الإستشارة - المستشار : د. رجب أبو مليح محمد
- القسم : فقهية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
103 - رقم الاستشارة : 1615
15/04/2025
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا شابة مسلمة، وأحب دائمًا أتابع المشاريع الجديدة في الواقع الافتراضي (الميتافيرس)، ولفت نظري مؤخرًا وجود "منصات رقمية" تتيح للناس التجوّل داخل المسجد الحرام أو المسجد النبوي أو حتى المسجد الأقصى وكأنهم في زيارة حقيقية، باستخدام نظارات الواقع الافتراضي أو التطبيقات ثلاثية الأبعاد. بعض هذه المنصات صارت تتيح "أداء مناسك العمرة أو الحج" بشكل تفاعلي – كأنك تطوف أو تسعى أو تقف على جبل عرفات – لكن كله تمثيل رقمي فقط. وسؤالي هو: هل يجوز شرعًا "أداء" مناسك العمرة أو الحج أو زيارة المسجد الأقصى داخل الميتافيرس كنوع من التعبير الروحي والمشاركة؟ وهل يُعد ذلك من التقرب إلى الله أو من البدع؟ أعلم أنه لا يُغني عن الحج والعمرة الفعليين، لكن أحيانًا أشعر أن التجربة الرقمية تُقربني روحيًا، خاصة لمن لا يستطيع السفر حاليًا. أرجو منكم توضيح الرأي الشرعي في هذه الممارسات، وهل تؤجر عليها أم يجب الحذر منها؟ جزاكم الله كل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فلله الحكمة البالغة في تشريع العبادات، ففرض عبادات مالية خالصة كالزكاة، وعبادات بدنية خالصة كالصلاة والصيام، وعبادات مالية وبدنية كالحج، وكل ذلك لمصلحة الإنسان في الدنيا والآخرة.
ولذلك لا يجوز أداء العمرة أو الحج من خلال هذا الواقع الافتراضي مهما كانت التقنية محكمة، ولا مانع من الاستمتاع برؤية الكعبة المشرفة، أو المسجد الحرام، أو المسجد النبوي، أو المسجد الأقصى والتعرف على عمارته، أما أداء الحج والعمرة فلا بد للحاج أن ينتقل بنفسه إلى هذه الأماكن المقدسة، ليجاهد بنفسه وماله حتى يحصل على الأجر والثواب.
جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:
الحج: بفتح الحاء ويجوز كسرها، هو لغة القصد، حج إلينا فلان: أي قدم، وحجه يحجه حجا: قصده. ورجل محجوج، أي مقصود. هذا هو المشهور.
وقال جماعة من أهل اللغة: الحج: القصد لمعظم.
والحج بالكسر: الاسم. والحجة: المرة الواحدة، وهو من الشواذ؛ لأن القياس بالفتح.
والحج في اصطلاح الشرع: هو قصد موضع مخصوص (وهو البيت الحرام وعرفة) في وقت مخصوص (وهو أشهر الحج) للقيام بأعمال مخصوصة وهي الوقوف بعرفة، والطواف، والسعي عند جمهور العلماء، بشرائط مخصوصة.
والعمرة: بضم العين وسكون الميم لغة: الزيارة، وقد اعتمر إذا أدى العمرة، وأعمره: أعانه على أدائها.
واصطلاحًا: عرفها جمهور الفقهاء بأنها الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة بإحرام.
وكل هذه المعاني اللغوية والاصطلاحية الشرعية تختلف كل الاختلاف عما سألت عنه الأخت الكريمة، وبناء الأحكام الشرعية خاصة في العبادات مبني على الاتباع وليس الابتداع.
والله تعالى أعلى وأعلم