Consultation Image

الإستشارة 04/05/2025

السلام عليكم، أنا بنت عندي 17 سنة في تالتة ثانوي، وكنت عايزة أتكلم عن حاجة مضايقاني ومش عارفة أتصرف فيها.

أنا من زمان بحب النقاب واللبس الشرعي الساتر، وخصوصًا إني جسمي ملفت شوية، وربنا مديني قدر من الجمال، بس دايمًا عندي إحساس إني مش مرتاحة لما بخرج والناس بتبصلي، وبحس إني نفسي أستر نفسي أكتر علشان محدش يتفتن بيا، وعلشان أبقى مرتاحة قدام ربنا وأمام نفسي. فعلاً خدت خطوة يوم ولبست الخمار، وكنت فرحانة بيه أوي.

ولما جِه العيد اللي فات، قلت لماما: "أنا عايزة ألبس اللبس اللي يريحني، من غير ما تضغطيني"، قالتلي: "ماشي" بس لما دخلنا المحل، كل اللبس كان ضيق وبناطيل، ولما قلتلها إني مش حابة ألبس كده، زعقتلي وسط الناس وقالتلي كلام وجعني جدًا قالت انتي عوزه تكوني متطرفة، وبكيت ساعتها، واضطريت أشتري اللبس اللي هي عايزاه بالعافية علشان قالتلي إنها ممكن تشيل ملفي من المدرسة.

هي دلوقتي بتيجي البيت يومين في الأسبوع، علشان متجوزة بعد وفاة بابا الله يرحمه. وأنا بفكر إني في اليومين دول أفضل في البيت، والباقي ألبس فيه النقاب، خصوصًا إني فعلاً اشتريته ومعايا لبس شرعي، وكمان قاعده مع تيتا ونظرها ضعيف.

بس بصراحة خايفة، خايفة تيتا تلاحظ أو ماما تعرف، وتقوم مشكلة كبيرة. أنا فعلًا نفسي ألبس النقاب وأستُر نفسي زي ما قلبي مرتاح، بس كل ده مأثر على نفسيتي. أنا مش حابة أبقى ماشية في الشارع وحاسة إني معرضة إن أي حد يتفرج عليا، حابة أبقى مرتاحة، مطمئنة، ومستورة.. اعمل ايه؟

الإجابة 04/05/2025

ابنتي الحبيبة، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك على البوابة الإلكترونية للاستشارات الخاصة بمجلة المجتمع.. أسعدتني رسالتك جدًّا أيتها الابنة الغالية؛ ففي الوقت الذي تشيع فيه ثقافة التبرج والعري والرغبة في لفت الأنظار تسعين أنت للالتزام باللباس الشرعي وتنزعجين عندما تلفتين الانتباه وأنت تسيرين في الشارع وتخشين أن تتسببي في الفتنة، فهنيئًا لك مشاعر الحياء وحرارة الإيمان بنيتي الكريمة.

 

اللباس الشرعي

 

ابنتي الحبيبة، أنت ترتاحين للنقاب ولكنك تعلمين كم سيثير هذا من مشكلات مع والدتك وجدتك، فهل فرض الله النقاب عليك حتى تخوضي هذه المعركة؟ الحقيقة يا ابنتي أن النقاب واحد من أشهر القضايا الخلافية التي لم يحسمها العلماء، وإليك هذه الفتوى لمزيد من الشرح والتوضيح هل يجب على المرأة شديدة الجمال أن تنتقب.

 

كما رأيت -يا ابنتي- أن كثيرًا من العلماء لا يرون النقاب فرضًا حتى لو كانت المرأة جميلة، وفي الحقيقة أن اللباس الواسع الذي لا يكشف تفاصيل الجسد وغطاء الرأس الساتر ذا الألوان الهادئة كاف للغاية لعدم إثارة الفتنة، طبعًا مع الالتزام بباقي منظومة الحجاب مثل غض البصر والسير بشكل مستقيم والصوت الهادئ بلا خضوع في القول وعدم كشف الزينة الباطنة.. كل هذا يجعلك في موضع بعيد تمامًا عن الفتنة ويجعلك نموذج للفتاة المسلمة الحرة والراقية.

 

بنيتي الحبيبة، أخشى عليك من تلبيس إبليس الذي عندما يرى من الإنسان رغبة في الطاعة فيشغله بطاعة عن طاعة أعلى منها أو يوقعه في معصية عن طريق الطاعة، فمثلا قد تنشغلين بقضية النقاب وهي قضية فرعية خلافية ولا تهتمين بالحفاظ على الصلاة في وقتها بخشوع أو تتحدثين مع والدتك بحدة على الرغم من أن برها يأتي في المرتبة الثانية بعد عبادة الله وحده، ويكون السبب قضية خلافية كالنقاب، فهنا تهتز الأولويات، وهذا كله من تلبيس إبليس؛ فانتبهي.

 

أنت ووالدتك

 

ابنتي الغالية، أمك ثم أمك ثم أمك.. بر والدتك من أعلى درجات الطاعة وإغضابك لها من أكبر الكبائر، بالطبع لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولكن عندما يكون الأمر خلافيًّا فبالتأكيد لا يصدق عليه وصف معصية، أما اللبس الضيق واللافت فهو بالتأكيد معصية ارفضيه بأسلوب مهذب وإياك والتجاوز مع والدتك بالكلام حتى لو أساءت هي إليك {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.

 

بنيتي الغالية، لا تدخلي في صدام مع والدتك واتبعي معها أسلوبًا ناعمًا، وفي نهاية الأمر لا تفعلي إلا ما هو صواب.. مثلا عندما اصطحبتك لشراء ملابس العيد بدلا من أن تقولي هذا اللبس ضيق أو لافت قولي لها ذوقه رديء.. لا يليق عليّ.. لا يعجبني بدلا من أن تقولي أريد لبسًا واسعًا سابغًا قولى لها الأوفر سايز ترندي هذه الأيام.. استخدمي ألفاظ شائعة وسط البنات بحيث يبدو هذا النمط من اللبس تفضليه لأنه الأكثر أناقة أو لأنه يليق عليك أكثر أو لأنه على الموضة فهذا كله أفضل من الصدام واتهامك بالتطرف والدخول في دوامة التهديدات.

 

غاليتي، أرجو ألا يكون زواج والدتك وبقاؤك مع جدتك دافعًا خفيًّا للتصادم معها أو الضيق من كلماتها ووضعها في قفص الاتهام والتصيد لها؛ فزواجها –حبيبتي- لا يعني أنها لا تهتم بك أو أن حبها قد قل فهذا كله من تلبيس إبليس حتى يصعب عليك أمر برها وطاعتها.

 

أيضًا أرجو ألا يكون اقتراب موعد امتحانات الثانوية العامة دافعًا خفيًّا للانشغال في قضايا أخرى كالرغبة الملحة في ارتداء النقاب والسعي للتحايل على الأمر بحيث ترتدينه دون علم والدتك، مستغلة ضعف نظر جدتك حتى لو اضطررت للغياب يومين في الأسبوع حتى لا تكتشف والدتك الأمر، ويصور لك عقلك الباطن أنك هكذا أنت في جهاد تناصرين قضية كبرى والأمر بالطبع غير ذلك، فما بين تلبيس إبليس لأولويات الطاعة وما بين الحيل النفسية اللاشعورية التي تهدئء مشاعر الخوف والقلق لديك تكمن بعض تفاصيل مشكلتك.

 

ابنتي، اقتربي من الله عز وجل بالصلاة وكثرة الذكر وبارتداء ملابس سابغة مع كشف وجهك وكفيك، ولا تسمحي للشيطان بالتلاعب بك وبأفكارك، واجتهدي هذه الأيام لمراجعة دروسك حتى تدخلي الامتحانات مطمئنة بعد أن قمت بأداء ما عليك ثم توكلت على الله.. أنار الله بصيرتك ولا تترددي في الكتابة لنا مرة أخرى.

الرابط المختصر :