22 فبراير 2025

|

23 شعبان 1446

Consultation Image

الإستشارة 19/02/2025

أريد أن أعرف فضل وأهمية وآداب الذكر والدعاء خاصة في شهر رمضان الذي يكون فيه الدعاء مستجابا

الإجابة 19/02/2025

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:

 

فللذكر والدعاء فضل كبير ذكره الله في كتابه الكريم وأكد عليه المعصوم صلى الله عليه وسلم في سنته، وهو مطلوب في رمضان وفي غير رمضان، وإن كان في رمضان أولى؛ نظرًا لأن شهر رمضان من مواطن إجابة الدعاء.

 

يقول الله تعالى بعد أن ذكر آيات الصيام: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُم يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186].

 

وقال سبحانه عن الدعاء: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60].

 

وقال تعالى عن الذكر: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الأحزاب: 41- 42].

 

فضل الذكر والدعاء في السنة

 

روى البخاري بسنده عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت".

 

وقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟" قالوا بلى . قال: "ذكر الله تعالى".

وروى أبو داود في السنن بسنده عن أبي هريرة: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده".

 

فضائل الذكر

 

وقد ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله فوائد كثيرة للذكر من أهمها:

 

1. أن الذكر يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره، ويرضي الرحمن عز وجل.

 

2. أن الذكر يزيل الهم والغم عن القلب، ويجلب للقلب الفرح والسرور والبسط.

 

3. أن الذكر يجلب الرزق، ويكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة.

 

4. أن الذكر يورث الذاكر المحبة التي هي روح الإسلام.

 

5. أن الذكر يورث الذاكر المراقبة حتى يدخله في باب الإحسان فيعبد الله كأنه يراه، ويورثه الإنابة وهي الرجوع إلى الله عز وجل فمتى أكثر الرجوع إليه بذكره أورثه ذلك رجوعه بقلبه إليه في كل أحواله.

 

6. أن الذكر يورث الذاكر الهيبة لربه عز وجل وإجلاله لشدة استيلائه على قلبه وحضوره مع الله تعالى بخلاف الغافل فإن حجاب الهيبة رقيق في قلبه، ويورثه ذكر الله تعالى له كما قال تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ﴾ [البقرة: 152].

 

آداب الذكر والدعاء

 

للذكر آداب كثيرة منها:

 

1- الخشوع والتأدب، واستحضار معاني الصيغ، ومحاولة التأثر بها، وملاحظة مقاصدها وأغراضها.

 

2- خفض الصوت ما أمكن ذلك مع اليقظة التامة والهمة الكاملة حتى لا يشوش على غيره. وقد أشارت الآية الكريمة إلى هذه الآداب فقال تعالى: ﴿وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الجَهْرِ مِنَ القَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الغَافِلِينَ﴾ [الأعراف: 205].

 

3- النظافة في الثوب والمكان، ومراعاة الأماكن المحترمة والأوقات المناسبة، حتى يكون ذلك أدعى إلى اجتماع همته، وصفاء قلبه، وخلوص نيته.

 

4- الانصراف في خشوع وأدب، مع اجتناب اللغط واللهو الذي يذهب بفائدة الذكر وأثره.

 

5- الدعاء بالمأثور لأن النبي صلى الله عليه وسلم أوتي جوامع الكلم مثل:

 

* اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، وأستعيذ بك من الشر كله ما علمنا منه ومالم نعلم.

 

* ربنا آتنا في الدنيا حسنة في الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

 

* اللهم إنا نسألك الجنة وما يقرب إليها من قول وعمل.

 

* اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا يا ذا الجلال والإكرام.

 

 

فضائل بعض الدعوات

 

روى البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. في يوم مائة مرة: 1- كانت له عدل عشر رقاب. 2- وكتبت له مائة حسنة. 3- ومحيت عنه مائة سيئة. 4- وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي. 5- ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك".

 

والله تعالى أعلى وأعلم