الإستشارة - المستشار : د. رجب أبو مليح محمد
- القسم : فقهية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
59 - رقم الاستشارة : 1181
03/03/2025
سلام عليكم، كنت في فترة النفاس عندما بدأ رمضان وافطرت ٣٠ يوما، ولم استطع قضاء الايام لاني كنت مرضعة وحال عليه الحول ولم اصمه وبالطبع دفعت كفارة فورا قبل ان يحول الحول. وفي الرمضان الذي يليه اصبحوا ٣٠ يوما و ١٠ ايام (العذر الشرعي) ولم اصمهم حتى الان منذ عامين. المشكلة ان لدي شقيقة (صداع مزمن) وتزداد مع الصيام وكلما احاول قضاء الايام امرض بسبب الشقيقة الى حد الاستفراغ والاستلقاء في السرير و هكذا ، واعاني اول يومين من رمضان بسبب عدم تعود الجسم بعد وعندما اعتاد تاتي الدورة الشهرية وبعدها وكأني ابدا رمضان منذ البداية و اعود لنفس المعاناة بعد الدورة عندما اعود للصيام وهكذا. زوجي طبيب ويقول لي في حالتي لايتوجب عليي القضاء ولا حتى صيام رمضان، ما راي الشرع بذلك، علما اني شابة . جزاكم الله خيرا
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفيك شفاء لا يغادر سقمًا وأن يكتب لك الأجر على صبرك على هذا المرض، وتحملك مشقة الصيام، وما دام زوجك طبيبًا مسلمًا، فإن كان متخصصًا وعلم بحكم تخصصه، أن المرض يزداد، أو المشقة لا تحتمل في الصيام فعليك بالإفطار، فإن عافاك الله من هذا المرض -ونسأله أن يعافيك- فعليك القضاء، وإن كان مرضًا مزمنًا مستمرًا معك فعليك بالفدية وهي إطعام فقير أو مسكين وجبتين مشبعتين عن كل يوم أفطرته، ونسأل الله أن يعافيك ويتقبل منك.
يقول الله تعالى: ﴿.... يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [البقرة: 185].
ويقول تعالى: ﴿.... مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [المائدة: 6].
وروى الشيخان عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ﷺ قال: (يسروا ولا تعسروا وبشروا ولاتنفروا).
وروى الشيخان بسندهما عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: ما خير النبي ﷺ بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه.
ومن أسباب التخفيف والتيسير في الشريعة الإسلامية المرض؛ والمريض هو الذي خرج بدنه عن حد الاعتدال والاعتياد, فيضعف عن القيام بالمطلوب منه. وقد خصت الشريعة المريض بحظ وافر من التخفيف; لأن المرض مظنة للعجز.
والله تعالى أعلى وأعلم