23 فبراير 2025

|

24 شعبان 1446

Consultation Image

الإستشارة 26/01/2025

أنا أمرأة تقترب من الستين من عمرها تزوجت منذ كنت في العشرين من عمري من رجل يكبرني بنحو 7 سنوات تقريبا ورغم أننا ظللنا لسنوات لم نرزق بأبناء إلا أن الله عز وجل وبعد سنوات رزقنا بولدين والحمد لله واللذان صارا شابين يبحثان عن عروسين مناسبين للزواج بهما.. زوجي رجل أعمال له عدة شركات في بلدان مختلفة يكثر من السفر لإدارة هذه الشركات.. زوجي رجل كريم لا يبخل علينا بشيء فضلا عن ذلك فهو رجل متدين ومثقف ولا يتوان عن فعل الخير بالمصادفة البحتة علمت من مصادر موثوق بها أنه يبحث عن عروس ليتزوجها فقلت ربما هي نزوة كتلك النزوات التي يمر بها الكثير من الرجال مظنة أن ذلك سيعيد إليهم الشباب وبالتالي فإن الفكرة لن تلح عليه بل ربما غادرته بلا عودة إذا ما حاولت تجديد حياتنا ومشاعرنا لكنني فؤجئت أن رغبته في الزواج رغبة ملحة تهدف إلى إقامة أسرة جديدة فهو غير راض عن أبنائه وأسرته القديمة وهو ما صدمني بشدة وأشعرني بعدم الأمان إذ كيف يفكر في ذلك غير مدرك أنه في حال تزوج بالفعل وأنجب أن من المرجح أن يكون هناك شقاق بين الأخوة فضلا عن نزاع محتمل مع زوجة أبيهم الجديدة في حال رحيله وهذا أمر غير مستبعد فقد تجاوز سنه 65 عاما.. ولا أخفيك أيضا أنني مشفقة عليه فهو في سن كبير في حين أن تلك التي يرغب في الزواج بها لابد وأن تكون في سن الشباب لرغبته في الإنجاب مجددا فهل ستصونه هذه الزوجة كما صنته وهل سيكون قادرا على تلبية احتياجاتها المادية والعاطفية.. أشعر بغصة شديدة في حلقة وتراودني فكرة طلب الطلاق.. أرجو المشورة ر أ - الإمارات

الإجابة 26/01/2025

أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك أختي الغالية وبكل نساء الخليج على صفحة استشارات المجتمع.. أقدر مخاوفك ومشاعر القلق التي تعتريك وقد فوجئت برغبة زوجك هذه ويبدو أنه لم يخبرك هو شخصيًّا بشيء، ولست أدري ما مدى ثقتك في هذه المعلومة، لكن دعينا نتعامل معها على أنها حقيقية...

زوجك رجل ناضج، رجل أعمال طيب الخلق، فلا شك أن له دوافعه هو الآخر ليُقدم على مثل هذه الخطوة.. يبدو لي من كلامك أنك لست معترضة على فكرة زواجه الثاني في حد ذاتها وتشعرين أنه ربما لها ما يبررها، لكن ما ترفضينه هو فكرة البحث عن عروس شابة في سن الإنجاب بهدف تكوين أسرة جديدة في الوقت الذي تسعين فيه وراء زواج أولادك وانتظار أحفادك.. يبدو لي من كلماتك أنك قلقة بشأن الميراث أن يأتي من يشارك أولادك فيه إخوة جدد وزوجة جديدة خاصة وقد وصل عمر الزوج لمنتصف الستينيات.

المشكلة الثانية التي تؤرقك من سعي زوجك للزواج من سيدة شابة هو تشكك في قدرة زوجك على إشباع احتياجها العاطفي والجسدي ومن ثم خشيتك من تعرضه للخيانة مثلا أو إلحاق أولاد ليسوا أولاده به.. كما أنك كنت زوجته الوحيدة لنحو أربعين سنة وزواجه الثاني من أي كانت يشعرك بالغصة والمرارة فما بالك بزوجة شابة من عمر أولادك.

هناك مساحات ناقصة من الكلام بين سطورك أختي الحبيبة، فأنت لم تتحدثي عن علاقة الزوج بالأبناء وهل ثمة خلافات شديدة بينهم أوصلته للسعي وراء بيت جديد وأولاد جدد أم هي الخلافات المعتادة بين الوالد والأبناء.

على أي حال أرى ألا تفاتحي زوجك بشأن زواجه الثاني حتى يفاتحك هو به أو يمهد له ووقتها يمكنك أن تسأليه بشكل صريح عن دوافعه وهل هناك تقصير منك في شيء؟ وإذا كانت رغبته بسبب اختلافه مع الأبناء فحاولي أن توضحي له أن الأبناء الجدد ليسوا بديلا وسيبقى هذان الابنان أولاده في كل الأحوال؛ لذا فلا بد من احتواء الخلاف معهما حتى لو تزوج وأنجب.

لا داعي للسخرية منه أو من عمره أو شرح مخاوفك المتعلقة بالخلاف بين الإخوة لأنها تدين أبناءك، كما لا داعي للتشكيك في قدراته النفسية أو الحسية فهذا يجعله يبغضك فالرجال أسرى المدح والتقدير.

ما الذي يمكنك فعله الآن؟

ـ أكثري من الدعاء أن يؤلف الله بين قلبك وقلب زوجك وأن يرزقكما بر الأبناء.

ـ انتبهي لزوجك وأنصتي له باهتمام وشاركيه اهتماماته وأفكاره، وامتدحيه بصدق وامنحيه التقدير الكافي.

ـ اكسري جو الملل والروتين مثلا شاركيه بعض أسفاره.. خططي لرحلة غير تقليدية وحاولي أن تعيشي فيها أجواء المرح، وتذكري أن عمر الإنسان هو ما يشعر به في قلبه، فأنت إذا شعرت أن الستين هو عمر التقاعد عن الحياة وترك زخمها للأجيال الأكثر شبابًا كنت هكذا عجوزا متقاعدة، بينما لو رأيت فيها عمرًا للعطاء والسعادة والاستمتاع بالحياة كانت كذلك.. انظري لنجوم السينما والفن ورجال السياسة ستجدين الكثير منهم في مثل عمرك وعمر زوجك لكنهم منطلقون في الحياة لا توقفهم أفكار بالية عن استحقاقات كل عمر.

ـ أصلحي بين زوجك وأبنائك.. اسعي لتقريب وجهات النظر.. اشرحي لكل منهم وجهة نظر الآخر ومحاولة تمثل وضعه فيبدو لي أن جزءًا كبيرًا من المشكلة مرتبط بالعلاقة بين الزوج والأولاد.

وأخيرا إذا كانت المعلومة صحيحة وأصر زوجك على الزواج مرة أخرى من سيدة شابة أن تحترمي رغبته فهو ليس بالغر الجاهل.. دعيه يخوض تجربته دون فرض لون من الوصاية عليه وعلى اختياراته ولا تشكيك في نواياه أو قدراته أو تشكيك في الأخرى بدون بينة بل محض خيالات قد تصل للبهتان.

أما عن مخاوفك في فساد العلاقة بين الإخوة في المستقبل فلنقل إن هذه هي مسئوليتك وعلى عاتقك تقع مهمة زرع روح الأخوة بين أولادك وأولاد زوجك الآخرين إن قدر لهم الوجود.

أخيرًا لا تسمحي للشيطان أن يوسوس لك بأفكار مثل الطلاق والفراق، فإذا شعرت بالغضب فأكثري من الاستغفار والتسبيح حتى يرفع الله عن قلبك ما يجد من ألم.. أسعد الله قلبك وأراح بالك، وتابعينا دائمًا بأخبارك.