الإستشارة - المستشار : د. رجب أبو مليح محمد
- القسم : الحدود والجنايات
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
342 - رقم الاستشارة : 2626
08/09/2025
ما الحكمة من تشريع العقوبات في الإسلام هل هي بقصد تقطيع أيدي الناس وسفك دمائهم أم أن لها حكمة أخرى؟
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فالمسلم يوقن يقينًا جازمًا، ويؤمن إيمانًا عميقًا مستقرًا أن كل ما جاء من عند الله له حكمة بالغة، علمها من علمها، وجهلها من جهلها، والناظر إلى العقوبات في الشريعة الإسلامية يجد أنها لا تخلو من حكمة، بل حكم كثيرها، من أهمها حفظ مقاصد الشريعة الإسلامية الخمسة؛ حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال، ومن أهم مقاصدها أيضا توفير الأمن والأمان للمجتمع حتى يكون مجتمعًا آمنًا مستقرًا منتجًا، يحقق الرسالة التي استخلفه الله من أجلها في الأرض.
فالعقوبات في الإسلام قائمة على قاعدة: جلب المصالح ودرء المفاسد، وهي زواجر تمنع الجاني من الوقوع في الجريمة، وجوابر تجبر النقص الذي وقع على المجني عليه أو على أوليائه بسبب الاعتداء على واحدة من الكليات الشريعة الإسلامية الخمسة التي جاءت لحفظها.
من حِكم تشريع العقوبات
ومن أهم الحكم التي اجتهد العلماء في معرفتها؛ وهي على سبيل المثال لا الحصر:
1- أن تشريع العقوبات في الإسلام يُجرّم أي فعل يمس حقوق وحريّات الآخرين.
2- أن تشريع العقوبات في الإسلام يوفر لأفراد المجتمع من الحقوق والحريات ما يكفيهم حتى يكونوا أفرادًا صالحين.
3- أساس العقوبات الإسلامية (القصاص)، أي المساواة بين الذنب أو الجريمة وبين الجزاء أو العقوبة، وتلك غاية ولم يصل إليها إلا النظام الإسلامي قال تعالى: ﴿ولكم في القصاص حياة﴾.
4- إذا كانت العقوبات الإسلامية قد تبدو في بعض الحالات عنيفة وقاسية إلا أن فيها الرحمة بالمجتمع.
5- وُضعت العقوبات في الإسلام للتحذير والتخويف من الاعتداء على حقوق وحريات الآخرين، ولم توضع للتعذيب.
6- تحديد العقوبات له أثره في تكوين ضمير لدى المسلمين يقوم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
7- يهدف النظام الجنائي في الإسلام إلى حفظ الكليات الخمس: (الدين والنفس والعقل والنسل والمال)، وجماية المجتمع.
8- سميت الحدود حدودًا لأنها تحمي المجتمع من الاعتداء، وتمنع الجاني من العودة إلى الاعتداء على حقوق وحريات الآخرين.
والخلاصة أن الأحكام الشرعية إنما شُرعت لجلب المصالح أو درء المفاسد.
والله تعالى أعلى وأعلم.