الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : الحياة الزوجية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
59 - رقم الاستشارة : 2973
15/10/2025
أنا متزوج من 10 سنوات وللأسف لم اعش أي لحظات فيها حب او انتماء لزوجتي بالرغم من ان لدي 3 أطفال من سنوات زواجي الأولى حاولت ان اشرح لها أهمية علاقة الحب والمودة ومحاولة العطاء وتقديم علامات تدل على الحب فيما بيننا ولكن ومع تقدم الأيام تبين بأنها لا تعرف شيء عن الحب هي وكامل اسرتها حتى الهدايا التي كنت أرسلها لها طلبت مني ايقافها كونها نوع من الكذب بالرغم من اني كنت اعطيها من دافع الحب ورغبة في العطاء المتبادل.
مرت الأيام واهتمامها بي معدوم ويزداد في الانعدام حتى بالسؤال عن الحال عند المرض مضت الأيام ومات الشغف والحب ومنذ ما يقارب الـ6 سنوات صارت الحياة تمضي مملة رتيبة روتينية والمنزل فيه طاقة سلبية وأجواء كئيبة حتى العلاقة الحميمة صارت تمضي عشرات الأيام من دون إقامة أو اتصال جسدي حتى وقت النوم كل واحد عاطي الثاني ظهره أو يحاول عدم ملامسة الآخر.
صرنا نخجل من بعض للأسف في منزل واحد جسدياً لكن عقلياً كل واحد منا يبحث عن مصالحة ويدبر أموره والشيء المشترك هو تربية الأطفال فقط انا أصبحت اعاني نفسياً يوميا ولا استطيع أن أطلق أولاً لاجل الأطفال وثانياً لعدم وجود سبب ممكن يقنع الطرفين وأكون أشبه بشخص غير مسؤول تعبت.
أخي الكريم، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك في موقعك البوابة الإلكترونية.. أحزنتني رسالتك بشدة فأن تمر السنة وراء السنة ولا يجمعك وزوجتك إلا الملل والفتور والالتزامات والواجبات والمصالح لهو أمر مؤسف حقًّا.. لا توجد بينكما مشكلة ملموسة ولا توجد عقبات تمنع عنكم السعادة والسكينة، وعلى الرغم من ذلك فحياتك مشبعة بالكآبة والطاقة السلبية.. غريبان ينامان في فراش واحد يخشى كل منهما أن يلمس الآخر عن طريق الخطأ.
محاولات ناقصة
أخي الفاضل، تقول إنك حاولت عدة محاولات في سنوات زواجك الأولى أن تتفادى مشكلة الفتور.. تقول إنك شرحت لها أهمية علاقة الحب والمودة، ولست أدري ماذا تعني بشرحت ذلك؟ فهل كنت تقدم لها محاضرات نظرية عن أهمية الحب في الزواج؟ وماذا تعني بقولك بـ (محاولة العطاء وتقديم علامات تدل على الحب فيما بيننا).
ما هي هذه العلامات؟ هل تقصد الهدايا مثلا؟ التي رفضتها وقالت عنها مزيفة وشعرت أنها أكاذيب وليست حقيقة وليست صادقة، فلماذا في رأيك قالت هذا؟ وما الذي تعنيه بالعطاء المتبادل؟ هل يعني هذا الهدايا المتبادلة؟ وما علاقة أسرتها بمسألة العطاء المتبادل هذه؟! ومذا تقصد بالمصالح وتدبير الأمور؟ هل تقصد الأمور المالية؟
بمعنى شديد الوضوح هل زوجتك امرأة عاملة أو من عائلة ميسورة وأنت تشعر أن لغة الحب المرتبطة بالهدايا والمشاركة المالية هي الأقرب لقلبك لكنها لم تستسغ هذا الأسلوب؟ شعرت أنه فيه صورة من الطمع مثلا أو على الأقل يمزج بين العواطف والأمور المادية؟
على أي حال لقد يئست أنت سريعًا وتوقفت عن المحاولة ولم تحاول البحث عن لغة أخرى من لغات الحب، والنتيجة أصبحت هذه الأجواء الكئيبة التي تخنقك وتشعرك بالتعاسة.
بذور الأمل
أخي الكريم، لقد مرت عليك ست سنوات عجاف أصبحت حياتك الزوجية فيها قاحلة واستوطن الفتور تفاصيلها ووصلت لمرحلة تعاني فيها من الاحتراق النفسي في هذا الزواج، وفي الوقت ذاته أنت غير قادر على إنهائه، وغالبًا هذا هو شعور زوجتك أيضًا، لكن بما أنك أنت من بادرت بالكتابة إلينا فسيكون الحديث موجهًا إليك أنت.. فأنت من عليه بذل الجهد الأكبر لاستصلاح هذه التربة القاحلة وأنت من سيبادر لذلك.
ولا تنس أنك الرجل يعني القوامة لك بما فيها من معاني المبادرة والمسئولية، لذلك أنت بحاجة لعملية شحن نفسي قوي حتى تستطيع تحمل مسئوليتك بالمبادرة ولا أفضل من الصلاة الخاشعة وطلب العون من الله أن ييسر أمرك ويصلح زواجك.. تصدق بنية التيسير.. تتحرى الدعاء في أوقات الاستجابة.. أكثر من الصلاة على النبي.. أكثر من الاستغفار، هذه هي أهم الأمور التي لو قمت بها بإخلاص وتدبر ستمنحك آفاقا نفسية واسعة وسترفع من قدرك على التحمل وستخفف عنك كثيرًا من مشاعر القنوط والإحباط التي تعاني منها.
سبعة مفاتيح
أخي الكريم، ستتجنب ما قمت به سابقًا ولم يُجد نفعًا، فلا الكلام المباشر يصلح ولا الهدايا اسلوب مجد مع زوجتك، علينا إذن أن نجرب لغات أخرى، وسأمنحك سبعة مفاتيح صغيرة حاول أن تجربها بالتدريج، فابدأ بالمفتاح الأول ثم الأول والثاني ثم الأول والثاني والثالث، أضف مفتاحًا جديدًا كل شهر، المهم الصبر والاستمرارية.
* أول مفتاح وهو مستمر معنا هو مفتاح التحية والبسمة الهادئة مع التواصل البصري.. عندما تستيقظ وأنت ذاهب للعمل وأنت عائد منه.. عندما تذهب للنوم.. بالتأكيد سوف ترد تحيتك حتى لو لم تنظر تجاهك وحتى لو لم ترافقها ابتسامة مشعة.. فقط اصبر واجعل ذلك من روتين يومك.
* ثاني مفتاح هو تقديم الخدمات: المشتروات.. تدريس الأولاد .. إصلاح جهاز كهربائي أو الاستعانة بعامل لإصلاح أي عطل في المنزل.. يمكنك كل أسبوع أن تبحث عن مهمة وتقوم بها، ويمكنك في نهاية الشهر أن تسألها مباشرة إذا كانت تحتاج شيئًا أو إذا كان البيت يحتاج لشيء.
* ثالث مفتاح هو منحها بعض الراحة وبعض المتعة.. اشترِ طعامًا جاهزًا مثلا في نهاية الأسبوع.. هاتفها وقل لها لا تعدي الطعام وأنك ستشتري الطعام الجاهز معك.. اشترِ الحلوى والشيكولاتة.. رتب لرحلة قصيرة وشاركها الرأي دون الإشارة لجو الملل والفتور.. تحدث بشكل طبيعي جدًّا أنكم بحاجة لنزهة والأولاد أيضًا ما رأيك في كذا أو كذا ودعها تختار.
* رابع مفتاح هو قضاء الوقت بصحبتها.. أحضر بعض التسالي واطلب منها أن تشاركك الجلسة أمام التلفاز، وإذا كانت تنام مبكرًا راعِ ذلك، ويفضل أن يكون ذلك في عطلة نهاية الأسبوع.. يمكنك أن تسألها بعض الأسئلة حتى تفتح معها مجالات للحديث.. اختر موضوعًا تعتقد أنه يستهويها الحديث عنه وتحدث فيه حتى تمنحها شيئًا من الانطلاقة والعفوية في الحديث.
* المفتاح الخامس هو مفتاح التلامس، ولا أقصد العلاقة الزوجية فقط وإنما أن تجلس قريبًا منها.. أن تضع يدك على كتفها.. أن تقبلها قبلة خفيفة عند العودة من العمل.. أن تمازحها بالضرب على كفها فنحن نريد تذويبًا للجليد الذي يسد قنوات التواصل.. لا تمنحها ظهرك عند النوم.. جرب أن تحتضنها حتى لو هي من أعطتك ظهرها وقل لها تصبحين على خير.. جرب أن تدلك لها كتفيها في صمت.. اقترب منها بالتدريج وفي الوقت المناسب أشعرها أنها مرغوبة منك بشكل أكثر حسية ولا تسمح لفترات التباعد أن تطول هكذا.. فالتباعد الحسي من أكثر الأمور التي تصيب العلاقة الزوجية بالفتور.
* المفتاح السادس هو مفتاح الإطراء والشكر.. ما أشهى هذا الحساء تسلم يدك!.. تبدين مشرقة اليوم.. هذا اللون يليق عليك كثيرًا.. الجلسة معك تريح الأعصاب.
* المفتاح السابع الاندماج مع الأولاد اشتركوا جميعا في لعبة في مزاح في سباق.. اصنع بوجودك جوًا من البهجة في البيت واضحك من قلبك واندمج بصورة حقيقة.
أخي الكريم، جرب هذه المفاتيح السبعة بإصرار وهدوء ودون نقد أو ضجر بل بإخلاص شديد جدًّا وتابعنا بالنتائج.. أسعد الله قلبك ويسر أمرك وأصلح زواجك.
روابط ذات صلة:
وردة الزواج الذابلة.. كيف تحييها الزوجة؟
زوجي قليل الحيلة.. خطوات لاستعادة الوهج
كيف أُعيد الرومانسية إلى حياتي الزوجية؟
«الخرس الزوجي».. سرطان صامت يفترس الأسرة