كيف أتعامل مع زوج عنيف في فهمه للدين؟

Consultation Image

الإستشارة 20/08/2025

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا فتاة مسلمة كنت أتمنى الزواج من رجل متدين وفاهم للدين فهمًا صحيحًا، وقد رأيت نموذجًا أمام عيني قبل زواجي توسمت فيه الخير، فارتبطت به. لكن مع مرور الوقت اكتشفت أن فهمه للدين فيه غلو وتشدد، يتصف بالعنف أحيانًا، مما أثر على نفسيتي وعلى حياتي الزوجية، وأشعر بأنه يسيء للدين وللناس. أشعر بالتحسر والحيرة، ولا أدري هل أكمل معه أم لا، وكيف أتعامل مع هذا النوع؟ أرجو نصيحة شرعية ودعوية متكاملة.

الإجابة 20/08/2025

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أختي الفاضلة، أسأل الله أن يرزقك السكينة والصبر وأن يفتح لك أبواب الخير والرضا، ومرحبا بكِ على صفحات موقعنا ومجلتنا المباركة، واسمحي لي بأن أفصّل لكِ ردي من خلال النقاط التالية:

 

أولاً: حقك في الحياة الزوجية الطيبة، قال الله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾؛ فالأصل أن الزواج حياة مشتركة قائمة على المودة والرحمة، ولا يصح أن يعيش أحد الزوجين في خوف أو قهر.

 

ثانيًا: التعامل مع الغلو والتشدد في الدين؛ فالغلو مذموم في الإسلام، قال النبي ﷺ: «إياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين» والغلو يبعد عن الرحمة واليسر، ويورث الشدة والعنف.

 

ثالثًا: خطوات عملية في التعامل مع الزوج الغالي في الدين:

 

1) الحوار الهادئ والمستمر: حاولي التحدث معه بأسلوب هادئ عن تأثير غلوه عليك وعلى الحياة الزوجية، مستندة إلى الكتاب والسنة التي تدعو إلى الرحمة والرفق.

 

2) تذكيره بسنة النبي ﷺ في الرفق: فــ «إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف».

 

3) طلب النصيحة من أهل العلم الثقات: يمكنكما مراجعة عالم دين معتدل يمكنه التوسط بينكما ويهدي الزوج إلى منهج وسط.

 

4) المحافظة على حقوقك الزوجية؛ فالزوج مسؤول عن رعايتك بحق الإسلام، وإذا كان العنف أو القسوة مفرطة، فقد يستوجب الأمر مراجعة الشرع بحكمة.

 

5) الصبر والدعاء: فالصبر مفتاح للفرج، والدعاء أصدق أمل. وتذكري قول النبي ﷺ: «عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن...».

 

6) إذا استمر الوضع على ما هو عليه وكان فيه ضرر نفسي أو جسدي شديد، فاستشيري أهل العلم، فإن الفسخ أو الطلاق مباح في الشرع لحفظ النفس والكرامة..

 

وأسأل الله -ختامًا- لك الثبات والهداية.. اللهم اجعل في قلبها السكينة، وفي حياتها البركة، وارزقها زوجًا صالحًا ذا قلب رحيم، واهدِ زوجها إلى الوسطية والاعتدال، وبارك لهما في حياتهما، واجعل هذه المحنة سببًا للتقرب إليك، آمين يا رب العالمين.

الرابط المختصر :