أخيه عن حياتنا: ماذا ألبس، وماذا أفعل له من حركات، يحكي كل ما يحدث بيننا دون أن يستحي أو يراعي أن هذا حرام، ويوجد بينهم ملصقات وأفلام مخجلة انصدمت، ولكن ماذا أفعل؟ فأنا يتيمة ولا يوجد لدي إخوة يقفون معي، أريد أن أخلع، ولكن لا يوجد لدي مال حاليًا، كيف أتصرف مع هذا الزوج؟ انصحوني وادعوا لي بالهداية والصبر،

الإجابة 08/09/2025

أختي الكريمة، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك في موقعك البوابة الإلكترونية للاستشارات.. أحزنتني رسالتك حقًّا، فأنت تعانين على الأقل من مشكلتين كبيرتين:

 

المشكلة الأولى: هي بخل هذا الزوج وحرمانه لك من أبسط حقوقك الذي هو الطعام، فأنت تعانين من الجوع معظم اليوم، خاصة أنه لا يمر بظروف قاسية أو لا يملك المال إنما هو حسب كلامك ميسور الحال.. وكونه يتركك دون نفقة عندما يذهب لزوجته الأخرى فهذا أيضا وضع غير مقبول بالمرة.

 

المشكلة الثانية: أنه يكشف أسرارك حياتك الخاصة لزوجة أخيه، وهي مشكلة مركبة في حد ذاتها؛ لأنه من ناحية غير أمين على علاقتكما الخاصة، والثانية أن يتجاوز في الكلام مع امرأة أجنبية عنه ألا وهي زوجة أخيه.

 

وهذه النوعية من المشكلات لا يصلح لها الصبر بمعناه السلبي الذي هو الصمت والتحمل حتى يحدث الانفجار، بل لا بد من الحوار قبل أن تفكري في موضوع الطلاق أو الخلع، ولا بد من الحوار حتى لا تظلي تعيشين على هذا النحو البائس من الحرمان وانعدام الخصوصية.

 

أختي الغالية، كل ما أتمناه أن تكوني صادقة تمامًا في شكواك أو بمعنى أدق ألا تكوني واقعة في فخ المبالغة، فمثلا تركك مرة دون نفقة فأصبحت كل مرة وهكذا.. أيضا أرجو ألا يكون كبر سنه أو كونه متزوجًا من سيدة أخرى دافعًا لك لتشويهه والشكوى منه.. لأن ما تقولينه خطير، فلا بد أن تكوني موضوعية ونزيهة تمامًا فيما تقولين.

 

خطوات التصعيد

 

في البدء لا بد من الحوار الجاد مع زوجك أن ما يقوم به لا يرضي الله ورسوله، وأن واجب النفقة هو من أهم واجبات الزوجة، وأن الطعام هذا يمثل حاجة أساسية للإنسان، وليس من المعقول أن تكوني متزوجة وزوجك ميسور ماديًا وتظلي جائعة طيلة اليوم.. تحدثي إليه في البداية بلين ورفق وبشيء من الدلال، وقولي له رجل مثلك لا يليق به هذا، فهذا الأسلوب قد يحفزه على ممارسة سلوك إيجابي طيب.

 

* إن أمكنك أن تأخذي من ماله دون علمه فلك الحق في ذلك، ولكن تأخذي في حدود ما يكفي حاجتك فقط، سواء لتناول الإفطار والغداء بصورة متوسطة أو كي تحصلي على نفقتك في حال ذهابه للزوجة الأخرى، ففي الحديث المتفق عليه أنه دخلت هند بنت عتبة امرأة أبي سفيان على رسول الله ﷺ، فقالت: إن أبا سفيان رجل شحيح، لا يعطيني من النفقة ما يكفيني ويكفي بني، إلا ما أخذت من ماله بغير علمه، فهل عليّ في ذلك من جناح؟ فقال رسول الله ﷺ: "خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك ويكفي بنيك".

 

* في خطوة تصعيدية أخرى يمكنك الامتناع عنه في الفراش (وأظن أنه أمر مهم بالنسبة له) طالما هو مقصر في النفقة على هذا النحو، وهذا رأي كثير من العلماء، ويمكنك أن تقومي بهذه الخطوة أولاً بشيء من الدلال حتى يعطيك المال عن طيب نفس، فإن لم يتجاوب فتحدثي إليه بجدية أنه أسقط حقه لأنه لا ينفق عليك.

 

* تحدثي إليه مرة أخرى ولكن بصورة أكثر جدية، وحذريه أنك سترفعين أمرك للقاضي إن لم يلتزم بنفقتك.. فهنا إما سيلتزم فعلا وإما سيطلقك وتأخذين كامل حقوقك الشرعية، وإما سيقول لك ارفعي دعوى قضائية، وكثير من المحامين يرفعون الدعوى مجانًا ويأخذون أتعابهم بعد الحصول على الحكم، فقط اسألي جيدًا وستجدين، وزوجك موسر، فإذا تم إثبات ذلك فسيكون لك نفقة كافية إن شاء الله تعالى.. فما الذي يدفعك لطلب الخلع والتنازل عن حقوقك الشرعية وأنت يحق لك المطالبة بالنفقة؟

 

تذكري -أختي الكريمة- أنه ليس معنى أنك يتيمة وليس معنى أن إخوتك لن يجتهدوا في الدفاع عن حقوقك أنك ضعيفة وعليك أن تقبلي بأن تكوني مظلومة مهدرة الحقوق.. استعيني بالله تعالى واعلمي أن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، فاحرصي على ما ينفعك.. تحدثي بثقة وأشعريه أنك قوية وتعلمين حقوقك وأنك لن تتنازلي عنها وستجدينه يأخذ خطوات للوراء.

 

حياتك الخاصة

 

لقد أخطأت –عزيزتي- بتفتيشك لهاتف زوجك فهذا لون من التجسس وهو أمر محرم ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا﴾، وكانت نتيجة هذا التجسس أنك وجدت أشياء لا تسرك وبالتأكيد لا ترضي الله عز وجل، ولكن هذا أمر بينه وبين الله تعالى ولا توجد طريقة لمنعه بصورة إجبارية كي يمتنع عن هذا السلوك فأنت ألمحي له على طريقة ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا..

 

تحدثي إليه عن الرجال الذين لا يخافون من الله الذين افتقدوا الشهامة والنخوة الفطرية الذين يتحدثون عن حياتهم الزوجية الخاصة، وعن الرجال الذين يتحدثون مع نساء هن زوجات لرجال آخرين في مثل هذه الأمور، وكيف أن الأمر بشع خاصة عندما يمس هذا ذوي الأرحام.. رسائل واضحة وغير مباشرة، ولا تتأكدي من نتائج ما تقولينه بالتفتيش في هاتفه مرة أخرى.. اكتفي بالدعاء له، بل كثفي الدعاء له أن يصلح حاله ويقيه شر نفسه.. كتب الله لك الخير كله، وتابعيني بأخبارك.

الرابط المختصر :