الإستشارة - المستشار : د. رجب أبو مليح محمد
- القسم : فقهية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
888 - رقم الاستشارة : 1499
06/04/2025
هل صيام الست من شوال بدعة؟ وكيف نصنع بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يحثنا على صيامها ؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر"، وهذا الحديث تلقاه جمهور الفقهاء بالقبول، ومن ثَم فصيام الست من شوال سُنة عن النبي – صلى الله عليه وسلم- وإن لم ينقل لنا كيفية صيامه لها؛ متتابعة أو متفرقة، والحديث رواه مسلم وله شواهد تقويه، وإن كان قد تكلم بعض العلماء في أحد رواته، فقد حسّنه وقواه غيرهم، ويكفيه رواية مسلم رضي الله عنه.
يقول الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم: قوله صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر فيه دلالة صريحة لمذهب الشافعي وأحمد وداود وموافقيهم في استحباب صوم هذه الستة، وقال مالك وأبو حنيفة: يكره ذلك، قال مالك في الموطأ: ما رأيت أحدًا من أهل العلم يصومها، قالوا: فيكره؛ لئلا يظن وجوبه.
ودليل الشافعي وموافقيه هذا الحديث الصحيح الصريح، وإذا ثبتت السنة لا تترك لترك بعض الناس أو أكثرهم أو كلهم لها، وقولهم: قد يظن وجوبها، ينتقض بصوم عرفة وعاشوراء وغيرهما من الصوم المندوب.
قال أصحابنا: والأفضل أن تصام الستة متوالية عقب يوم الفطر، فإن فرّقها أو أخّرها عن أوائل شوال إلى أواخره حصلت فضيلة المتابعة؛ لأنه يصدق أنه أتبعه ستًا من شوال، قال العلماء: وإنما كان ذلك كصيام الدهر؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين، وقد جاء هذا في حديث مرفوع في كتاب النسائي.
والله تعالى أعلى وأعلم