الإستشارة - المستشار : د. رجب أبو مليح محمد
- القسم : فقهية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
92 - رقم الاستشارة : 1736
27/04/2025
هل يجوز نقل الأضحية إلى أهل غزة أو البلاد المنكوبة وما أكثرها ، والبلاد الأشد فقرا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فالأصل في الأضحية أن يذبحها المسلم بنفسه، ويذبحها في بلد إقامته ليأكل منها، ويهدي ويتصدق كما هي السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأجاز جمع من الفقهاء القدامى والمعاصرين نقلها إذا كانت هناك حاجة أو ضرورة.
ومن أشد الحاجات ما يعيشه المسلمون في غزة الآن وفي غيرها من بلاد العالم العربي والإسلامي، كما يحدث في أفريقيا، وسوريا والهند واليمن وغيرها، فإذا تمكن المسلم ووجد جهة يثق فيها ووكلها في الذبح، وذبحت عنه أضحية تامة بشروطها وضوابطها فهذا يكون أولى إن شاء الله تعالى.
يقول الدكتور وهبة الزحيلي -رحمه الله- في كتابه الفقه الإسلامي وأدلته:
يستحب لمريد التضحية أن يذبح بنفسه إن قدر عليه؛ لأنه قربة، ومباشرة القربة أفضل من تفويض إنسان آخر فيها، فإن لم يحسن الذبح فالأولى توليته مسلمًا يحسنه، ويستحب في هذه الحالة أن يشهد الأضحية؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها: يا فاطمة قومي إلى أضحيتك فاشهديها، وقد اتفقت المذاهب على هذا.
ويقول – رحمه الله في موضع آخر من الكتاب:
أما نقلها إلى بلد آخر: فقال الحنفية: يكره نقلها كالزكاة من بلد إلى بلد، إلا أن ينقلها إلى قرابته، أو إلى قوم هم أحوج إليها من أهل بلده، ولو نقل إلى غيرهم: أجزأه مع الكراهة.
ويقول المالكية: ولا يجوز نقلها إلى مسافة قصر فأكثر، إلا أن يكون أهل ذلك الموضع أشد حاجة من أهل محل الوجوب، فيجب نقل الأكثر لهم، وتفرقة الأقل على أهله.
ويقول الحنابلة والشافعية كالمالكية: يجوز نقلها لأقل من مسافة القصر، من البلد الذي فيه المال، ويحرم نقلها كالزكاة إلى مسافة القصر وتجزئه..".
ويقول الإمام النووي -رحمه الله- في المجموع:
محل التضحية موضع المضحي, سواء كان بلده أو موضعه من السفر, بخلاف الهدي, فإنه يختص بالحرم, وفي نقل الأضحية وجهان حكاهما الرافعي وغيره تخريجًا من نقل الزكاة. أ.هـ. يعني الجواز والمنع.
والله تعالى أعلى وأعلم