23 فبراير 2025

|

24 شعبان 1446

Consultation Image

الإستشارة 07/02/2025

أنا فتاة أنهيت دراستي الجامعية الصيف الماضي والآن متقدم لي عريس وهذه أول مرة يتقدم لي أحد والمفروض سيأتي البيت كي يراني خلال أسبوع أحتاج منكم مساعدة.. كيف أعرف هل هو عريس مناسب أم لا وما هي الأمور التي ينبغي علي أن ألاحظها وما هي الأسئلة التي يجب أن اسألها مع العلم أني شخصية خجولة وانطوائية بعض الشيء ولست أدري كيف سأتكلم أو كيف سأسأل فمجرد التفكير في هذا يسبب لي التوتر وتقبلوا تحياتي

الإجابة 07/02/2025

أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك ابنتي الغالية على بوابة استشارات المجتمع...

 

ابنتي الغالية، الزواج هو قرار مصيري يتخذه الإنسان، وهو قرار مصيري جدًّا بالنسبة للفتاة؛ لذلك فدائمًا ما نقدم النصيحة بالاهتمام الشديد عند اتخاذ هذا القرار؛ لذلك أنا أحييك على طرح هذا السؤال، وسأقسم إجابتي لعدة مراحل:

 

المرحلة الأولى:  قبل أن يأتي الخاطب للبيت

 

في هذه المرحلة من الطبيعي أن يكون والدك أو ولي أمرك حصل على المعلومات المبدئية عن الخاطب، عمره تعليمه، عمله، عمل والده، المستوى الاجتماعي لعائلته، وسمعته وسمعة عائلته، وكلما كان هناك تشابه أو تكافؤ بين العائلتين كان ذلك أفضل؛ لأنكم في هذه الحالة تقفون على أرض مشتركة.

 

الحقيقة أن هذه المرحلة من المفترض أن لها جذورًا قديمة أي قبل ظهور خاطب بالفعل، فالمفترض أنك مستعدة نفسيًّا للزواج متفهمة له لديك القدرة على تحمل المسئولية، وباعتبارك فتاة مسلمة فأنت تنتوين بناء بيت صالح، وهذا يعني أن تكون نواياك طيبة فلا يكون في نواياك مثلا خلع الحجاب في العرس أو الرقص فيه، وعلى قدر نيتك الطيبة سترزقين بزوج صالح يتقي الله فيك.. نيتك الطيبة ستجعلك تتوكلين على الله حق توكله وبالتالي يكفيك كل ما يقلقك.

 

لا تنسي في هذه المرحلة صلاة ركعتين، صلاة حاجة، والإلحاح بالدعاء أن يرزقك الله بالزوج الصالح الذي يسعد قلبك.

 

المرحلة الثانية: القبول الشكلي

 

هناك أمور تساعدك على اتخاذ قرارك من أول لقاء، يأتي على رأسها مسألة القبول الشكلي، صحيح أنه سيأتي في غاية أناقته، ولكن هذا لن يحول دون قدرتك على معرفة شكله.. ملامحه.. طوله.. هيئته، فلا بد أن يتوفر لديك الحد الأدنى من القبول بشكله؛ لأن هذه مسألة مهمة في تحقيق العفاف لك.. لكن تريثي فقد لا يروقك شكله أول مرة ثم تشعرين بعد ذلك بالقبول والتآلف معه، خاصة إذا كان لبق الحديث ذا شخصية جذابة...

 

الضابط في القضية ألا يكون شكله منفرًا، وأن تكوني أنت واقعية في الحكم على شكله، فلا تنتظري أنه سيتقدم لك نجم من نجوم السينما.. أما لو كان بالفعل يشبه نجوم السينما فاحذري مرتين، فقد تكون وسامته سببًا في إهمالك للصفات الجوهرية التي ينبغي النظر لها.

 

المرحلة الثالثة: تذويب الجليد

 

أنت متوترة وهو غالبًا أيضًا متوتر، ولغة الجسد من الممكن أن تعطي انطباعات غير مريحة، لذلك أنتما بحاجة للهدوء، خاصة وقد ذكرت أنك تشعرين بالتوتر من الآن.. فلا يمكن الحديث في أجواء تهيمن عليها ذبذبات التوتر التي تحيط بك؛ لذلك حاولي أن تتنفسي بعمق عدة مرات لتنظيم تنفسك وتهدئة دقات قلبك العالية...

 

مطلوب منك في هذه المرحلة أن ترفعي رأسك وتنظري تجاهه دون تواصل بصري مباشر، وليس مطلوبًا منك أبدًا أن تبادري بالحديث، فإما سيبادر هو بالحديث، وهذه نقطة ستسجلينها أن يكون له شخصية قوية مبادرة يستطيع بها إدارة دفة الحوار أو سيقوم أحد من طرفه أو طرفك بفتح باب للحوار وغالبًا سيكون حديثًا عامًّا عن أي حدث بسيط.. المفترض أن يشارك هو أولا في الحديث ويتغلب على توتره وإلا فسنسجل هذه النقطة كتقييم سلبي ضده..

 

المطلوب منك في هذه المرحلة بعد أن تكوني هدأت أن تزين وجهك ابتسامة جميلة وتبدئي في المشاركة الإيجابية في الحديث، فمن حقه هو الآخر أن يتعرف عليك، فهو لم يأت لمطالعة تمثال صامت جميل.. هذه مرحلة مهمة جدًّا، مرحلة الحديث العفوي التي تذيب الجليد بين شخصيتين لا يعرفان بعضهما البعض.

 

المرحلة الرابعة: السؤال الأكثر أهمية

 

يمكنك أن تعتبري أن مرحلة تذويب الجليد مرحلة تمهيدية للمرحلة الأساسية في الجلسة حيث تزول اللعثمة والتوتر، وغالبًا سيسألك في هذه المرحلة: هل هناك سؤال تريدين طرحه؟ وهنا عليك أن تطرحي أهم سؤال يدور في عقلك ولو كنت ما زلت تشعرين بالتوتر رتبي مع والدك أو والدتك طرح السؤال، وليكن مثلا سؤالا عن العمل، ما رأيك في عمل المرأة؟ سيجيب مثلا: لا مانع لدي بشرط ألا يؤثر على البيت...

 

هنا عليك طرح سؤال مفتوح تجعلينه يستطرد في الكلام بعيدًا عن الدبلوماسية فتقولين له: كيف يؤثر على البيت أو ما هو تصورك لحدود المسئولية في البيت؟ والهدف من هذا دفعه للكلام أكثر من مضمون الإجابة.. معرفة طريقته في التفكير ومدى قدرته على المرونة.. وقد تظهر بعض الشخصيات الانفعالية حدة في الرد، فعليك رصد كل ما يصدر منه وترك الفرصة الكاملة له للشرح والتوضيح.

 

والآن سأقدم لك سبع نصائح تساعدك جدًّا في اتخاذ القرار:

 

النصيحة الأولى: أنصتي بهدوء

 

وهو ما ذكرته لك أكثر من مرة .. أنصتي كي تجمعي أكبر قدر من المعلومات عنه، ولكن يجب أن تكوني هادئة؛ لأن الشخص المتوتر لن يستطيع إدراك وتجميع ما يقال والخروج منه باستنتاج صحيح، فأنت بحاجة للإنصات بهدوء في المرحلة التمهيدية "ذوبان الجليد" أو مرحلة "الأسئلة المهمة".

 

النصيحة الثانية: عبري عن نفسك

 

ليس معنى الإنصات ألا تعبري عن نفسك، هل تعرفين ابنتي الحبيبة أنه أحيانًا يأتي الرفض من جهة الخاطب؛ لأنه لم يستطع التعرف على شخصية الفتاة، فمهما كنت جميلة فلن يعرفك حتى يسمعك، وعندما تعبرين عن نفسك فهذا قد يدفعه لطرح أسئلة عليك، ونحن سنقوم بتحليل الأسئلة تمامًا كما قمنا بتحليل الإجابات.

 

النصيحة الثالثة: اهتمي بلغة الجسد

 

لا توجد لغة عالمية للغة الجسد، فلا الذي يضع يده على أنفه كذاب ولا الذي ينظر في عينيك بالضرورة صادق.. صحيح هناك إشارات واضحة كأن ينظر لوالده أو والدته قبل كل إجابة أو أن يأخذ وقتًا طويلاً للتفكير قبل الإجابة، لكن هناك أشياء ستشعرين بها بلا دليل محدد، فصدقي قلبك وأنصتي له.

 

النصيحة الرابعة: شاركي أسرتك

 

في بعض العائلات يُترك للفتاة الحرية المطلقة في اتخاذ القرار، ولكن عليك أن تصري على مشاركتك أسرتك ليس في جمع المعلومات عنه ولكن في رأيهم فيه، اهتمي برأيهم مهما كانوا أشخاصًا بسطاء لا يشغلهم إلا المهر والذهب، فقد يلفتون نظرك لأمر أنت لم تنتبهي له، ولو أن في عائلتك شخصًا معروفًا بالخبرة الواسعة فحاولي أن تجعليه حاضرًا للقاء.

 

النصيحة الخامسة: صلي صلاة استخارة

 

صلي صلاة الاستخارة، فهي من تمام توكلك على الله عز وجل، ويمكنك تكرارها حتى يطمئن قلبك لقرار.. لا تنتظري أحلامًا فقط أنصتي لقلبك ومشاعرك.. وصلاة الاستخارة ركيزة أساسية فهي ستجعلك تسيرين في نور الله.

 

النصيحة السادسة: كرري اللقاء

 

من الممكن أن تعجبي بشكله ويرد على كافة أسئلتك وتصلي صلاة استخارة وعلى الرغم من ذلك تظلين شاعرة بالتردد، هنا يجب عليك طلب تكرار اللقاء مرة ثانية ثم تصلين استخارة ومرة ثالثة، وورد في بعض الأحاديث أن صلاة الاستخارة من الممكن أن تصلى سبع مرات، فما المانع من تكرار اللقاء ولو سبع مرات قبل اتخاذ قرار، وإن كان ثلاث مرات في الغالب كافية.. في كل مرة ستفهمينه أكثر.. وتحصلين على معلومة إضافية.. سيقل التحفظ والردود الدبلوماسية.

 

النصيحة السابعة: لا تستهيني بفترة الخطبة

 

فترة الخطبة تكملة للقاءات التي حدثت قبل اتخاذ القرار فهي الفترة التعارف الأساسية قبل الزواج، ولا بد من الاهتمام بها ومنحها الوقت الكافي مع الالتزام بالآداب الشرعية، فالكلام لا بد أن يكون في دائرة المباح.. وطبعًا ممنوع الخلوة وكلما اتقيتما ربكما في هذه الفترة كان هناك بركة في الزواج..

 

حاولي ألا تتورطي عاطفيًّا في هذه الفترة؛ لأن العاطفة إذا سيطرت عليك فلن تجعلك قادرة على تقييمه بطريقة صحيحة، وقد تكون هناك عيوب واضحة تغفلين عنها، ألا يقولون في المثل الشعبي "مراية الحب عامية".. رزقك الله السعادة، وتابعيني بما تم في اللقاء.