الإستشارة - المستشار : د. رجب أبو مليح محمد
- القسم : فقهية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
40 - رقم الاستشارة : 927
08/02/2025
كيف نفعل الجهاد الاقتصادي بحيث يكون عونًا للمظلومين وردًّا وإضعافًا للظالمين؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فليس الجهاد الاقتصادي شعاراً رناناً ولا خطبة عصماء ولا متاجرة بمصطلح الجهاد بل هو جهاد عملي يتطلب تنفيذه ليكون واقعاً ملموساً فعالاً ... يشفي به الله صدور قوم مؤمنين ويغيظ به الله إسرائيل وأمريكا ومن على شاكلتهم من أعداء الإسلام والمسلمين.
يقول الأستاذ الدكتور حسين شحاتة أستاذ المحاسبة بجامعة الأزهر – رحمه الله:
من مقومات نجاح وتفعيل الجهاد الاقتصادي ما يلي:
1- الاستشعار التام بأنه وقفة مع النفس البشرية التي تحب المال واختبارها:
هل تضحي بالمال الذي تحبه من أجل الله الذي نحبه؟ هل تضحي بهذا المال من أجل دين الله الذي هو أغلى ما عند المسلم؟ إنها وقفة مع النفس: ماذا قدمت لغد يوم يسألها الله لماذا لم تغزُ ولم تجهز غازياً؟
2- الاستشعار التام بأنه نصرة لإخواننا المجاهدين في سبيل الله:
هؤلاء المجاهدون الذين يقدمون أنفسهم رخيصة من أجل جعل كلمة الله هي العليا وكلمة الكافرين المشركين السفلى، فهو فريضة شرعية وواجب عقائدي ووطني، فإذا كان الإسرائيليون والأمريكان والملاحدة… بعضهم أولياء بعض، فماذا يجب علينا؟ يقول الله ـ عز وجل ـ في هذا المقام: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [سورة الأنفال: 73]. وطلب الله من المؤمنين أن يكون بعضهم أولياء بعض في قولـه - عز وجل: {الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [سورة الأنفال: 72].
3- الاعتقاد بأن الجهاد الاقتصادي هو أضعف الإيمان لمن لا يستطيع الجهاد بالنفس:
ففي حالة تخاذل بعض حكام الأمة العربية والإسلامية وعدم السماح للشباب والرجال والنساء الذهاب إلى فلسطين للجهاد مع إخوانهم... فإن أضعف الإيمان هو الجهاد بالمال والمقاطعة الاقتصادية والإضرار بمصالح الأعداء وفي مقدمتهم إسرائيل وأمريكا ومن على شاكلتهم، كما أنه فرصة لمن يريد أن يأخذ ثواب المجاهدين حتى ولو كان في بيته.
4- الإيمان بأن إخواننا المجاهدين في فلسطين وغيرهم يضحون بكل شيء من أجل حماية العقيدة:
فالصراع بيننا وبين اليهود صراع ديني، وإخواننا في فلسطين يقتلون ويُقتلون من أجل تحرير الأرض الإسلامية، وتطهير المسجد الأقصى... وليس للعنصرية أو للتظاهر والتفاخر... فإذا لم نساعدهم بما نستطيع فقد خنا الله ورسوله، فقد رفعوا شعار "ادفع دولارًا تقتل مسلمًا"، والعلماء المسلمون يقولون: "ادفع دينارًا تنقذ مسلمًا".
5- يعتبر الجهاد الاقتصادي من قبيل الواجب الديني الوطني، فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب:
وفي هذا المقام يقول الدكتور يوسف القرضاوي – رحمه الله -: من الواجب شرعًا على المسلمين أن يظلوا مقاطعين لإسرائيل ولمن يمدونها بالمال والسلاح وفي مقدمة هؤلاء الولايات المتحدة الأمريكية؛ لأن كل درهم أو دينار يصل إليهم يتحول في النهاية إلى رصاصة في صدر إخواننا في فلسطين، والشعار المرفوع هو: "كل قرش يدفع لشراء سلعة صنعت في إسرائيل أو أمريكا .. رصاصة في جسد طفل مسلم".
6- الإيمان بأن تحرير أرض فلسطين هو تحرير لأنفسنا وحماية لأوطاننا:
وتحرير المسجد الأقصى هو تحرير لمقدساتنا، وإن التخاذل والتفريط واليأس والخنوع.... هو خيانة كبرى ولا يجوز أن يخاف المسلم إلا الله وحده.. وهذا من صفات النفس المؤمنة الذي وصفها الله بقولـه: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران: 173، 174].
7- الإيمان بأن النصر على الأعداء ليس بكثرة العدة والعدد فقط بل بالقيم الإيمانية:
وصدق الله العظيم القائل: {.. كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [سورة البقرة: 249].
هذه هي معالم موجبات تفعيل الجهاد الاقتصادي باعتباره من مقومات الجهاد بالنفس… الذي فرضه الله، فالإسلام بلا جهاد كالشجر بلا ثمر، وكالجسد بلا روح.
والله تعالى أعلى وأعلم