يصرخ ويشتم ولا يهتم برأيي.. ماذا أفعل؟

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
  • القسم : الحياة الزوجية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 46
  • رقم الاستشارة : 2940
14/10/2025

السلام عليكم، أنا صاحبة الاستشارة بعنوان أنا وزوجي الوسواس.. الذي يضايقني من زوجي هو وقت الخلاف يقوم بالإهانة والسب بغير وجه حق مع الشتيمة وأيضًا أمام أطفالي... يمكن أن يصرخ في وجهي أمام الغريب إذا تأخرت في فعل أمر ما...

حدثت مشكلة تخص طفلي ولا يريد رأيي أن أطرحه.. أخاف أن أطرحه فيصير جوابه المعتاد أن يفعل عكس ما قولته.. الآن أنا لا أرغب في العيش معه ولا أريد النظر في وجهه، وإن بقيت فسيكون من أجل أطفالي ولكن ليبقي هو بعيدا عني.

الإجابة 14/10/2025

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك ابنتي الكريمة في موقعك البوابة الإلكترونية للاستشارات.

 

أكاد أُجزم أنك كتبت سطور هذه الرسالة وأنت واقعة تحت ضغط نفسي وفي ظلال مشكلة حدثت وتعيشين مشاعرها؛ لذلك فلهجتك فيها حادة مليئة بالاتهام لزوجك ومترعة بمشاعر الغضب منه، بينما رسالتك الأولى كنت تناقشين مشاعر عدم الرضا التي تجتاحك وتصفينه بأنه يحبك وأنه صبر على كثير من الأخطاء التي ارتكبتها أنت، وعلينا أن نضع الرسالتين معًا حتى تتضح الصورة تمامًا.. وعليك أنت أيضًا وضع جزئي الصورة أمام عينيك وأنت تفكرين في المشكلة وتبحثين عن حل لها.

 

الحب والإهانة

 

قلت في رسالتك السابقة إن زوجك يحبك، كتبت هذا بيقين لا يقبل الشك، ولكن في رسالتك اليوم تكتبين عن تغير طباعه وقت الخلاف وأنه يهينك ويسبك وقد يقوم بذلك أمام الأطفال وقد يصرخ في وجهك أمام الغرباء، وهذه كلها سلوكيات مرفوضة بالتأكيد، ومهما كان الخلاف فالعنف اللفظي مرفوض.. السب والإهانة والشتيمة والصراخ أمور تفسد الحب بين الزوجين وتفقد الزواج معاني المودة والرحمة.

 

الزوج الذي يستخدم العنف اللفظي بيكون لديه "نموذج متعلم"، بمعنى أنه نشأ في بيئة تستخدم العنف اللفظي كآلية لحل الخلاف أو التعبير عن الغضب خاصة داخل الأسرة.. هو يحبك فعلاً لأن شعورك لا يكذب، لكن وقت الخلاف ينسحب لتطبيق النموذج المتعلم الذي نشأ عليه وأصبح جزءًا من شخصيته.

 

أنا مقدرة لشعورك بالحزن والضيق ومتفهمة تمامًا شعورك أنك لا تريدين الحياة معه، لأنك تشعرين أنك مهانة، وأن رأيك غير مقدر، وأنك إن بقيت معه فمن أجل الأطفال لا غير، لكن يا ابنتي هذا ليس حلاً، والقرارات الخطيرة المصيرية لا يمكن اتخاذها ونحن في نوبة غضب.

 

ما العمل؟

 

ابنتي الغالية، الحياة الزوجية هي ميثاق غليظ لا يمكن الاستهانة به والتعامل معه بمزاجية، خاصة وأنت تدركين أن لديك بعض المشكلات النفسية المرتبطة بالقلق ولديك مخاوف وتعانين من الاجترار النفسي، لذلك لا يصح أن تتخذي قرارًا مصيريًّا وأنت في حالة غضب.. قومي في هذه اللحظة توضئي واقرئي سورة البقرة في جلسة واحدة ثم أعيدي التفكير في الأمر.

 

واعلمي يا ابنتي أن الإهانة اللفظية أمر مرفوض ولا يمكن القبول بها أبدًا، ولا أدعوك أبدًا إلى تمريرها، لكن لا أريد إصلاح الخطأ بخطأ أكبر منه ألا وهو الطلاق أو حتى الانفصال داخل نفس البيت من أجل الأطفال (وبالمناسبة هو حل غير واقعي).

 

زوجك يحبك ويصبر عليك كثيرًا باعترافك في الرسالة السابقة، أي أنه ليس رجلاً مليئًا بالعيوب تمامًا كما تبدو عليه رسالتك الحالية.. والحقيقة أنه لا يوجد رجل بلا عيوب كما لا توجد امرأة بلا عيوب ولا توجد حياة زوجية دون خلافات، لكن علينا أن نتقن فن إدارة الخلافات، وقريبًا سوف ينزل على موقعنا البوابة الإلكترونية للاستشارات دورة مسجلة بعنوان فن إدارة الخلافات الزوجية بها تدريبات عملية تفيدك إن شاء الله، أرجو أن تتابعيها وليته يتابعها معك فالدورة موجهة للزوجين معًا.

 

الآن أقترح عليك الآتي:

 

* تقليل الخلافات لأقصى حد ممكن وأنت تقولين أن زوجك شخص صبور أي أنه يتحمل كثيرًا حتى يصل لمرحلة الانفجار هذه، وبما أن الوقاية خير من العلاج فحاولي تجنب الأمور التي تثير غضبه قدر استطاعتك حتى لا يتحول معك على هذا النحو المحزن.

 

* وقت الخلاف إذا أهانك فلا تردي الإهانة حتى لا يزداد الموقف تعقيدًا.. ضعي نفسك في فقاعة نفسية، شتتي نفسك عما يقول.. يمكنك أن تستغفري أو تصلي على النبي أو تتنفسي بهدوء وتشغلي عقلك بحركة الشهيق والزفير.

 

* عندما تمر موجة الخلاف الحالي وتهدئين ويهدأ هو الآخر لا بد لكما من حوار صريح في المشكلة الأخيرة تحديدًا دون فتح الصندوق الأسود لكل الخلافات القديمة.

 

* استعيني بالله وصلي ركتين وتوجهي لله بالدعاء أن يؤلف بين قلبك وقلب زوجك، وتوكلي على الله الذي يسمع ويرى كل ما تقومين به من أجل إصلاح حياتك الزوجية.

 

* ابدئي حديثك لزوجك بتقديرك له وذكر مميزاته الكثيرة التي لا تغمطينها ولا تكوني ممن قال فيهن ﷺ: (لو أحْسَنْتَ إلى إحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شيئًا، قالَتْ: ما رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ).

 

* ثم انتقلي لحديث محدد.. مشكلة واحدة.. مثلاً أنت ذكرت أنه لا يهتم برأيك وقد يقوم بتنفيذ عكس ما تريدين وهو مزيج من الاستبداد والعناد وذكرت العنف اللفظي والإهانة على الملأ.. هنا سنختار مشكلة واحدة وهي العنف اللفظي؛ لأنها هي ما تكسر قلبك وتجعلك تفكرين في الطلاق بشكل أساسي.

 

* تحدثي عن مشاعرك عندما تسمعين هذا الكلام وكيف أنه يهدم حبه في قلبك بهذه الطريقة.. تحدثي بهدوء وانظري لعينيه وقومي بتقرير حقيقة أنه لا توجد حياة زوجية دون خلاف، لكن نحن بحاجة لطريقة ندير بها هذا الخلاف بعيدًا عن السب والشتم والصراخ والإهانة التي تجعل الحياة الزوجية مسممة وتجعلك تفكرين جديًّا في الانفصال، ولولا أنه رجل فيه الكثير من الصفات الطيبة ولولا الحب الذي جمع بينكما لكنت فكرت في الانفصال.. تهديد مبطن يقال بطريقة مليئة بالذكاء العاطفي قد تجعله يفكر جديًّا في تغيير أسلوبه..

 

قد يقول لك إن صراخه كان رد فعل لخطأ أنت قمت به، قولي له إن الخطأ وارد على الرغم من أنك ستسعين جاهدة لتجنبه، لكن رد الفعل هذا غير مقبول بالنسبة لك تمامًا، وأن عليه أن يختار أسلوبًا آخر لرد الفعل أو أسلوبًا آخر للتعبير عن الغضب غير الإهانة، وأن الإهانة تكون مضاعفة عندما تتم أمام الأطفال أو الغرباء فهي تشبه كسرًا مضاعفًا لقلبك وروحك.

 

* من الوارد أن يخطئ مرة أخرى، فكما قلت لك ما يقوم به هو نموذج متعلم يمثل جزءًا من هويته، ما يهمنا بالأساس أن المنحنى يكون في هبوط كمًّا وكيفًا، وإلا فعليه أن يقوم بزيارة استشاري زواج أو حتى معالج نفسي لإعادة تدريبه على إدارة الخلاف دون الوقوع في نوبة غضب حادة تجعله يقدم على الإهانة، أو اقترحي عليه أن يكتب لنا فقد نساعده في التدريب على تعلم نموذج آخر لإدارة الخلاف.

 

* من الأمور المهمة التي ينبغي مناقشتها معه إزالة الضرر النفسي الذي لحق بالأطفال جراء رؤيتهم لوالدتهم في وضع إهانة وما يمثله ذلك من تهديد لسلامهم النفسي، ويمكنك الكتابة للمستشارة التربوية بالموقع وتقولين لها إنك ستجعلين زوجك يقرأ الرد، وعندما يقرأ الرد سيشترك معك في أنشطة للحفاظ على السلام النفسي للأطفال فيرى بعينيه ثمار ما زرعه فيعمل ذلك على إطفاء السلوك الخاطئ الذي يقوم به في نوبات الغضب.. أسعد الله قلبك وأصلح زوجك، ولا تترددي أبدًا في المتابعة معنا، فكلنا آذان صاغية وقلوب متفهمة لك.

 

روابط ذات صلة:

أنا وزوجي والوسواس

زوجي الطبيب يضربني

6 طرق نبوية لحل الخلافات الزوجية

الرابط المختصر :