الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : الحياة الزوجية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
711 - رقم الاستشارة : 2337
11/08/2025
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، زوجي ضعيف جنسيا ويجبرني على مشاهدة الأفلام الإباحية ما الحل؟ انا متزوجة منذ ٥ سنوات وعندي طفل والآن حامل بآخر لكن زوجي من بداية زواجنا يعاني من ضعف الانتصاب، لكن كان الأمر عادي يعني كان يجامعني.
لما حملت المرة الثانية ما عاد يجامعني صار يشاهد الأفلام الإباحية ويجعلني أشاهد معه صار فيه كلام غير مقبول وصار يسألني عن صديقتي ويتخيلها ويتخيل أنه يجامعها وصار يقول لي أنا ما عندي رغبة فيكي انا بحب اشوف حدا غيري معك ويجامعني.
مع العلم اني مرة قلتله اني حلمت انه متنا على هذا الشيء لما قلتله شغل فيلم، ولما ما اقبل اني شوف معه أفلام إباحية بيمنعني من كل شيء، وانا مغتربة وما عندي حدا من اهلي، في مرات لما اجي اقرب منه بيتحجج انه تعبان او انه مريض، اكثر من مرة لما اقرب منه يبعد.
صار عندي نفور منه وصرت اكرهه، صار ما يجامعني لأشهر بس كل يوم يشوف أفلام إباحية، واذا ما قبلت اشوف معه بيصير يحرمني من كل شيئ، مع العلم انا عمري ٢٢ سنة والنساء لما بتشوفي بتتغزل فيني، سألته هل في سبب مني قال لا انا مريض، ومرات يقول انت مع الحمل صار عندك سمار وكل يوم يسأل عن صديقتي ما يمر يوم من دون ما يسأل عنها.
مرة قال لي تعي نشوف فيلم إباحي قلت له من شوي شفت وانا عم كذب قلت بركي بحس لما قلتله هيك تغيرت ملامحه وتاني يوم جامعني بس رجع لعادته والله اني تعبت نفسيا انه ليش انا عم يصير معي هيك.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك ابنتي في موقعك الشبكة الإلكترونية للاستشارات، وبعد:
أوجعت قلبي يا بنيتي، فأنت تعيشين في قلب الجحيم مع هذا الرجل مدمن الإباحية الذي لا يكتفي بما ارتكبه من إثم، وإنما يحاول إجبارك على مشاركته الحياة في هذا المستنقع العطن.
يا ابنتي، أريدك أن تعرفي أن ما أصابه من ضعف يكاد يقترب من العجز هو بسبب إدمانه على هذه المشاهدات القذرة وما فيها من خيال مريض، فلقد حفزت هذه المشاهدات مسارات عصبية في المخ تشبه مسارات الإدمان للمخدرات الحقيقية، وأصبح غير قادر على الاستجابة للمثيرات الطبيعية، كأن تقتربي منه مثلا فهذا لم يعد كافيًا بالنسبة له، فلقد اعتاد الدماغ حتى يستشعر بالرغبة أن يرى هذه المشاهد المقززة، وبالتدريج أصبحت هناك حاجة للمزيد منها كمًّا والأسوأ كيفًا، وإن لم يكن هناك من سوء من هذه المشاهدة إلا انتكاس الفطرة هذا لكفى.
ذنوب متعدية
ابنتي الغالية، لو كنت كتبت تقولين إن زوجك أدمن مشاهدة هذه الإباحيات لربما قلت لك إن هذا مما عمت به البلوى، وإن عليك أن تساعديه بكذا وكذا، لكنه يصر على مشاركتك ذنوبه، بل هو يصر على إجبارك على ذلك، وهذه فتنة عظيمة أنت تتعرضين لها..
إنه يمارس عليك ضغوضًا نفسية هائلة وضغوطًا مادية عنيفة وأنت في غربة وفي عمر صغير وحامل، وهذا كله من قلة مروءته ووهن أخلاقه، وللأسف الشديد نجح في جعلك تستجيبين له عدة مرات.. تتهربين أحيانًا ثم تستجيبين وتقعين في إثم المشاهدة، وأخشى ما أخشاه أن تنتكس فطرتك أنت بمرور الوقت وتقل مقاومتك حتى تتلاشى ثم تتحولي من امرأة سوية لامرأة مشوهة ذات رغبات منحرفة.
قولي لا
ابنتي الكريمة، أعلم أنه يمارس عليك ضغوطًا لا تطاق ويستغل وجودك في الغربة وظروف حملك، ولكن هذا كله ليس مبررًا لك كي تخضعي له.. أنت تتعرضين لابتلاء صعب لكنه لن يكون أشد بلاء من امرأة فرعون التي ضربها الله مثلاً للمؤمنين جميعًا ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾.
وأنت بحاجة أن تقتربي من الله عز وجل وتسأليه بقلب خاشع أن يغفر لك ما تم إجبارك على مشاهدته، وتسأليه أن ينجيك من هذا الابتلاء، وأن يفرغ عليك صبرًا ويثبت أقدامك، فإذا ما طلب زوجك طلبه القبيح قلت له "لا" وأنت تستشعرين قوة الإيمان ومعية الله عز وجل، وأنت تثقين أن الله سينجيك فقط اصبري وتحملي.. سيضغط عليك ويحرمك من أمور أنت بحاجة إليها، اصبري وتحملي حتى تعودي لبلدك ووقتها يمكنك وضع النقاط على الحروف.
لست أدري هل بإمكانك اللجوء لسفارة بلدك أم لا تستطيعين؟ هل يمكنك اللجوء لمنظمات حماية حقوق النساء المعنفات أم لا؟ وأخشى أن تهدديه باللجوء لمثل هذه الطرق فتزداد الإساءة؛ لذلك أرى أنه من الأسلم أن تصري على موقفك الرافض حتى تعودي في أقرب وقت لعائلتك، وليكن بسبب الولادة وحاجتك أن تكوني بجوار والدتك.
مراحل المواجهة
بمجرد وصولك لأرض الوطن سوف تنتقلين خطوة أخرى في مواجهة هذا الغي الذي يعيشه زوجك، وهذه هي مراحل المواجهة المقترحة:
أ. الخطوة الأولى: أن تعظيه برفق، عسى الله سبحانه وتعالى أن يرزقه توبة نصوحًا، وتقولي إنك تخشين عليه من عذاب الله سبحانه وتعالى، وإن الإصرار على الذنوب يحولها لكبائر وتفتح الطريق لكبائر أخرى. وفي هذه الخطوة أيضًا خوفيه من عذاب الله ومن النعم التي قد يُحرم منها إذا هو أصر على ما يقوم به، فإن شعرت منه ببعض التجاوب الصادق فلا بد من مراجعة معالج نفسي متخصص في الإدمان حتى يدعمه في رحلة التشافي.
ب. الخطوة الثانية: إن سخر منك ومما تقولينه وأصر أن كل الرجال مثله وأنك تبالغين وتخربين حياتك ومثل هذه الأمور، فهدديه أنك مضطرة لكشف أمره أمام عائلته وعائلتك، فقد يرتدع بعض الشيء إن شعر أن الفضيحة تهدده، وقد يحاول خداعك حتى ينفرد بك في الغربة، فاحذري وارفضي السفر معه حتى يطمئن قلبك، ولن يطمئن قلبك إلا بعد خضوعه لعلاج نفسي والاطمئنان من الطبيب، وإن هاجمك هو وكذّبك أمام عائلتك وضغط عليك لتعودي معه (ثم يعود هو للمارسة ضغوطه عليك)، فلا تفعلي أيًّا كانت النتائج المترتبة على ذلك.
جـ. طلب الطلاق الرسمي، واعلمي أن هذا آخر الحلول، ونحن لا ننصح بهذا الحل أبدًا إلا في أضيق الحدود عندما يبدو أنه لا يوجد أي حل آخر وعندما يكون المقابل أن تفتني في دينك أو تخسري دينك؛ فخسارة حياتك الزوجية أقل ضررًا، وأنا أقول حياتك الزوجية على سبيل المجاز، فأنت تعيشين مع رجل شبه عاجز وأنت في مقتبل حياتك وشبابك وجمالك، ولا تلتفتي لما يقوله لك حتى يجعلك تشكين في نفسك وأن الحمل قد ترك آثاره عليك، فهو يحاول التشويش على ما يقوم به من سلوكيات دنيئة عن طريق أن تشعري بالذنب وأنه ربما تكونين غير كافية ونحو ذلك، فلا تلتفتي لمثل هذا الكلام.
رزقك الله الصبر الجميل وثبت أقدامك وهدى زوجك وأسعد قلبك، وتابعيني بأخبارك دائما.