الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:

فالقواعد الأصولية تختلف عن القواعد الفقهية، حيث إن القواعد الأصولية مستمدة من علم أصول الفقه، وهو أسبق من حيث التدوين عن علم الفقه، والقواعد الفقهية مستمدة من علم الفقه، وبالتالي فهي متأخرة في التدوين عن علم أصول الفقه، وعلم الفقه، فيكون الترتيب هكذا، أصول الفقه، ثم الفقه، ثم القواعد الفقهية.

وإليك أهم الفروق بين العلمين:

أولاً: القواعد الفقهية ناشئة من الأحكام الشرعية والمسائل الفقهية مثل (الأمور بمقاصدها)، (الضرورات تبيح المحظورات). أما القواعد الأصولية فناشئة من قواعد اللغة العربية والنصوص العربية، مثل (الأمر للوجوب)، (النهي للتحريم).

ثانيًا: القواعد الأصولية خاصة بالمجتهد يستعملها أثناء اجتهاده. أما القواعد الفقهية فخاصة بالفقيه أو المتعلم يستعملها لمعرفة وفهم الأحكام الفقهية.

ثالثًا: تتصف القواعد الأصولية بالشمول والعموم. أما القواعد الفقهية ففي معظمها بعض الاستثناءات التي ربما تمثل قواعد أخرى فرعية؛ فقاعدة الأمور بمقاصدها يمكننا استثناء طلاق الهازل عند من يوقعه من الفقهاء من هذه القاعدة.

رابعًا: تتميز القواعد الأصولية بالثبات والاستقرار فلا تتغير. أما القواعد الفقهية فيتغير بعضها وخاصة المبنية على العرف وسد الذرائع والمصالح المرسلة.

خامسًا: القواعد الأصولية تسبق الأحكام الفقهية. أما القواعد الفقهية فهي تالية للأحكام الفقهية.

والله تعالى أعلى وأعلم.