الإستشارة - المستشار : د. رجب أبو مليح محمد
- القسم : فقهية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
39 - رقم الاستشارة : 1416
25/03/2025
هل لقمان كان نبيا مرسلا ، ام ولي ، وقد نزلت سورة كاملة باسمه وربما بعض الأنبياء لم تذكر سورة مخصوصة باسمه؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
اختلف العلماء حول لقمان هل كان نبيًّا مرسلاً، أم عبدًا صالحًا، والراجح أنه كان عبدًا من عباد الله أعطاه الله الحكمة، وقد سميت سورة من سور القرآن باسمه، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء.
يقول الأستاذ سيد قطب – رحمه الله- في ظلال القرآن:
ولقمان الذي اختاره القرآن ليعرض بلسانه قضية التوحيد وقضية الآخرة تختلف في حقيقته الروايات: فمن قائل: إنه كان نبيًّا، ومن قائل: إنه كان عبدًا صالحًا من غير نبوة - والأكثرون على هذا القول الثاني - ثم يقال: إنه كان عبدا حبشيًّا، ويقال: إنه كان نوبيًّا. كما قيل: إنه كان في بني إسرائيل قاضيا من قضاتهم.. وأيًّا من كان لقمان فقد قرر القرآن أنه رجل آتاه الله الحكمة.. الحكمة التي مضمونها ومقتضاها الشكر لله: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ للهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾ [لقمان: 12].
وهذا توجيه قرآني ضمني إلى شكر الله اقتداء بذلك الرجل الحكيم المختار الذي يعرض قصته وقوله.
وإلى جوار هذا التوجيه الضمني توجيه آخر، فشكر الله إنما هو رصيد مذخور للشاكر ينفعه هو ، والله غني عنه. فالله محمود بذاته ولو لم يحمده أحد من خلقه ﴿... وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾ [لقمان: 12].
وإذن فأحمق الحمقى هو من يخالف عن الحكمة؛ ولا يدخر لنفسه مثل ذلك الرصيد. أ.هـ.
والله تعالى أعلى وأعلم