الإستشارة - المستشار : د. رجب أبو مليح محمد
- القسم : فقهية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
52 - رقم الاستشارة : 1478
03/04/2025
هل يجوز لنا أن نفرح بالعيد والمسلمون في غزة والضفة يتألمون والمسلمون مستضعفون في كل مكان؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فالمسلم أخو المسلم يفرح لفرحه، ويحزن لحزنه، ويتألم لألمه، ويسعد لسعادته، ويشقى لشقائه، لكن الفرح بالعيد إذا كان لن ينسينا آلام المسلمين، ونبذل ما في الوسع والطاقة لنصرتهم فلا يتنافى هذا الفرح مع ما يعانون منه، وماذا يفعلون بحزننا إن كان حزنًا سلبيًّا لا يقدم لهم نفعًا ولا يدفع عنهم ضرًا.
بل إننا نجد أصحاب المصاب يتجلدون أمام أعدائهم، وكلما سنحت لهم الفرصة أن يظهروا الفرح والسرور -حتى لو كانت قلوبهم ممتلئة بالحزن والأسى– فعلوا ذلك وهو عون لهم على الاستمرار ونكاية في أعدائهم أنهم مهما فعلوا فلن يكسروا إرادتهم، ولن يضعفوا عزيمتهم.
ولقد تعرض المسلمون لنكبات وأحزان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه الكرام ولم يؤْثر عن أحد منهم أنه نهى عن إظهار الفرحة بالأعياد، والأصل في العادات الإباحة، والأمور بمقاصدها، والنيات تحول المباحات إلى طاعات.
والخلاصة أن الفرح هنا فرحان؛ فرح من نسي هذه القضية أو لم يذكرها بالأساس، ولم يقدم لهم شيئًا على الإطلاق، أو كاد لهم ومكر بهم، وفرح بمصابهم، وحزن بانتصارهم فهذا الفرح سيحاسب عليه بلا شك، وعليه أن يراجع إيمانه، ويسارع في التوبة قبل أن يفوت الوقت ويلتمس التوبة فلا يجدها، وفرح من تألم لألمهم، وفرح لفرحهم، وقدم ما يستطيع لنصرتهم، فهذا لا مانع من فرحه إحياءً لسنة الفرح بالتوفيق في الطاعة، ولا حرج إن كانت هذه الفرحة بهذه النية.
والله تعالى أعلى وأعلم