Consultation Image

الإستشارة 03/04/2025

رأيت الناس صفوفا قبيل صلاة العيد يدفعون زكاة الفطر، وحجتهم أن وقت إخراج الزكاة هو من بعد صلاة الفجر حتى صلاة العيد.. فكيف يسافيد الفقير من هذه الصدقات؟

الإجابة 03/04/2025

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:

 

فالأحكام الفقهية كلها معللة، ولا تخلو من حكمة عرفها من عرفها وجهلها من جهلها، والمقصد الأساس من تشريع زكاة الفطر هو إغناء الفقر عن السؤال يوم العيد، وعندما كان يعطي المزكي الصدقة للفقير مباشرة، وكانت حاجة الفقير محصورة في الطعام والشراب كان من الأفضل إعطاء الزكاة للفقير يوم العيد قبل صلاة العيد.

 

أما وقد تغيرت الظروف الآن، وأصبح أغلب الناس يعطون الزكاة للجمعيات التي تقوم بجمعها وتوزيعها على الفقراء، وحاجات الفقراء لم تعد محصورة في الطعام والشراب بل تعدتها لشراء الملابس وقضاء الديون، ودفع الالتزمات، فإن الأفضل للفقير والمزكي أن يأخذ برأي من يجيز إخراجها في العشر الآواخر، أو منتصف الشهر.

 

وقد اختلف الفقهاء حول وقت الوجوب اختلافًا كبيرًا، واختلافهم سعة ومرونة ورحمة؛ فقال بعضهم تجب بعد غروب شمس اليوم الأخير من رمضان، وقال بعضهم بعد فجر يوم الفطر، وأجاز بعضهم تقديمها يومًا أو يومين قبل العيد، وأجاز البعض خروجها من أول يوم في رمضان.

 

يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي –رحمه الله –:

 

والقول بجواز إخراجها من بعد نصف الشهر أيسر على الناس، وخاصة إذا كانت الدولة هي التي تتولى جمع زكاة الفطر. فقد تحتاج إلى زمن لتنظيم جبايتها وتوزيعها على المستحقين. بحيث تشرق شمس العيد وقد وصل إليهم حقهم، فيشعروا بفرحة العيد وبهجته كما يشعر سائر الناس. ومثل ذلك إذا تولت زكاة الفطر مؤسسة أو جمعية إسلامية.

 

والله تعالى أعلى وأعلم

الرابط المختصر :