الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : أسرية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
88 - رقم الاستشارة : 1339
19/03/2025
السلام عليكم جوزي شخص قليل الكلام جدا جدا جدا ومش بيتكلم معايا ف اي امور حتي تخص بيتنا وعيالنا بس كويس جدا ف اي حاجه تانيه لكن مشكلته قله الكلام وانا نفسيتي تعبت ومش قادره اتحمل دا وعاوزه اطلق منه هل انا صح ؟ وانا معايا تلت اطفال منه
أختي الكريمة، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك على البوابة الإلكترونية للاستشارات...
نحن هنا نتحدث عن رجل يبذل كل جهده لأجل إسعاد أسرته وإشباع احتياجاتها المختلفة.. نتحدث عن رجل مخلص ليس له علاقات مشبوهة بالنساء، لا في الحقيقة والواقع، ولا في العالم الافتراضي.. رجل يحترم أنوثة زوجته ولا يشعرها بالنقص وبأنها كامرأة غير كافية.. رجل يحترم زوجته ويحاول تحقيق ما ترغب فيه أو تطمح إليه في حدود قدراته.. رجل يحترم زوجته أمام عائلته ويضعها في مكانة عالية، وبالتأكيد هو رجل لا يعنف ولا يسيء ولا يتعامل بخشونة...
ليس هذا فحسب بل هو أب ممتاز يضع مصلحة أولاده كأولوية له، وهو شديد الاهتمام بالمتابعة عن بعد لكل ما يحدث معهم ويتدخل بشكل عملي لحله.. رجل تشعرين بالاستقرار والسلام معه.. لو صديقة لك قالت لك إن هذه هي صفات زوجها لكنها تفكر تفكر في الطلاق لأن هذا الرجل الذي ذكرت لك جزء صغير من صفاته الجميلة لا يحب الأحاديث الطويلة ويكثر من الصمت، ماذا كنت ستقولين لها؟
الصمت والاستماع
ثم إن هناك –غاليتي- فارقًا ضخمًا بين الصمت وعدم الرغبة في الحكي والكلام أو عدم امتلاك المهارات اللازمة للحديث وبين عدم القدرة أو عدم الرغبة في الإنصات والاستماع لك، وأنت ذكرت أنه لا يتحدث لكنك لم تقولي إنه لا يستمع ولا ينصت إليك، وهناك فارق كبير؛ فالاستماع دليل على الاهتمام وهو يقوم بعملية جمع معلومات عن البيت والأولاد من خلال استماعه إليك، ثم يقوم بترجمة هذه المعلومات بشكل عملي على هيئة سلوك وممارسات تصفينها أنت بأنها جيدة جدًّا.
كثير من النساء يتمنين هذه الفرصة.. فرصة أن يتم الاستماع إليهن، وفرصة أن يجدن الفرصة كاملة في الحديث.. أعلم ما ترغبين في قوله وأن الحديث فعل يقوم به طرفان، وأنه ليس من المعقول أو المقبول أن تتحدثي إلى نفسك أو تتحدثي كثيرًا وألا تسمعي ردًّا على ما تقولين، ولعلك تشعرين بالإهانة، وأنك غير مقدَّرة وأنه لا يراك من الأساس؛ لذلك لا يتحدث إليك، وكل هذه الوساوس التي يلقيها الشيطان في قلبك. وفي السطور التالية سأوضح لك ذلك، وسأحاول أن ألقي لك الضوء عن السبب الذي يقف وراء عدم رغبته في الكلام وما الذي يمكن أن تقومي به حتى نحرك الماء الراكد.
لماذا لا يتكلم؟
هناك أسباب كثيرة قد تكون وراء سلوك زوجك الصامت، ومن ذلك:
* طبيعة النشأة والتربية فهناك بعض العائلات تربي الأطفال الذكور أنه ليس من الرجولة الثرثرة وكثرة الكلام وأن هذه صفات نسائية.. بل إنه يتم تربيتهم على عدم إظهار مشاعره خاصة مشاعر القلق والحزن، فيتعلم كيف يكبت مشاعره جيدًا كي يصبح رجلاً كامل الرجولة.
* من الوارد جدًّا أن يكون قد حدث تعزيز لما تم بناؤه داخله سواء منك أو من عائلته عن طريق أنه عندما كان يتحدث بالفعل تم التهكم عليه أو التقليل منه أو عدم منحه التقدير الكافي فآثر الصمت الذي يمنح الهيبة كحيلة نفسية دفاعية.
* السبب الرئيسي -يا غاليتي- هو الطبيعة الشخصية لزوجك، فبعيدًا عن نمط التربية هناك أشخاص طبيعتهم تميل للهدوء أو تميل لشيء من الانطوائية ولا يستمتعتون بتبادل الحديث ولا يجدون شغفًا في ذلك، هم في الغالب يستخدمون الحديث بشكل عملي جدًّا بأقل كلمات تحقق الهدف، وهذا غالبًا هو زوجك.. فإذا أضفت لذلك أنه قد يكون مضغوطًا في العمل أو لديه مشكلات فيه، وهو طبعًا لن يحكي شيئًا مما يعاني منه فإنك ستجدينه في هذه الأيام أكثر انغلاقًا وصمتًا.
ماذا تفعلين؟
أختي الكريمة، لديك ثلاثة أطفال، هل فكرت كيف يمكن أن يعيشوا حال حدوث الطلاق (لا قدر الله ذلك).. مشكلتك من النوع الذي يمكن التعايش معه بل والتكيف التام أيضًا، لكن عليك أن تكوني في الأساس متفهمة لطبيعة شخصيته كما شرحت لك في النقطة السابقة.. تفهم عقلية زوجك الذكورية يقدم لنا نصف الحل.
* التقبل: هناك أمور كثيرة جدًّا في الحياة لو قمنا بتقبلها ستكون الحياة أسهل؛ فالتفهم لا بد أن يتبعه التقبل.
* لا تجبريه على الحديث ولا تجعلي الحديث معك يبدو كمهمة ثقيلة عليه أن ينجزها وإلا فهو مهدد بالطلاق.
* استخدمي لغة أخرى من لغات الحب معه أو ادمجيها مع الكلمات.. فلمسة صغيرة على كتفه عند عودته من العمل ممزوجة بكلمة صغيرة ناعمة لها أثر بالغ.. كثير من الرجال يعبرون عن مشاعرهم بلغة القرب الجسدي حيث يفرز هرمون الأوكسيتوسين الشهير بهرمون الحب.
* امزجي حديثك معه بلغة المرح، فمثلا قولي له لقد فعلت كذا، وعليك الان الاختيار بين ثلاثة اختيارات أن تقول لي أحبك أو أحبك أو أحبك!
* اجعلي حديثك مركزًا وشيقًا حتى يحوز انتباهه.. مثلا قولي له لم تصدق من قابلت اليوم واصمتي سيقول لك من؟ وهكذا تجذبينه رويدًا للحديث معك.
* تجنبي الحديث معه بعد العودة من العمل أو عندما تشعرين أنه مغلق تماما.. أصلح الله لك زوجك وأسعد قلبك، وتابعيني بأخبارك دائمًا.