الإستشارة - المستشار : د. يحيى عثمان
- القسم : أسرية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
53 - رقم الاستشارة : 1065
23/02/2025
السلام عليكم.أنا عندي مشكلة كبيرة ومحتاج آخد رأيكم فيها عشان مش عارف أتصرف. أنا اتجوزت من فترة واحدة كانت على خلق وبحبها.وكل حاجة في فترة الخطوبة كانت ماشية عادي وقتها كنت ملاحظ إنها بتتعب كتير فسألتها هي وأهلها عن حالتها الصحية وهل بتشتكي من مرض معين وكان ردهم إنها تعبانة شوية وتعبها ده بسيط وهتخف قريب وإنه مالوش تأثير على حياتنا بعد الجواز. صدقتهم وكملنا وبعد الزواج اكتشفت ان مراتي مريضة بمرض مزمن وعلاجه مكلف جدًا المشكلة إن أهلها كانوا عارفين ومخبّيين عني وحسسوني وقت الخطوبة إن الموضوع بسيط رجعت واجهتهم، وكانوا بيقولولي معلش ده نصيبك إحنا معاك.وهنتكفل بكل حاجة بصراحة كنت في حالة صدمة وأهلي كانوا شايفين إن ده غش واضح وإن الجواز لازم ينتهي لكن أنا رفضت أطلقها عشان كنت حاسس إنها بتحبني وكمان عشان ما أكسرهاش في وقت صعب زي ده. عدت السنين وأنا معاها بحاول أكون سند ليها رغم كل شيء. كنت بشارك في علاجها على قد ما أقدر حتى لو استلفت أو بقيت في ضيق مادي كبير ربنا رزقني منها بولد وده كان الشيء الوحيد اللي مفرحني في كل الظروف الصعبة دي. لكن مع الوقت حالتها الصحية ساءت جدا وكنت مش قادر أعيش حياتي الزوجية بشكل طبيعي بعد ما فكرت كتير واتكلمت معاها، قررت أتجوز تاني بموافقتها عشان أقدر أكمل حياتي ورغم كده، فضلت واقف جنبها ومهتم بيها لآخر يوم في حياتها وقت ما دخلت المستشفى قبل ما تتوفى كنت معاها طول الـ32 يوم اللي قضتهم هناك ما سبتهاش غير يوم واحد بس الكار ثة بقى اللي اكتشفتها بعد ما توفت الله يرحمها ان والدتها بدأت تقلب الدنيا عليا وعاوزه تاخد ابني ومش عايزة تخليني أشوفه وبتقول للناس إني كنت السبب في مر،،ض بنتها وتعب،،ها بسبب زواجي التاني مع إني فضلت واقف معاهم طول الوقت. أنا دلوقتي مش عارف أعمل إيه ومش عارف إذا كنت غلطت من البداية إني ما سمعتش كلام أهلي وسبتها وقت ما اكتشفت مر،،ضها ولا إني كنت غلطان لما قررت أضحي بكل حاجة عشانها وكمان دلوقتي محروم من ابني اللي هو الحاجة الوحيدة اللي كانت مخلية حياتي ليها معنى. إيه رأيكم في الست ديه؟ وأعمل اية معاها وهي مش عاوزه تديني ابني يعيش معايا ومع زوجتي بحجه خاي،،فه عليه من زوجتي وإنه من ريحة المرحومه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أشرت إلى أن زوجتك رحمها الله كانت مريضة مرضًا أثّر على علاقتها بك وهذا من الغش، حيث إن إخفاء الأهل عن زوج ابنتهم مرضًا خطيرًا يؤثر على كفاءتها كزوجة يعد غشًّا وخداعًا محرمًا في الشريعة الإسلامية، وهو منافٍ لمبدأ الصدق والأمانة اللذين أمر بهما الإسلام في المعاملات، وخاصة في الزواج الذي يقوم على الصراحة الكاملة والوضوح.
الحكم الشرعي في هذه الحالة:
1. حرمة الغش والتدليس:
* قال النبي ﷺ: "من غشنا فليس منا" رواه مسلم.
* قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ﴾ [الأعراف: 85].
* إذا كان المرض يؤثر على الحياة الزوجية (كمرض يمنع الإنجاب أو يؤثر على العلاقة الحميمية)، حياتها كزوجة أو أم فإن إخفاءه يعد تدليسًا وظلمًا للزوج.
2. حق الزوج في الفسخ:
* رغم الغش الذي شاب العقد فإن العقد من الناحية الشرعية صحيح، ويحق للزوج فسخ العقد دون الحاجة إلى طلاق إذا ثبت التدليس في أمر جوهري يؤثر على الزواج.
* إذا اكتشف الزوج المرض بعد الزواج وكان المرض خطيرًا ويؤثر على حقوقه الزوجية، فيجوز له طلب فسخ العقد دون أن يترتب عليه إثم.
* يستند ذلك إلى قاعدة "الخيار بالعيب"، حيث للزوج الحق في فسخ الزواج إذا وُجد عيب جوهري كان مخفيًا عنه وأثر على الحياة الزوجية.
3. وجوب المصارحة:
* الإسلام يحث على الصدق في الزواج، وكان الصحابة يُعلِمون الأزواج بالعيوب التي قد تؤثر على الزواج.
* يجب على الأهل توضيح الأمر قبل الزواج، مع ترك الخيار للزوج في القبول أو الرفض.
الخلاصة:
جزاك الله خيرًا قبلت الاستمرار، وهذا فضل منك وأحسنت، نسأل الله أن يحسن إليك وصبرت صبرًا جميلاً فلك بفضل الله الأجر والثواب، ولكن عليك ألا تندم أو تعود بالمنّ على أهل زوجتك فقد اخترت الإحسان بإرادتك فلا تضيع لأجرك.
حضانة الطفل بعد وفاة أمه (أو طلاقها وزواجها بآخر)
وفقًا للشريعة الإسلامية، فإن حق الحضانة للأطفال بعد وفاة الأم يعود إلى الأقرب إليهم من جهة الأم، وذلك وفقًا لترتيب معين يراعي مصلحة الطفل بالدرجة الأولى. وبما أن الجدة (أم الأم) على قيد الحياة، فهي الأحق بحضانة الأطفال وفقًا لرأي جمهور الفقهاء، وذلك استنادًا إلى أن الحضانة تقوم على الشفقة والحنان، وهي أقرب إلى رعاية الأطفال بعد أمهم.
ترتيب الأولوية في الحضانة بعد وفاة الأم:
1. الجدة من الأم (أم الأم).
2. الجدة من الأب (أم الأب)، إن لم تكن الجدة من الأم موجودة أو غير مؤهلة للحضانة.
3. الأخوات الشقيقات أو الأخوات من الأم، حسب ظروف كل حالة.
4. الخالات ثم العمات، حسب القرب في النسب.
5. الأب إذا لم يوجد أحد ممن سبق أو لم يكن مؤهلاً للحضانة.
ملاحظات مهمة:
* يشترط في الحاضن القدرة على تربية الأطفال ورعايتهم بشكل سليم.
* في حال زواج الجدة من رجل أجنبي عن الأطفال، فقد تسقط حضانتها وفقًا لبعض الفقهاء.
* إذا تزوج الأب من أخرى، فإن زوجته الجديدة لا تكون الحاضنة تلقائيًّا، إلا إذا انتقلت الحضانة إليه قانونيًّا.
متى تنتقل الحضانة إلى الأب؟
* إذا لم تكن الجدة قادرة على الحضانة أو تُوفيت.
* إذا كان الحاضن غير قادر على توفير بيئة مناسبة لتربية الأطفال.
* إذا بلغ الطفل سنًّا تسمح له بالاختيار، فقد يُخيّر بين البقاء مع الحاضن أو الانتقال إلى والده.
لذا إذا كانت جدة الطفل مؤهلة لرعايته فهذا حقها وواجبها الشرعي؛ لأن الطفل يحتاج الى الحب والحنان وليس مجرد خدمته من مأكل وملبس ونظافة، لذا كان ترتيب الفقهاء لأولوية من يعول الطفل. كما أنه يجب التركيز وبيان أن الوالد هو المسؤول مسؤولية كاملة عن الإنفاق على ابنه بل عليه أن يدفع لجدته أجر الإقامة والخدمة، ودوره لا ينتهي بالإنفاق المادي بل عليه تربيته ورعايته وتأديبه واختيار المدرسة التي تناسبه؛ لأن حضانه جدته لا تلغي مسؤوليتك عن تربيته، وحتى تتمكن من القيام بهذه الأمانة عليك:
حسن التواصل مع أهل زوجتك وخاصة جدته، كما يمكنك أن تستعين بالله وتتوسم الخير في والد زوجتك أو أخيها أو عمها أو .. لبيان حقك، بل وواجبك نحو تربية ابنك وأن جدته تقع في إثم عظيم بمنعك من ممارسة دورك التربوي كوالد. كما أنها تحرم الطفل منك وهذا له تأثيرات سلبية على نفسية الطفل.
ندعو الله أن يوفقك لإصلاح علاقتك بأهل زوجتك وأن تتمكن من أداء أمانة تربية ابنك، واستعن بالله ولا تعجز.