Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : أ. عزة مختار
  • القسم : أسرية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 382
  • رقم الاستشارة : 1042
25/02/2025

أنا حقيقي مش عارفة أتصرف إزاي، وحاسة إني في كابوس مش قادرة أستوعبه. أنا متجوزة بقالى ستة شهور، وحامل في الشهر الرابع، وعشت حياتي مقتنعة إن جوزي راجل محترم، لحد ما حصل اللي عمره ما كان ييجي في بالي. أختي كانت تزورني دايمًا، علاقتها بجوزي كانت زي الأخ وأكتر، بتحكي له أسرارها وبتعتبره واحد من العيلة.

في مرة كنا بنتكلم عادي، وجه الكلام عن العلاقات الزوجية، واتكلمنا في حاجات بسيطة، وما أخدتش في بالي وقتها، بس بعد كده لما أختي جات تاني، بدأت أحس إٔن جوزي بيحاول يفتح في نفس المواضيع دي تاني بطريقة مش مريحة. حسيت إن في حاجة غلط، بس قلت يمكن أنا بفكر بزيادة.

لحد ما في يوم، أختي كانت بتتغدى معانا، وأنا ملاحظة إنه مش طبيعي، نظراته غريبة، وطريقة تصرفاته مش مريحة. شكيت إن في حاجة مش مظبوطة، فقررت أدخل الحمام وأراقب من بعيد، بس لما طلعت لقيتهم قاعدين عادي، قلت يمكن شكي في غير محله، لكن إحساسي كان بيقولي غير كده.

بعد ما جوزي نام، كلمت أختي وقلت لها بالحرف: "أنا شاكّة إن في حاجة حصلت، قولي لي بصراحة." سكتت شوية، وبعدها قالت لي إنها مكنتش هتيجي لي تاني، لأنها اتصدمت من اللي حصل. سألتها: "عمل إيه؟" قالت لي إنه حاول يرفع التيشرت لها، وهي رفعت إيده، وبعدها حاول يضع يده على صدرها.

أنا مش قادرة أستوعب، حاسة أن الدنيا بتلف بيا، أواجهه وأقوله إني عرفت؟ ولا أسكت وأدبر حياتي الأول؟ أروح لأهلي وأحكي لهم؟ ولا أتصرف إزاي؟ حقيقي مش عارفة أعمل إيه، واللي في بطني ذنبه إيه إنه يكون ليه أب بالشكل ده؟

الإجابة 25/02/2025

الحمد لله رب العالمين القائل في محكم آياته في سورة الإسراء: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}، والصلاة والسلام على نبي الرحمة والطهر محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: "إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنَّى وتشتهي، والفرْج يصدق ذلك كله ويكذبه" (رواه البخاري ومسلم).

 

فأهلاً ومرحبًا بك أختي الكريمة على صفحات مجلة المجتمع، وقد تلقينا شكواك بتعاطف كبير، قلوبنا عندك وقد شغلتنا شكواك الموجعة، والتي قد تكون منتشرة في بيوت المسلمين ولا يذكرونها خجلا أو إخفاءً لأمر مخز، وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من الاقتراب من المرأة الأجنبية أو مسها فقال عليه الصلاة والسلام: "لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له" (رواه الطبراني).

 

- والحقيقة المُرة حبيبتي أنك كنتِ سببًا مباشرًا فيما حدث، فالعلاقة بين الرجل والمرأة هي علاقة معقدة قد لا ينتبه لها الكثير من الناس، فيقولون (كذبا) أن أخت زوجتي مثل أختي، وتقول (كاذبة) أن "أخ" زوجي مثل أخي تمامًا، فليس للرجل أخوات سوى أخواته من النسب أو الرضاع، وليس للمرأة إخوة كذلك إلا من النسب أو الرضاعة، وغير ذلك محرمون وليسوا محارم، فأخو الزوج وابن الخال وابن العم كلهم محرمون، وهكذا بالنسبة للرجل.

 

- آداب الزيارة في الإسلام تختلف كثيرًا عما يدور في بيوتنا، فالاختلاط الماجن في البيوت، وعلى طاولة الطعام، والسهر المختلط في مكان واحد لا يمت للدين بصلة، فمن حقك أن يزورك أهلك في بيتك، وتأتي إليك أخواتك في كل وقت، شرط ألا يختلطن بزوجك، فليس من حقك أو حق أختك أن تجلس وتتبسط وتأكل مع زوجك إلا في ظروف استثنائية جدًّا، مثل أن يكون في حضور العائلة مجتمعة، وبحجابها كاملا، وعدم التبسط في الكلام، وبالطبع عدم فتح موضوعات تخدش حياء المسلمة أو المسلم، زيارات أختك لكِ، أو زيارات إخوانه له، هي زيارات مغلقة تماما فلا يرى أختك، ولا تلتقي بأخيه.

 

- هناك ما يجب أن ينتبه إليه المسلمون، وهو أن غريزة الرجل تجاه المرأة هي غريزة قوية جدًّا (الرجل الطبيعي وليس أنصاف الرجال، فهناك من يدعون أن كل النساء في مقام الأخوات، فهؤلاء في حقيقتهم إما كاذبون أو ليسوا رجالاً بحق)، فالرجل الطبيعي حين يخلو بامرأة، فلا سبيل إلا أن يكون الشيطان ثالثهم، والرجل بطبيعته يحب النساء، ويحب أن تكون له أكثر من امرأة، ولذلك فقد أحل الله عز وجل له بأن يتزوج بأكثر من واحدة، فعنده القدرة العاطفية لذلك، والأمر موكول فقط لقدرته المادية على الإنفاق على أكثر من بيت، وعلى قدرته على تحقيق العدل بينهم، فإن توفر له ذلك فله الحق في الجمع بين أكثر من زوجة.

 

وبما أننا في زمان أغلق سبل الحلال، وقد فتحت فيه أكثر من سبيل للحرام، فصارت البيوت مرتعًا لذلك الحرام، فيأخذ الإنسان حظه من الزنا، بالعين، أو باليد، أو بالسمع، فكنتِ أنت من حيث لا تدرين سببًا في وصول زوجك لتلك المرحلة، فإن كان اللوم يقع عليه لفعله غير السوي، فاللوم أيضا عليكِ لأنكِ وفرتِ له الفرصة لفعل ذلك.

 

- وبما أنكِ قد علمتِ، أو شعرتِ، فليس عليك الآن إلا الستر، عليكِ أن تتجاوزي ما حدث عمليًّا وليس نفسيًّا حتى تتعلمي من الدرس وتحافظي على دينكم وتضبطي سلوكيات بناتك وأبنائك ليتعلموا كيف يكون التعامل مع المحارم وغيرهم، فيتناغم سلوك أهل البيت مع أخلاق الإسلام وسلوكياته، ليتم الفصل المطلق بين الجنسين في البيت، ويكون سلوكًا عامًّا لجميع أفراده، ويتم الاتفاق مع زوجك على ذلك، وتعريف أولادك بما يجب أن يكون.

 

- بالنسبة للمشكلة، إنك إن أخبرت أهلك، فسوف تكون قطيعة كبيرة بينهم وبين زوجك، وسوف تؤثر سلبًا وبشكل مباشر على علاقتكم بعضكم البعض، فكما قلنا، الستر أولى، وكما أنه أخطأ، وأنتِ أخطأتِ، فكذلك أختك يقع عليها جانب كبير من الخطأ، فهي من رفعت برقع الحياء حين سمحت أن تعاود زيارتك بالرغم من فتحه لأحاديث تخدش الحياء، فعليك نصحها بشكل مباشر، ثم التشديد عليها أثناء الزيارة بأن لا تلتقيه، وأن يغلق عليكما باب غرفة، أو عليه هو حتى تغادر البيت، افرضي عليها النظام الجديد وعلميها أنه هو الإسلام.

 

أما هو فلا تواجهيه بشكل مباشر، لمحي له أنك تعرفين ما حدث، مجرد تلميح، فالمواجهة سوف تفتح أبوابًا أنتِ في غنى عنها، ثم افرضي في بيتك ما اتفقنا عليه من سلوكيات سوف تحافظ على جميع أفراده، تجاوزي واغفري وصححي ما سبق أن أخطأتِ فيه، أصلح الله لك زوجك وأبنائك ونفسك وحياتك، وأبعد عنك الشيطان وجبر قلبك فيمن تحبين حبيبتي.