الإستشارة - المستشار : د. أميمة السيد
- القسم : الشباب
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
20 - رقم الاستشارة : 2761
22/09/2025
السلام عليكم، أنا شاب أحب ابنة عمي منذ الصغر، ونفكر بالزواج، لكن العائلة كلها رافضة بسبب شيوع مرض ضمور العضلات والأعصاب بين الأقارب، وتحذير الأطباء من احتمالية انتقاله للأبناء. أنا حائر بين التمسك بحبي لها وبين مسؤوليتي تجاه مستقبل الأسرة، فما الحل؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
ابني الكريم، ما تمرّ به يجمع بين عاطفة صادقة ومسؤولية عظيمة. الحب وحده لا يكفي لبناء زواج ناجح، بل لا بد أن يقترن بـ التبصّر والمسؤولية.
ووجود مرض وراثي شائع في العائلة مثل ضمور العضلات والأعصاب يجعل من الحكمة التوقف عند رأي الأطباء والمتخصصين؛ فقد أمرنا الله بالتداوي والأخذ بالأسباب، فقال سبحانه: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾.
خطوات مهمة
وأنصحك بالخطوات التالية:
1- إجراء فحوصات وراثية دقيقة قبل أي قرار، فهذا يعكس وعيك وحرصك على المستقبل.
2- الحوار الهادئ مع أسرتك، مع إظهار أنك تُقدّر مخاوفهم ولا تستخف بها، فهذا يفتح قلوبهم للتفاهم.
3- إن أثبتت الفحوصات أن هناك خطرًا كبيرًا على الأبناء، فالانسحاب هنا يكون أمانة ورحمة بكلا الطرفين، وإن كان الخطر ضعيفًا أو يمكن التعامل معه، فالاستخارة والاستخبار والتوكل على الله هو السبيل الأول والأخير.
٤- لا تُحمّل نفسك ذنبًا فوق طاقتها، فالمسؤولية تعني اتخاذ قرار متوازن يراعي العاطفة والعقل والدين.
وأخيرًا، اعلم أن الأقدار بيد الله، وقد قال ﷺ: "احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز"، فخذ بالأسباب، ووازن بين الحب والعقل، واطمئن أن الله سيهدي قلبك لما فيه الخير.
* همسة أخيرة:
لا بد أن تدرك يا بني أن الحياة الوردية لا تدوم، وأن كل مشاعر الحب والرغبة، تقف عاجزة بل تنهار أمام نظرة إلى فلذة كبدك وهو يعاني عجز أو مرض لا تستطيع علاجه منه.
فإن أكد الأطباء أن فرصة انتقال المرض كبيرة، فلا بد أن تنسحب وأنت محتسب الأمر لله، وثق أن الله تعالى سوف يعوض كلًّا منكما عوضًا جميلاً ويراضيكما.. فمن ترك شيئا لله، أبدله الله خيرًا منه.
روابط ذات صلة:
هل أُتم زواجي من مريض ثنائي القطب؟!!
أختي من ذوي الاحتياجات الخاصة فهل تمنع زواجي؟