منعني من التعليم وخانني .. ماذا أفعل؟

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
  • القسم : الحياة الزوجية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 49
  • رقم الاستشارة : 2918
11/10/2025

زوجي حرمني من الدراسة وسجنني في البيت عشر سنوات، عمري 31 سنة، وزوجي عمره 41 سنة، مدة زواجنا عشر سنوات، تزوجني في العام الذي حصلت فيه على شهادة البكالوريا، وكان قد وعدني بأن أُكمل دراستي في الجامعة، لكن المفاجأة الأولى أنه لم يفِ بوعده، ولم يسمح لي بأن أُكمل دراستي، فبقيت في البيت مع أهله من البنات وزوجة أخيه.

أنتم تعرفون كمية التوتر بين النساء، وما يرافقه من غيرة ونميمة في السنوات السبع الأولى من زواجنا، عشت مختلف المشاكل مع أهله، فقررت الصعود إلى بيتي الجاهز فوق بيتهم، لكنه كان فارغًا من الأثاث، قلت لنفسي: "المهم راحة البال"، لكنهم لم يتركوني وشأني، وكنت محبوسة لا يُسمح لي بممارسة أي شيء، ولا حتى الخروج من البيت إلا مع أمه أو أخته، وكنت ساكتة على كل ذلك.

في العام الثامن من زواجنا، بدأت أكتشف خيانات على هاتف زوجي الشخصي، وكل عام كانت صدمة جديدة، أصبحت عصبية وغير راضية عن حياتي، ووصلتُ إلى درجة أني رفعت يدي عليه، والله تعبت نفسيًا، خاصة أن طبيعة عمله تجعله يختلط بنساء من مختلف الأشكال، حاولت أن أحفظ القرآن لأنساه، لكني لم أستطع.

وفي الأيام الأخيرة قلت له كلمة خرجت مني بدون قصد، قلت له "وجه الشر"، فزاد الأمر سوءًا، وأصبح لا يأكل معي ولا يكلمني، وأنا الآن أعيش طول الوقت وحيدة، هذه مشكلتي، أرجو أن تنصحوني، من فضلكم.

الإجابة 11/10/2025

ابنتي الكريمة، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك في موقعك البوابة الإلكترونية للاستشارات.

 

تعلمين -يا غاليتي- أن الحياة لا تخلو من الابتلاءات وأن العلاقة الزوجية لا تخلو من بعض الخلافات، ووقت الخلاف لا نرى إلا المساوئ والعيوب لأنها تتضخم وتملأ المشهد بكامله بينما تتضاءل المميزات والأوقات اللطيفة حت تكاد تختفي من الصورة، هذه نقطة أرجو أن تضعيها في اعتبارك، وفي ضوئها تحاولين أن تقرئي واقعك قراءة متأنية، فهل كانت كل هذه السنوات العشر بائسة حقًّا؟ ألم يتخللها أي مساحة من السكينة والسعادة؟

 

النقطة الثانية هي أن الإنسان غالبًا يحب أن يعيش في دور الضحية التي لا تتحمل أي ذنب بينما يجعل من الآخرين جميعًا جناة بدرجة أو أخرى.. أخطأ زوجك ولا شك برفضه لاستكمال دراستك الجامعية بعد أن وعدك بذلك لكن ألم تخطئي أنت أيضًا بصمتك على حق هو لك ووعد أتممت الزواج بناء عليه؟ فهل صادف رفضه هوى داخلي عندك أن تستريحي من عناء البحث والتعلم؟ وإن لم يكن فما هي الخطوات التي فعلتها وقتها للوقوف في وجه هذا الظلم وللمطالبة بحقك؟

 

والآن وفي هذه اللحظة التي تكتبين فيها رسالتك هل ترغبين حقًّا وبمنتهى الجدية أن تستكملي دراستك؟ أم أن كتابتك لهذه النقطة خدعة من عقلك الباطن حتى تزيدي من قتامة الصورة؟

 

تحديد المشكلة

 

والآن يا ابنتي دعينا نكون محددين أنت ذكرت في رسالتك نحوًا من 6 مشكلات:

 

1. رفض زوجك لاستكمال تعليمك الجامعي بعد أن وعدك أن تكمليه.

 

2. مشكلات الحياة في بيت العائلة مع أمه وأخواته وزوجة أخيه.

 

3. استقلالك في المعيشة وشعورك على الرغم من ذلك أنك محبوسة ووحيدة لا تخرجين من البيت إلا مع أمه أو أخته.

 

4. خيانات الزوج التي اكتشفتها على هاتفه الشخصي ومشاعر الغيرة التي تنتابك بسبب عمله المختلط.

 

5. الشعور بالعصبية المتزايدة وعدم الرضا عن حياتك في اللحظة الراهنة.

 

6. تصاعد الخلاف مع زوجك حد رفع يدك عليه وشتمه ومن ثم مقاطعته لك وتكريس شعورك بالوحدة.

 

ابنتي الحبيبة، دعينا نركز على الآن على اللحظة الراهنة.. هذه اللحظة مرتبطة بالثلاث مشكلات الأخيرة (اكتشافك لخيانة زوجك - شعورك بعدم الرضا والعصبية - الشجار الأخيرة وما تبعه من صمت عقابي) والثلاث مشكلات مترابطة على نحو كبير.

 

أفكار للحل

 

ابنتي الغالية، أناشدك أن تقومي وتتوضئي وتصلي ركعتين تحسنين فيهما القيام والركوع والسجود وأن تتوجهي لله بالدعاء أن يصلح حياتك ويؤلف بين قلبك وقلب زوجك وأن يسعد قلبك وأن يجنبك كيد الشيطان الرجيم.. اجلسي بعدها استغفري كثيرًا وصلي على النبي كثيرًا حتى تشعري بحالة من الهدوء والأنس بالله.. هذا الهدوء النفسي هو الطريق الممهد الذي سيساعدك على الحل.

 

لقد أخطأ زوجك ولا شك خطأ كبيرًا بتلك الأحاديث التي وجدتها على هاتفه.. كثرة اختلاطه بالنساء وجو النكد والمشاحنات الذي يعيشه في البيت لا يبرر سوء سلوكه ولكن قد يمنحنا تفسيرًا ما.. أنت أخطأت بتفتيشك للهاتف فهو من التجسس المحرم وأعقب ذلك حالة من الحزن العميق الذي انتابك، لكن كان عليك أن تواجهيه وتتحدثي إليه بما رأيت لا أن تكبتي ذلك في نفسك ثم تنفجري على هذا النحو الذي حدث.

 

الحوار يا ابنتي هو حصان طراودة الذي يحل الخلافات الزوجية.. كان عليك أن تتكلمي.. أن تعترضي لكنك لم تفعلي وقمت بشتمه ورفع يدك عليه وأضعت حقك وأصبحت أنت المذنبة الملامة التي يقاطعها زوجها لسوء سلوكها معه.

 

لماذا أقول لك هذا الكلام؟ كي لا ترتدي ثوب الضحية المظلومة والذي يجعل كل الأبواب مغلقة أمامك وحتى لا تتكرر هذه المشكلة معك مرة أخرى.

 

والآن ماذا تفعلين؟

 

* استعيني بالله وادعيه أن ييسر أمرك ثم اعتذري منه.. مطلوب منك اعتذار صريح عن كلمتك القاسية وعن رفع يدك عليه.. قد لا يتجاوب مع اعتذارك .. قومي بتكراره على فترات قصيرة بطرق متنوعة.. المسي كتفه مرة قبل أن تكلميه.. اصنعي له كوب شاي في مرة أخرى.. قولي له لقد كنت منهكة نفسيًّا في مرة ثالثة، وهكذا حتى تصل له رسالة الاعتذار كاملة.

 

* مطلوب حوار هادئ وصريح تشرحين فيه كل ما يضايقك بالنسبة لنقطة محددة، فإذا كنت ستتحدثين إليه عن الكلام المسيء الذي وجدته على الهاتف، فلا معنى لفتح حوار دراستك الجامعية التي منعك عنها من 10 سنوات.

 

* افهمي منه كيف حدث هذا وما الذي سوف يفعله حتى لا يتكرر ثانية.

 

* لا تنشغلي بهاتفه مرة أخرى وثقي بنفسك.

 

* عليك وضع خطة للتطوير الذاتي فهي ما ستمنحك الثقة بنفسك وتشغل حياتك وتمنعك من التفكير السلبي.. كنت قد انتويت حفظ القرآن الكريم فما الذي أوقفك؟

 

يا ابنتي، الشبكة العنكبوتية مليئة بالعلم النافع.. كتب ودورات تدريبية وورش عمل تفاعلية دون أن تخرجي خطوة واحدة خارج البيت، فما الذي يمنعك عن الانتفاع بهذا العلم وصقل شخصيتك وقد يصل بك التطور أن تجدي عملاً يدر عليك الدخل المناسب وأنت داخل البيت.

 

لا يعني هذا أن أطالبك أن تكوني محبوسة في البيت، ففي جلسة حوار أخرى يمكنك فتح هذا الملف، ويمكنكم أن تجدوا وقتًا مناسبًا للخروج معًا في نزهة قصيرة تجددون فيها حياتكم الزوجية بعد عشر سنوات.. أسعد الله قلبك يا ابنتي وألّف بين قلبك وقلب زوجك، وتابعيني بأخبارك دائمًا.

 

روابط ذات صلة:

بعد الخيانة.. كيف أستعيد الثقة؟

زوجي خانني وأهانني.. فهل أبقى أم أرحل؟

الرابط المختصر :