الإستشارة - المستشار : د. إبراهيم مهنا
- القسم : فقهية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
52 - رقم الاستشارة : 1638
22/04/2025
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أتمنى أن تكوني بخير وفي صحة جيدة. أنا امرأة تحرص على تلاوة القرآن الكريم في كل وقت، وأحاول استغلال أوقات عملي، وأوقات الفراغ بين المهام المختلفة في قراءة القرآن الكريم سواء من المصحف أو من الهاتف. وفي بعض الأحيان، أستخدم الهاتف أو الكمبيوتر لقراءة القرآن عبر التطبيقات، وهذا يتيح لي الاستمرار في التلاوة أثناء قيامي بمهام عملي.
أريد أن أسألك عن حكم قراءة القرآن من الهاتف أو السماعات أثناء ممارسة عملي؟ في بعض الأوقات أكون في مكان يتطلب مني التحدث مع المراجعين أو الموظفين، وأكون في نفس الوقت أستمع إلى القرآن من السماعات. هل هذا يعد جائزًا شرعًا؟ وهل يختلف الحكم في حالة القراءة من المصحف أو الاستماع من الهاتف أثناء العمل والتحدث مع الآخرين؟
وأيضًا، هناك أوقات أخرى أستمع فيها إلى القرآن أثناء ممارسة نشاطاتي في النادي. في النادي، قد أكون محاطةً ببعض النساء اللواتي يرتدين ملابس ضيقة، مما قد يصرف انتباهي، ولكنني أحاول الاستمرار في الاستماع للقرآن عبر السماعات. هل يجب علي أن أتجنب القراءة و المراجعة والحفظ في هذه الأماكن لأتفادى الانشغال بالمشاهدة للنساء اللواتي يرتدين ملابس غير محتشمة تصف وتشف اجسادهن حتى اشتت انتباهي عنهن ، أم يجب عليّ ترك سماع القرآن في النادي، مما سيجعلني مضطرة للاستماع إلى الأغاني والموسيقى من حولي؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هنيئا لمن تعلق قلبه بالقرآن فأهل القرآن هم أهل الله وخاصته، والاستماع إلى القرآن الكريم من أفضل القربات التي يتقرب بها العبد لربه سبحانه، والتي يتحصل منها على الأجر العظيم، والثواب الجزيل، قال تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يسمعه من غيره كما سيأتي بيانه.
وهناك آداب ينبغي أن يتحلى بها المستمع إلى القرآن الكريم منها:
* أن يستمع إلى القرآن الكريم بسكينةٍ وإنصاتٍ.
* أن يتدبر ويتفكر فيما يسمعه من آيات الذكر الحكيم.
* أن يستمع إلى القران الكريم بعيدًا عن الضوضاء؛ ليكون ذلك عونًا له على الخشوع والتدبر.
وتأملي في خشوع النبي صلى الله عليه وسلم عند استماعه للقرآن، عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأْ علَيَّ القرآنَ قلت: يا رسولَ اللهِ كيفَ أقرأُ عليك وإنما أُنزِل عليك قال: إني أشتهي أن أسمعَه من غيرِي قال: فافتتحتُ سورةَ النساءِ فقرأت عليه فلما بلغت {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} قال: نظرت إليه وعيناه تذرفانِ.
وبخصوص ما ذكرت من تساؤلات تتعلق بالاستماع إلى التلاوة أثناء العمل والحديث مع العملاء فهذا يخالف ما ذكرنا من آداب، وعليه أنصحك بالتوقف عن ذلك، خاصة أن الله تعالى أمرنا بالاستماع والإنصات إذا قرئ القرآن، وهذا يتنافى مع حالتي الاستماع أثناء العمل وأثناء ممارسة الرياضة، ويمكنك الاستعاضة عن ذلك بسماع شيء آخر كالمحاضرات والأناشيد والابتهالات ونحو ذلك.
واعلمي ان وقت العمل مخصص للعمل، فإن كان سماعك لأي شيء يلهيك عن إنجاز مهام العمل فهذا يُدخلك في المحظور، إلا أن يكون في ذلك عدم تعارض وكان يساعد الموظف على الإنجاز وليس العكس.
وفقك الله لما يحب ويرضى.