الإستشارة - المستشار : د. رجب أبو مليح محمد
- القسم : فقهية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
43 - رقم الاستشارة : 1438
27/03/2025
هل يمكننا الافادة من شهر رمضان في جانب الأخلاق والسلوك ، وهل تطبيق هذه الأحكام العملية يؤثر إيجابا في الأخلاق والسلوك؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فإن الصيام الشرعي المعروف هو: الإمساك والامتناع الإرادي عن الطعام والشراب، ومباشرة النساء وما في حكمها، خلال يوم كامل من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، بنية الصوم والامتثال والتقرب إلى الله تبارك وتعالى.
لكن هناك أحكامًا أخرى للصيام وأعني بها الأحكام الخلقية والسلوكية التي تعتبر أصل كل عبادة وقد نسيها البعض أو تناسوها فأصبحت أقل شهرة من الأحكام الفقهية العملية المعروفة.
لقد فرض الله العبادات عامة للارتقاء بالأخلاق وتهذيب السلوك، فقال سبحانه وتعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ} (البقرة: 45).
وقال تعالى عن الصلاة: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} (العنكبوت: 45).
وقال تعالى في شأن الزكاة: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ} (التوبة: 103).
وقال تعالى: {قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ} (البقرة: 263).
وقال في شأن الصيام: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة: 183).
وقال صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".
وقال تعالى في شأن الحج: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الألْبَابِ} (البقرة: 197).
ومن هذا يتبين أن الغاية العظمى من تشريع العبادات هو تحقيق كمال العبودية لله عز وجل، ولا بد أن يظهر هذا في أخلاق المسلم، فقد حصر وقصر النبي -صلى الله عليه وسلم- رسالته على إتمام مكارم الأخلاق فقال -صلى الله عليه وسلم-: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
والصيام مدرسة كبرى يتعلم فيها المسلم الصبر والإحسان والمراقبة والنظام والشعور بآلام الآخرين ، والانتصار على النفس والشيطان.
كما يتعود فيه المسلم على البذل والعطاء والمداومة على الذكر وقراءة القرآن وغير ذلك من الفضائل.
والله تعالى أعلى وأعلم