كيف أتجاوز رهبة السنة الأخيرة؟!!

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. أميمة السيد
  • القسم : الشباب
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 85
  • رقم الاستشارة : 3420
26/11/2025

أنا فتاة أبلغ من العمر اثنين وعشرين عامًا، وفي سنتي الأخيرة من الليسانس. طوال سنوات الدراسة كنت – ولله الحمد – متفوّقة، منظمة، واثقة في قدراتي، وكنت دائمًا أدخل الامتحانات بدون خوف مُبالغ فيه… فقط قلق طبيعي يدفعني للمذاكرة والاجتهاد.

لكن هذا العام مختلف تمامًا. أشعر برهبة غريبة ومفاجئة، وكأن حملاً ثقيلاً فوق صدري. بمجرد أن أفكر أنها سنة التخرج، وأن مستقبلي يتوقف عليها، ينتابني خوف غير مفهوم، أحيانًا أبكي دون سبب، وأحيانًا أتوقف عن المذاكرة بسبب القلق، وأشعر أن تركيزي قلّ.

أمي تقول إنها مجرد ضغوط طبيعية، لكني أشعر أن الأمر أكبر من ذلك.. كأنني لأول مرة خائفة من الفشل، رغم أني لم أفشل من قبل. أريد أن أفهم لماذا يحدث لي هذا الآن تحديدًا؟ وهل هذا طبيعي؟ وكيف يمكنني أن أستعيد ثقتي بنفسي وبقدراتي كما كنت دائمًا؟

أحتاج د.أميمة أن تطمئنيني وأن ترشديني للطريقة الصحيحة لأتعامل مع هذا الخوف قبل أن يؤثر على مستواي.

الإجابة 26/11/2025

ابنتي العزيزة،

 

اطمئني تمامًا، ما تشعرين به ليس خطأ فيك، ولا نقصًا في قدراتك، بل هو انعكاس طبيعي لمرحلة مهمة في حياتك. فالإنسان حين يقترب من نهاية مرحلة مصيرية، يتولد ما يسمى في علم النفس بـ قلق الإنجاز Performance Anxiety.

 

وهو قلق يحدث غالبًا عند المتفوقين تحديدًا؛ لأن لديهم تاريخًا من النجاح يخشون أن يخسروه.

 

إذن لماذا ظهر القلق الآن؟

 

لأن السنة الأخيرة ليست مجرد سنة دراسية.. فهي بداية عبورك إلى المستقبل، والإنسان بطبيعته يخاف التغيير. لذلك يُسمّى هذا النوع من القلق أيضًا بـ قلق الانتقال Transition Anxiety، فأنتِ لم تخافي لأن قدراتك انخفضت، بل لأن المسؤولية ارتفعت.

 

واعلمي حبيبتي أن القلق علامة وعي، وليس ضعفًا.. فالقلق الذي تشعرين به يعني أنك مدركة لأهمية المرحلة، وتهتمين بمستقبلك. والرسول ﷺ يقول: «احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز...»، وهذا الحديث يرشدنا إلى أن الحرص مطلوب، لكن دون أن يتحول إلى فزع.

 

واعلمي أيضًا أن قلق المتفوقين دائمًا أكبر من غيرهم؛ لأن المتفوق يضع سقفًا عاليًا لنفسه، ويخشى أن تخيب توقعاته. وهذا طبيعي جدًّا.

 

خطة للتعامل مع القلق

 

* وهنا سأكتب لك خطة عملية وفعالة بإذن الله، لكي تتعاملي مع هذا القلق:

 

1- تقسيم المهام الكبيرة إلى خطوات صغيرة..

 

فالدماغ يشعر بالأمان عندما يرى الطريق مقسمًا. وهذه استراتيجية تعرف بالتجزئة المعرفية Chunking Strategy.

 

2- اعتمدي جدولًا هادئًا واقعيًّا..

 

ليس جدول "الطوارئ"، بل جدولًا متوازنًا يضمّ: مذاكرة – راحة – نومًا – صلاة— وترفيهًا.

 

3- حدّثي نفسك بإنجازاتك السابقة..

 

انظري إلى تاريخك الدراسي، فأنت لم تصلي إلى آخر سنة مصادفة، بل لأنك قادرة ومؤهلة.

 

4- التنفس العميق قبل المذاكرة..

 

من أقوى أدوات تهدئة الجهاز العصبي. خمس مرات فقط تغيّر حالتك.

 

5- لا تذاكري تحت ضغط الخوف أو أي ضغط نفسي..

 

فإن شعرتِ بتوتر شديد توقفي خمس دقائق.. اشربي ماء.. حرّكي جسدك.. ثم عودي؛ حيث إن الانقطاع القصير يعيدك إلى الاتزان.

 

6- لا تنقطعي عن الدعاء واليقين..

 

قولي: «ربِّ اشرح لي صدري، ويسّر لي أمري»، فالله إذا فتح على قلب العبد انشرح فكره.

 

همسة أخيرة:

 

دائما ذكري نفسك بهذه الحقيقة: السنة الأخيرة كأي سنة دراسية، مذاكرة وامتحان وبإذن الله نجاح وتفوق.. فمثابرتك وهدوؤك هما من يصنعان المستقبل.

 

وفقك الله حبيبتي.

 

روابط ذات صلة:

مشتتة عند المذاكرة.. اتبعي نظام البومودورو!!!

رغم تفوقها المعتاد تتكاسل عن المذاكرة في الثانوية العامة!!

مهارات ومفاتيح النجاح.. كيف نستثمر التفوق العلمي دعويًّا؟

مارثون الثانوية العامة على الأبواب.. وابني لا يفتح الكتاب!!

الرابط المختصر :