الإستشارة - المستشار : د. أميمة السيد
- القسم : الشباب
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
187 - رقم الاستشارة : 2290
06/08/2025
السلام عليكم، هل الكرم مجرد سلوك.. أم هو طبعٌ ينبع من النفس؟ ولو كان طبعًا موروثًا من الأب والأم والأجداد هل لنا ثواب بفعلنا هذا؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أهلاً بك أيها السائل الكريم، وسؤالك هذا يُعبّر عن نضج فكري ووعى إيماني دقيق، أسأل الله أن يزيدك بصيرة وعلمًا.
الكرم في جوهره ليس مجرد سلوكٍ خارجي فقط، بل هو قيمة إنسانية راسخة، تُولد أحيانًا كطبعٍ وتُكتسب أحيانًا كخلقٍ متعلَّم.
فبحسب علم النفس التربوي، هناك ما يُسمى بـ "الاستعدادات الوراثية" (Genetic predispositions)، وهي ميول وصفات قد يرثها الإنسان، مثل السخاء أو حسن الخلق، لكن هذه الوراثة لا تُغني عن "التنشئة الاجتماعية" (Socialization)، التي تصقل الطبع وتحوّله إلى سلوك مستمر.
وقد أشار النبي ﷺ إلى ذلك حين قال: "إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم"، فحتى لو كان الكرم طبعًا، فإن ممارسته اختيار وقرار أخلاقي.
أما عن الثواب، فاعلم يقينًا أن الثواب متعلق بالنية والعمل، لا بمجرد الطبع. فمن وُفق لخلق حسنٍ فِطري، ثم عمل به ابتغاء وجه الله، نال الأجر كمن اجتهد لاكتسابه. قال تعالى: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾.
*همسة أخيرة:
لا تحرم نفسك من الأجر، وجدد النية دومًا، وتذكر أن القيم الفطرية إذا زُينت بنيةٍ صالحة أصبحت عبادة.
وفقك الله تعالى لكل خير، وجعل فيك من كرم الأنبياء، وفضل الأبرار.