الإستشارة - المستشار : د. رجب أبو مليح محمد
- القسم : فقهية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
55 - رقم الاستشارة : 1585
14/04/2025
السلام عليكم، أنا بنت دايمًا بحاول أكون منتظمة بصلاتي وصيامي، خصوصًا برمضان. وعشان أكون صريحة، أنا بعتمد على ساعتي الذكية كتير، لأنها تنبّهني بوقت الأذان، سواء أذان المغرب أو الفجر، أو حتى باقي الصلوات. اللي صار مؤخرًا إنّي كنت صايمة، وساعتي نبهتني بأذان المغرب، ففطرت فورًا… بس بعد شوي، أكتشفنا إن الأذان المحلي تأخر، وكان فيه خلل بالمؤذن أو السيستم، يعني الإفطار الرسمي كان لسه ما صار! هنا أنا تلخبطت وقلقت… هل إفطاري كده يُعتبر غلط؟ يعني ساعتي غلطت وأنا اتبعت تنبيهها بحُسن نية، فهل عليّ شي؟ ولا يُعتبر صيامي صحيح؟ وكمان لو اعتمدت عليها في الصلاة، وطلعت قبل وقتها، هل الصلاة تكون باطلة؟ بصراحة، التقنية ساعدتنا كتير، بس أوقات بحس إنها ممكن تورّطني وأنا مش حاسة…
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فلا مانع من استعمال ما يسمى بالأدوات الذكية أو المعاصرة في ضبط الوقت بشرط أن يكون عندنا يقين أو غلبة الظن أنها صحيحة، وإلا لا بد من الاعتماد على الطرق التقليدية مثل الأذان في المسجد أو الساعات العادية.
وعلى أية حالة ما دامت السائلة قد أخطأت ولم تتعمد فلا إثم عليها باتفاق الفقهاء، ولكنهم اختلفوا حول قضاء هذا اليوم، هل يأخذ حكم النسيان حيث لا إثم ولا قضاء هذا رأي القليل من الفقهاء، وجمهور الفقهاء على بطلان الصيام ووجوب القضاء على من أخطا؛ لأنه قصر في التحري لدخول الوقت، ويمكنك خروجًا من هذا الخلاف قضاء هذا اليوم، ثم التحري بأكثر من طريق في التأكد من دخول الوقت، وما يقال في الصيام يقال في الصلاة أيضا.
يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي – رحمه الله- في كتابه فقه الصيام:
لقد جاء الحكم النبوي بشأن الصائم الذي ينسى فيأكل أو يشرب وهو غير ذاكر لصومه، فلم يعتبر أكله ولا شربه في حال النسيان قاطعًا لصومه، بل هو رزق ساقه الله إليه، وصومه صحيح.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أكل أو شرب ناسيًا فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه".
وفي لفظ: "إذا أكل الصائم ناسيًا، أو شرب ناسيًا، فإنما هو رزق ساقه الله إليه ولا قضاء عليه". وفي لفظ: "من أفطر يومًا من رمضان ناسيًا فلا قضاء عليه ولا كفارة".
أما إذا أكل أو شرب أو جامع، يظن أن الشمس قد غربت، أو أن الفجر لم يطلع، فبان خلافه فقد ذهب الأئمة الأربعة: أن صومه قد يبطل، لأنه فعل ما ينافي الصيام، وهو الأكل في نهار رمضان، وعليه القضاء، وإن لم يكن عليه إثم لخطئه.
وقال إسحاق بن راهويه وداود: صومه صحيح، ولا قضاء عليه، وحكى ذلك عن عطاء وعروة بن الزبير والحسن البصري ومجاهد.
واحتجوا بما رواه البيهقي عن زيد بن وهب قال: "بينما نحن جلوس في مسجد المدينة في رمضان، والسماء متغيمة، فرأينا أن الشمس قد غابت، وأنَّا قد أمسينا، فأخرجت لنا عساس من لبن من بيت حفصة، فشرب عمر رضي الله عنه وشربنا، فلم نلبث أن ذهب السحاب، وبدت الشمس فجعل بعضنا يقول لبعض: نقضي يومنا هذا فسمع بذلك عمر: فقال: والله لا نقضيه، وما تجانفنا لإثم"، وهذا ما يؤكده ابن تيمية ويدلل عليه.
والله تعالى أعلى وأعلم