الإستشارة - المستشار : د. رجب أبو مليح محمد
- القسم : فتاوى أخرى
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
284 - رقم الاستشارة : 2562
01/09/2025
ما حكم الحسد، والسحر وما حقيقته، هذه مسألة منتشرة بين كثير من العائلات هذه الأيام وربما تكون سببا في قطع العلاقة بين الأقارب فكل واحد يشك في أخيه في أخيه ، وكل امرأة تشك في أختها وأقاربها أنهم يحسدونها، وكل نزلت بهم مصيبة أو مشكلة أرجع ذلك للحسد، فما حكم ذلك؟
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فالإيمان بالسحر والحسد واجب شرعي، وقد تضافرت الأدلة من القرآن الكريم والسنة على وجودهما وأثرها، وعلمانا كيفية التعوذ منهما والوقاية من شرورهما، لكن على المسلم أن يعتقد ويوقن أيضًا أن السحر والحسد لا يضران إلا بأمر الله تعالى، وألا يتهم أحدًا سواء أكان قريًبا أم بعيدًا بأنه سحره أو حسده بغير دليل واضح وبينة يقينية، وإلا كان قاطعًا لرحمه ومسيئًا لجاره، وعليه بالرقى الشرعية والأخذ بالأسباب المشروعة للوقاية دون ظلم أحد.
وعلى المسلم أن يبحث عن الأسباب المادية التي ربما تكون وراء ما أصابه، فقد يكون مرضًا عضويًّا عاديًّا، وقد يكون تقصيرًا منه، فليس الحسد والسحر وراء كل ما يحدث من مشكلات.
يقول الله تعالى: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى المَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ المَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 102].
ويقول تعالى: ﴿فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ المُفْسِدِينَ﴾ [يونس: 81].
ويقول تعالى: ﴿وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ [الفلق: 5].
وعلى المسلم أن يواظب على الطهارة، وأداء الفرائض والسنن، والإكثار من الصدقة، والأذكار والرقية الشرعية والله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين.
والله تعالى أعلى وأعلم.